العنف صنفان عنف طبيعي يقوم به أي إنسان لكنه محدود في كثافته وفي مرات حدوثه وفي المدة التي يستغرقها هذا هو الثلاثي الذي يقاس به العنف المرضي من العنف غير المرضي كثافة الفعل، ومدى تكرره، والمدة التي يستغرقها حين يحدث عندما تزيد أي واحدة في هذا الثلاثي عن الطبيعي يحتاج الشخص للعلاج لأنه يصبح سايكوباث مضر في أيِّ مكان يغشاه الإنسان الطبيعي يقدم على الأذى أيضاً رجل أو إمرأة يهجم أحدهما على نشال يحاول نشل أحدهما، أو لص تسلل للبيت وشعرا به رجل يجلد ابنه الذي إرتكب خطأ لا يغتفر رجل أو إمرة يدفعان شخص قوي يضرب في آخر ضعيف كل ذلك عنف وغير مقبول لكنه مفهوم وطبيعي وغير مرضي أما الشخص الذي يدمن التعدي على الآخرين مرة بعد أخرى بعد أخرى أو الذي يضرب آخر ويستمر في ضربه حتى يسبب له أذىً جسيماً أكثر من مرة هذا عنف مرضي دخل ضمن صاحبه ضمن فئات المعوقين نفسيّاً العالم النفسي البريطاني دونالد ونكوت Donald Winnicott في حديثه عن الرضوض النفسية؛ يرى بأن الصدامات التي يتعرض لها الطفل بشكل متكرر سواءً داخل المنزل من أبوين لا يملكان المهارة التي تتطلبها الأبوة أو الإمومة أو خارج المنزل من محيط لا يرحم، وبشكل متكرر أيضاً ولفترة طويلة تؤدي لتأثيرات سلبية عظيمة في شخصية الطفل ولإضطراب مستمر في كينونته تصل لدرجة التعويق النفسي الذي تفقد معه الذات حيويتها النفسية وتفقد المعنى في كل ما حولها وعندما يشب الطفل تكون هذه الجروح النفسية قد تحولت لذكريات مجمدة تنتظر فرص مستقبلية تستعيد فيها حيويتها و الشخص المصاب يبدأ في التعامل بعنف مع الآخرين دون حتى أن يجد تفسيراً لهذه الرغبة الغريبة وماهية هذه القوى المتناقضة والغامضة التي تتصادم داخله إذ يقف جدار سميك يفصل بين ما يعتمل داخله والكيفية التي يتعامل بها مع الناس في الخارج فلا يفهم لماذا ينظر للآخرين كخصوم حتى وإن لم يفعلوا ما يبرر ذلك؟ ولماذا لا يستطيع التعامل مع الناس بالود والمحبة حتى عندما يفعلوا ذلك؟ أيْ لماذا يعاني من علة تطبيع العلاقة مع الآخرين؟ ويستمر في المعاناتة من ضعف المهارات الإجتماعية حتى وأن الأجزاء من الدماغ المختصة بالتوادد مع الآخرين يصيبها الضمور ويزداد ضمورها أكثر كل مرة يقدم فيها الشخص على التعدي على الناس حتى يصل نشاطها لدرجة الصفر أو شيئاً قريباً من ذلك ويتزايد نشاط الناقل العصبي الدوبامين الذي يدعم هذه النزعة العدائية فيصبح التعدي روتين قسري لا يصحبه أي إحساس بالذنب أو تأنيب الضمير فتعذيب الآخرين أو إستصغارهم كما ذكرنا من قبل يجلب له اللذة ويصبح الإستعجال في كسب الأعداء والتعدي المتكرر عليهم هي أعراض إنحرافه النفسي كتب فرويد عن علاجه بالتحليل النفسي عام 1909 لمحامي شاطر لكنه مصاب بحالة هوس الأذية (سواق دائم في قطار الأذية) أطلق فرويد على الرجل لقب (رجل الجِّقِر) وقصة الرجل وعلاجه طويلة يمكن التوسع فيها من خلالة مشاهدة الفيديو أدناه أو الإطلاع على المعروض في النت عنها أطلق فرويد هذا اللقب على الرجل لأنه كان مهووس بفكرة سمع أن الصينيين يعذبون بها أسراهم وهي أدخال جقر في فتحة شرج الضحية عندما جاء هذا المحامي لفرويد أول مرة عن أموضوع هوسه أخذت فرويد الدهشة وعندما بدأ الرجل يعترف لفرويد بهذا النوع الغريب من التعذيب للضحايا لاحظ فرويد أن الرجل يستمتع بالقسوة التي جعلت فرويد يرتعب أول الأمر يقول فرويد أنه كان يلاحظ تعابير غريبه تختلط فيها اللذة بالألم في معظم اللحظات المثيرة من روايته بينما يبدو أن مريضه لا يدرك تلك التعابير وكُنْه الأحاسيس المتولدة عنها وكيف أن هوسه ما هو إلا وسيلة دفاعية مصدرها وضعيته الدونية تحرضها حتى مجرد قراءته لكلمة تجرح كبرياءه حتى وإن كان من كتبها لا يعني ما تواتر لعقل المهووس أبداً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة