Quote: وحتى إن بقيت الحمير والخرفان السمينة المنتفخة الجيوب والأبدانمنزوعة القرون والأظلاف والأسنان فذلك أيضاً لن يكفيحتى تستأصل بيوضها وتُصبح كلها إناث ونعاج وأتان |
●سلام لذا الوجه الحسن/ الصادق عبد الله الحسن،
و على هذا القلم الرشيق . ياخي لينا زمن نفتش ليك
و الطلة دي براها عيدية. رغم ضنينك بوعدك. إذ لا تهلُّ
إلا في كل عامٍ مرةً أو مرتين.عمومن خيرٌ من ألا تاتيَ.
● إذن ، لقد أصبت و أنت تشبه هرولتنا لوهمة التطببع
بتلك التي « سعت بظلفها إلى حتفها ». مثلٌ قديمٌ و مغزاه
لا ريب و لا لبس فيه، فهو يُضرب لكل من يسعى حتى يلقي بنفسه إلى التهلكة عن غير عمد ، أو لغفلةٍ منه، أو لسوء تقديرٍ
أو بزلة لسانٍ قد تودي به إلى سواء الجحيم سبعين خريفاً.
فيكون بذلك قد جنى مثلما فعلت بروحها و أهلها براقشُ.
● و حكاية هذا المثل: أن عُرباناً أرادوا ذبح عنزةٍ لهم ،
فلم يجدوا مديتهم لينحروها بها ، إلا أن هذه العنزة أخذت
تنبش في الأرض من تحتها بظلفها، فإذا بها تكشف عن مديتهم المفقودة، فسارعوا إليها فذبحوها، ثم قالوا عنها في ذلك: لقد «سعت بظلفها إلى حتف أنفها » ؛ ثم ذهب قولهم ذاك مثلاً.
● و قال الفرزدق في ذلك:
وكان يجير الناس من سيف مالكٍ
فأصبح يبغي نفسه من يجيرها
وكان كعنز السوء قامت بظلفها
إلى مدية تحت الثرى تستثيرها
● و قال أبو الأسود الدؤلي:
فلا تكُ كالتي استخرجت بأظلافها مديةًأو بفيها
فقام إليها بها ذابحٌ ومن تدع يوماً شعوبٌ يجيها.
● و الظلف هنا يكون لقدم الشاة و البقر و الظبي. و تلك دوابٌّ نخشاها أن تربأ بنفوسها عن تشبيهنا بها.كما فعلت (أم رخم الله)
إذ بثت شكواها لأمين عام العمم و الملايات الملتحفة العمركانية روظ أنو ادَّعت رفعة شأنها عن ثلاثة أصنافٍ من أخمل ولد آدم ، و قد ذكرت من ضمنهم الآتية أوصافهم :
1) الإدلى البحر و جانا راجع بي جنابتو ؛
2) و الباني بيتو و ساكن مداقر نسابتو ؛
3) والهو مصنقر وسط اللمة و بسعل شن قات رفاقتو.
و سكتتْ عن رابعٍ لهم فقط من باب الرأفة والترفق برقة
حاله، و للخوف عليه ، لامنه ؛ ألا وهو شعب بلدي الحبوب
الراكب راسو هذا ، و بزماننا العجب العجاب هذا.
● عمومن: لقد علمتنا صروف القدر و نوائب الدهر أن
هناك اثنين يرتعدان خيفةً حتى ممن رُفِع عنهم القلم :
النائم حتى يستيقظ، والطفل حتى يحتلم.هما لصٌّ و
حاكمٌ ناطي من دبابة و لاحظ الاتنين بتاعين (تُلُّب)
● و لولا خشيتي عليك من الملل لانتهزت مرور موكبك
خلف أسوار بيادري القفر لأوسعك إطالةً بالكلام كي تبقى أنفاسك دافئةً بجواريو. على غرار قول نبي الله موسى
(هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّبِهَا عَلَى غَنَمِي وَ لِيَ فِيهَا
مَآرِبُ أُخْرَى)؛ هذا و لله و لأولي العزم من رسله المُثُل
العليا.فكدا نخليك مع واحدةٍ من لافتات أحمد مطر .
☆نزعم أننا بشر
لكننا خراف
ليس تماماً.. إنما
في ظاهر الأوصاف
نُقاد مثلها؟ نعم
نُذعن مثلها؟ نعم
نُذبح مثلها؟ نعم
تلك طبيعة الغنم
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف
نحن بلا أردِية
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف
وهي لقاء ذلها.. تثغو ولا تخاف
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف
وهي قُبيل ذبحها
تفوز بالأعلاف
ونحن حتى جوعنا
يحيا على الكفاف
**
فهل حقَّاً، نرقى إلى مصاف الخراف؟!.