كم مرة مارستْ "عزيزتي كيتي" الحبّ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 04:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2020, 08:00 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ (Re: عبد الحميد البرنس)

    كنت في منتصف الثلاثين تقريبا، حين قابلت جي ميلر، والد ابنتي.. الوحيدة! دوريان هذه! بالطبع أنت تعلم ذلك، يا هاميد!
    كنت وقتها سفينة صعد على متنها ركاب كثيرون. أتذكر (يا هاميد) ألقى كل واحد منهم تباعا بعد فرسخ بحري وآخر أو أقلّ أو أكثر برحاله على موانيء مختلفة من بحار العالم. ظلوا يغرسون أوتادهم تلك كمسافرين في صحراء وحدتي لحظة. ثم يمضون إلى حال سبيلهم من غير رجعة. بينما أواصل أنا السعي صوب ما بدا لي في كل مرة مستحيلا آخر.

    كان جي ميلر، والد ابنتي هذا، قد لاح فجأة في الأفق القريب مثل شطء خليجيّ يمد ذراعي يابستيه عميقا في الماء، مستقبلا سفينتي التي ظلّت تُبحر طويلا بين موانيء العالم مدفوعة بقوَّة تأثير تيار غامض لكنه لا يهدأ وراء جون لينون وزملائه. ظللت أشد رحالي إلى حفلاتهم تلك أينما كانت. كنت أجدني، "يا هاميد"، خلال عام واحد، أو أقلّ، أو ربما يزيد عن العامين، في طوكيو وهامبورغ ونيويورك ولندن وغيرها. أغني معهم من قلبي، بكل جوارحي، للحب وسلام الإنسان.

    أثناء ذلك (يا هاميد) كانت تتملكني تلك الرغبة المتأججة في أن أسمح في أعقاب كل حفل للعالم، للعالم بأجمعه، أن يغوص عميقا في داخلي، فإذا الحدود المرسومة بين البشر لا وجود لها، وإذا الألوان أزهار في بوتقة تدعى الانسجام والتعاضد والتآخي ووحدة الإنسان. هكذا، وجدتني أتقاسم الفراش، على أنغام البيتلز، مع رجال بِيض وسود وخلاسيين وصفر.

    كنت روحا طليقة متيمة أكثر بجمالي الداخلي برغم غنى ما أملك ظاهريا (تضحك ملقية برأسها للوراء). لكن دوريان، بنتي، أجدها لا تحفل كثيرا بمثل هذا الجمال الداخلي، تراها تشكو دائما من حظها القليل من الملاحة. يبدو أن الإنسان جُلب على ألا يعبأ في الأخير بما يملك. إنه يبحث دائما عن شيء ما مفقود في غير موضعه. شيء ماثل هناك أمام عينيك ولا تراه. قد ينفق الإنسان هنا أجمل سنوات العمر منقبا بلا طائل في غرف الآخرين بحثا عن شيء تركه في موضع ما داخل غرفته الخاصّة. لعلها طبيعة الأشياء، يا هاميد. قالت وهي تنهض، تعانقني خطفا، تلملم أغراضها في عجالة: "أعدتني إلى أجمل ذكرياتي". وكمن تذكر شيئا ما في الثانية الأخيرة: "آه، كم مرة مارست أنت فيها الحبّ، يا هاميد"؟

    كانت ابنتها دوريان قد دلفت إلى المبنى أخيرا. رأيناها معا عبر شاشات المراقبة، وهي تهرول باتجاه المكتب. لحقتْ بها كيتي في منتصف المسافة قبالة بنك إسكوتشيا. بدا كما لو أنهما تتعاتبان في طريقهما إلى خارج المبنى. حين غابتا عن مجال عمل كاميرات المراقبة جميعا، شرعتُ فورا في بدء تسجيل مواعيد حضوري وحالة الموقع الأمنية لحظة استلام الوردية من "عزيزتي كيتي" على دفتر التقارير، بينما رحت أنصت كالعادة تاليا لإحدى مقطوعات صديقي موتسارت:

    "الربيع"!!

    كانت حياته قصيرة،

    تعيسة.

    مع ذلك، لم أعثر، حتى الآن، على مبدع آخر احتفى بفرح وعذوبة وجمال الحياة بمثل احتفاء موتسارت بها. أي مباهج تطلقها موسيقاه. أي حلم أجدني سابحا في نعومته. أي شوق يجتاحني لمعايشة ما لم أكن عايشته من قبل. إنني الآن أتنسم معه روائح مطهمة بعبق الياسمين، معه أطرب لشدو الطيور تهب نحو أرزاقها، أرى رقصة الفالس تؤديها فتيات جميلات على إيقاع سوقهن العارية وقد أثملهن فرح غامض مثل سرّ الله أودعه في قُبلة طفل وديع، إنني معه أكاد أرى تراقص أول ضوء للشروق على ورقة شجرة خضراء مصقولة مزدانة بحبيبات الندى. هناك، في نفسي، أخذ يرسخ شعور أن عملي كحارس أمن لا يخلو أحيانا من مباهج. يا للسنوات، وقد مضى عليَّ الآن أكثر من ستة أعوام في هذه الوظيفة!






                  

العنوان الكاتب Date
كم مرة مارستْ "عزيزتي كيتي" الحبّ؟ عبد الحميد البرنس09-20-20, 09:20 PM
  Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ osama elkhawad09-21-20, 03:16 AM
    Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ عبد الحميد البرنس09-21-20, 07:03 AM
      Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ عبد الحميد البرنس09-21-20, 08:00 PM
        Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ osama elkhawad09-22-20, 06:01 AM
          Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ عبد الحميد البرنس09-22-20, 11:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de