Quote: حيا الله حبيبنا (حسين) لا عليك عزيزي هذا البوست للتداعي ويحتمل الإنتظار ..وكلنا انتظار لما تجود به القريحة من فيض الذكريات. وحمد لله سلامي على كتابة عمر جديد ونجاتك من التمساح... وتذكرت مدحة التمساح و الشيخ (حاج الماحي) وذكره لتلك القباب وساكنيها عليهم من الله رضوان ومغفرة. الوالد (رحمة الله عليه) كان يصر على سفرنا في اجازات المدارس للشمالية ..لمزيد من الترابط مع جذورنا وأهلنا....كنا نتلهف لإنتهاء العام الدراسي حتى ننطلق الى تلك الربوع..وننعم بإجازة لا تحدها حدود من الإنطلاق واللعب ..تعلمنا مع اهلنا كيفية الزراعة وكيفية ري الارض وكيفية الحديث في معية الكبار و كيفية الإنصات في ( إستراحة) جلسات الذكر وتلك القيم التي يتم بثها بلغة تخاطب الصغير والكبير..وتعلمنا ماهو معنى الارض وشعور الإنتماء الحقيقي للارض والاهل. من المشاهد التي لاتزال عالقة بذاكرتي هو إجتماع (لمة) الناس تحت ظل ظليل من شجرة (منقة) وكل يأتي ب (صينية) مغطاة بطبق وتحتها (صحن قراصة) وقربه صحن بصل...كل الناس مجتمعة لتأكل مع بعضها وتتفاوت درجة الصينية ..فبعضها يكون بجانبه صحن (لحمة) واخرى صحن (شعيرية) واخرى صحن (طحينية_ كما يطلق اهلنا عليها) هذا التفاوت يؤسس لفهم ان الناس تختلف في مدخولها ..وهذا الإجتماع يؤسس لمبدأ التعاضد ...شفت كيف المنهج التربوي...قيم تتشربها بدون تلقين ..عليك فقط ان تستشفها من خلال سلوك الناس مع بعضهم البعض. اللهم احفظ تلك الربوع واحفظ اهلها من كل مايسؤهم.
إليك عزيزي مقتبس من خيط إفترعته قبل مدة عن (الترابلة).
مع محبتي.
شكراً جزيلاً عزيزي الشيح سيد أحمد، وعاطر تحياتي يا حبيب.
قصصي مع التماسيح لا تنتهي، فقبل ذلك بعقدٍ قد أنجانيَ اللهُ من تمساح عشاري، والحمد لله المغيث المجير، وأنا بعد في يُفوع؛ ولكن تلك قصة أُخرى وهناك قصص أُخري ستخرج إن شاء الكريم في رواية جاهزة للطبع اسمها "نعجة ريلة"؛ تلك النعجة التي تتناسل بمتوالية هندسية منذ زمن بعيد. ولكن على أيِّ حال دعوات شيخنا حاج الماحي، كانت هي الأخرى تتناسل بذات المتوالية الهندسية بركاتٍ وحِمايةٍ للناسِ من تماسيح النيل التي روَّعت الناس وما زالت تفعل.
فتلك الربوع حفظها اللهُ بها من الكنوز المعنوية - لا الحسية - ما أنَّ مفاتحه لتنؤ بالعصبة أُولي القوة، يتوارثونها جيلاً بعد جيل، والأرض تضمر بالولاية الشمالية ولا تضمر تلك القيم، وصدق الشاعر محمود درويش رغم تعنيف النقاد له إذ قال: "ما أعظم الفكرة، وما أصغر الدولة". وصدق إبن عمي الشاعر محمد عبد الباقي حسين الملقَّب بالدرويش إذ أجمل تلك القيم في قصيدته الفريدة "أمونة" التي تغنى بها الفنان صديق أحمد: -
وفيما يتعلق بجز الحمير الذي تحول إلى قص بماكينات الحلاقة الحديثة في الوقت الرهان، فإن أنسى لن أنسى التهامي (وابنه صابر) الحلبي الجلابي القادم من صعيد مصر فيبقى بالقرية أياماً يصنع من صفائح الزيت والجاز والطحنية قيروانات متعددة الأغراض: قلَّيات، صفائح موية، مجوز خبيز، شنط صفيح للمسافرين. وفوق ذلك كان يذوِّق شعر إتانه بطريقة عجيبة ملفتة للنظر، حتى أنَّ العُمدة كان يستدعيه إذا سمع بوصوله إلى قُرى الجابرية الكبرى ليستعجل حضوره إلى كرمكول ليُذوِّق له حماره (حمار العمدة المشهور)، الذي كان أبيضاً عالياً في قامة الحصان بالنسبة للحمير النِّعيرات الموجودة بالقرى هناك، وعليه بردعة حمراء والكثير من "الكَشَب"، ومقصوصٌ شعرهُ بشكل مخصوص، ليجعل منه حماراً فائت الحمير مسافة في تلك القري عند منحى النيل، وله نهيق كصافرة الباخرة كربكان، يرد الفراتَ ودِجلةً والمالح. ... ياااااااا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة