مشاهد وصور من دفن الامام الصادق الصديق

Quote: *دمعة على قبر الإمام* -محجوب فضل بدرى- -كدت أن أستعير مطلع قصيدة نزار قبانى فى رثاء جمال عبد الناصر،، (قتلناك ياآخر الأنبياء) لولا التجديف الذى فيها،،فقد رفع الشاعر مقام الزعيم العربى الى مكانة الانبياء المصطفين الأخيار،،وحاشا للإمام -حيَّاَ وميتاً-،،أن يرضى بأن يقال عنه انه نبى مرسل،،وهو الانسان البسيط الساعى من أجل السلام والوئام على خطى جده الإمام عبدالرحمن حامل لواء الوطنية،،والمدافع عن العقيدة والوطن على خطى جده الأعلى الامام محمد احمد المهدى حامل لواء الجهاد،،ومثلما لم يستجِب السيد عبدالرحمن لرجاءات عكير الدامر،،بأن يخلع لباس المدنية ويلبس لامة الحرب (القفطان امرقوا لباسو فيك مَابْخيل،،بتخيل فيك الدروع وركوب عواتى الخيل) وركب الامام الصادق عواتى الخيل للرياضة والفروسية وليس للحرب التى دعى لها شاعر آخر فقال فى غمرة اليأس من صلاح الحال فى الحياة السياسية *(لكْلِكا ياكريم،واقلب نداها سخانة،،خَرِّب عامِرا بالدانة والجبخانة،،حكماها الصقور وشارع الزلط شفخانة)* -وانتهج الامام الحبيب الجهاد المدنى سبيلاً للوصول الى الديمقراطية،وفى حقبة الإنقاذ تراوحت إجتهاداته ما بين تهتدون،،وتفلحون،،الى تغليب المصالحة والتراضى وإجترح فى ذلك مسميات عدة من جعبته التى تغص بالمصطلحات الموحية،والنظريات،والامثال الشعبية،،فهو موقن بأن ما لايُدرك جُلُّه لا يُترك كُلُّه،،وفى ذات الوقت لم يتوقف عقله الكبير من الإسهام فى كل الشأن العربى والإسلامى ،ولا غرو فهو من الرجال القلائل الذى يجمع بين العمل السياسى والإنتاج الفكرى،،ويحتفط بمكانته الدينية مع قيادته السياسية،، ويمارس الرياضة ويعشق الفن،،ويؤلف الكتب فيرفد المكتبات،،ويتحدث فيشغل وسائط الاعلام،،فقد ملأ الدنيا وشغل الناس،،وكانت الأبصار ترنو إليه،،كلما ادلهمت الخطوب،وانسدت الآفاق،،وهاهو قد رحل والبلاد والعباد احوج ما يكونون الى حكمته وحنكته وصبره وجلَدِه،،فكان الخطب جلل والمصاب فادح. *كذا فليحل الخطب،وليفدح الأمرُ* *فليس لعينِ لم يَفِضْ ماؤها عذرُ* *توفيت الآمال بعد (وفاته)، وأصبح فى شغلٍ عن السفرِ السفرُ* *وما كانَ إلَّا مالَ من قلَّ مالُهُ،وذخراً لمن أمسى وليس له ذُخرُ* -ونختم بنا ختم به الإمام الراحل فى مذكراته وهو على فراش الموت *( وأفضل الناس فى هذا الوجود،شخصٌ يترحم مشيعوه قائلين:- لقد شيَّعنا حقانيَّاً إلى الحق،،إنَّ إلى ربِّك الرُجعى. الحمد لله الوالى الكريم،والصلاة والسلام على سيدنا محمد مع التسليم.