عصام دهب صاحب الدمعات الآن قيادي بقوى الحرية والتغيير بالمنطقة الغربية

Quote: سعدت كثيرا بهذا الخبر وأكون منافقا لو قلت غير ذلك..,فإن استشاريا في القانون ، وذا خلفية في حزب وطني له تاريخ كالحزب الاتحادي الأم ، وأحد أركان جاليتنا بالممكلة السعودية ، مثل هذا الشخص يترك غبارا في أي ساحة يكون هو أحد الداخلين إليها أو الخارجين منها. لم أتشرف بلقاء مولانا المستشار عصام دهب سوى عبر هذا الفضاء السايبري ، أقرأ مداخلاته مع أو ضد..وأتأمل ردوده على معارضيه الرأي. ولعل انطباعي كان ولا يزال حتى كتابة هذه السطور أن الرجل شديد التهذيب في تعقيبه حتى على من يحتدون في الرد عليه. لم أدخل مع الأخ المستشار في غلاط أو عتاب إلا كما يكون اختلاف الآراء هنا وهناك. وفي كل مرة (وهي مرات قليلة) نتحاور فيها هنا كان خطاب الرجل مهذبا وعفيفا.حزنت كثيرا عندما قرأت في هذا الموقع نبأ إنضمام شخص من سدنة القانون لنظام ما فتيء يتلقى الكرت الأحمر على سوء سلوكه محليا ودوليا. كنت أقول كيف يجوز لمن يحمون العدالة في بلادنا أن يعلنوا على الملأ انضمامهم لنظام تقطر أيادي قادته دما سفحوه من أبناء وبنات شعبنا ليل نهار وعلى مدى عقدين ونيف من الزمان؟ وإذا كان رعاة القانون "يطبطبون" على كتف من يذبح العدالة فكم بقي لنا من العقلاء ليسند قفانا في هذا الزمن الكافر؟ من يقف مع أرامل دارفور؟ ومن يصرخ معنا في وجه المعتدين على الأطفال بطائرات الأنتينوف في جبال النوبة ليجعل مأواهم الكفهوف مع الأفاعي والهوام؟وها هو مولانا عصام دهب ينحاز إلى ضميره ويزيل حيرتي وحيرة الكثيرين ، من أن ضمائر أبناء وبنات شعبنا ما زالت نظيفة وصاحية..خاصة بين القانونيين (رجالا ونساء).أخي رجل القانون عصام دهب، أحييك على شجاعتك في الاستماع لنبض ضميرك. لقد زرت وطنك قريبا وهناك رأيت ما رأيت - في مسافة تمتد بين الدلنج بجنوب كردفان وحتى مطار الخرطوم. وأظنك على قناعة الآن بأنه لا يصح إلا الصحيح. ولو بقي لي بعض من نصيحة أخ لأخيه في مثل هذا المنعطف الصعب من دفتر تاريخ بلادنا، دعني أقول لك ولكثيرين من المتعلمين والمثقفين من بنات وأبناء الوطن: لا يكفي فقط إعلان الإنسلاخ من عضوية هذا النظام الفاشي ، بل ينتظر كلا منا دور إيجابي يلعبه حيث يكون موقعه وما يمكن أن يقدر عليه من جهد لدفع مسيرة نضال شعبنا للإطاحة بهذا النظام القبيح حتى نمنح الفرصة للأجيال القادمة أن تعيش حياة أكثر حرية ورغدا وكرامة. بمعنى آخر: ليس هناك من مساحة للحياد، لأننا إما أن نكون مع أطفال يبيدهم هذا النظام بضراوة في دارفور وفي جبال النوبة والأنقسنا أو أن نكون مع النظام الذي يبيدهم ويمسح طفولتهم من قرننا الواحد والعشرين.اختم بما بدأت: سعدت كثيرا بإعلانك وبمنتهى الشجاعة خروجك من هذا الماخور النتن..أنت باعتقادي رجل نظيف ، وأن تكون حيث يكون شعبك - حتى ولو في الساعة الخامسة والعشرين- أفضل بألف مرة من أن تخسر نفسك.كلمة أخيرة للإخوة والأصدقاء ممن اتسمت تعقيباتهم هنا بالمرارة وكأنهم يوصدون الباب في وجه المستشار عصام دهب (وأنا أعي أسباب المرارة وأقدرها ) ، خير ألف مرة أن نفتح أحضاننا لمن كان خصما ثم عاد ليكون وليا حميما. إن التنابذ والفجور في الخصومة هو ديدن من سرقوا من الشعب السوداني عمرا بأكمله وأضاعوا بلادنا. دعوا لهم هذه التركة البائرة ودعونا نرحب بخيرة أبناء وبنات بلادنا من أمثال مولانا عصام دهب.