التحيات والود لكم د.نعمات، د. محمد عبدالله، عادل، وحيدر وشكري على مداخلاتكم في التحليل النفسي يتضح أن كل ما يعرفه الناس عنا وأكثر من ذلك الصورة التي نجتهد أن يكوّنها الناس عنّا هي لا تعكس حقيقتنا إذ كل ذلك ننتجه وبوعينا ويتلقاه الآخرون بوعيهم والوعي هو الشرك والمصيدة في الحالتين إذ أنه ينتج من الحقائق الزائف في الكثير من الأحوال لذا تجد أهلنا الصوفية يستبدلون عقلي البيان و البرهان بعقل العرفان يبحثوا عن وسائل ودرجات أخرى من المعرفة فهم لا يذدروا شيء بقدرما يذدروا المظهر ولا يحفلوا بشيء بقدر إحتفالهم بالمودة والرحمة سيرتهم هي سيرة الفقرا اتقاسموا النبقة فهم يقدموا أولاً المحبة وبعدها كل ما يملكوا للآخرين ويسمون ذلك الحب في الله كذلك قبيلة التحليل النفسي تدعوا لهدم الأنا وليس بناء الأنا فالأنا لا سيما تلك المتضخمة كبالونة فارغة كلما تزيد في تضخمها تقترب من نهايتها إنهم يدعون للتحول من التركيز على الأنا والهو لما هو أكثر جوهرية منها إن أردنا التعرف على هوية الإنسان هوية الإنسان الحقيقية تكمن في لا وعيه، في الآي دي، في عقله الباطن وهذا اللاوعي يكشف عن صاحبه في سلوكه وخلسة في كلامه، وكثيراً في أحلامه مثال أن تخاطب الأم إبنها " أميرة جميلة وعقلها كبير" فيجيب الابن " أي ولله جميلة وصدرها كبير" ثم ينتبه إلى أنه كان يخاطب أمه لا صديقه ولكن اللاوعي أخرج مافيه خلسةً كذلك الأفعال المؤذية لا تصدر عن الوعي وإن بدت كذلك بل تصدر عن اللاوعي لأنه يختزن داخله كثيراً من الأذى المكبوت والذي يعيد تفريغه في مواقع ومواقف بعينها تثير كوامن الجروح ثم يصبح الأذى عادة وروتين طالما المسببات بقيت كامنة ومكبوتة تنشطها فرص التعدي لاسوانح السلام كل العنف والجروح العاطفية، قديمها وجديدها يتراكم في اللاوعي ظلمات بعضها فوق بعض وتتضاعف حساسية التوتر والإتفعال تجاه الأشياء نفسها أو الأشخاص أنفسهم أقول الأشخاص أنفسهم لأن هؤلاء الأشخاص منهم من تفوه بكلمة أو فعل فعلاً أو ظهر بمظهرٍ أو أي شيءٍ آخر فلمس وتراً حساساً يرتبط بمكبوتات اللاوعي جعله هدفاً معتمداً وخصماً مشروعاً للأذية لأن الرغبة في الأذى رغبتها مكبوتة ضمن جروحات العقل الباطن لكن هذه الرغبة تحتاج لمحرك لقطار تركبه وهذا المحرك هو الكلمة، أو الإتجاه السياسي، أو الجنس، أو حتى مجرد الاسم كثيرون في إمريكا إطلعوا على قصص صمويل لتل وغيره من serial killers صمويل لتل إعترف بقتل 93 إمرأة غالبهن يعملن بالدعارة والحقيقة أنه قتل أكثر من ذلك العدد والجروح المخزونة في اللاوعي التي صنعت تلك الرغبة ترتبط بأمه التي كانت تمتهن الدعارة كانت تلك الشفرة هيئة الداعرة كفيلة بتحريك الرغبة القديمة المتجددة في إستعادة الجرح ليداويه بالتي كانت هي الداء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة