♧ عَليكَِ أن ، و ألَّا تَفْعَل(ي) £

● العم جُحا خرج ذات سفرٍ قاصدٍ راكباً حماره و رادفاً ابنه خلفه.
و لسوء طالعه ساقتهما خطاهما مارَّينِ بأهل قريةٍ لم يستطعما أهلها .
بيد أن هؤلاءٍ ما تركوهما يذهبان لحال سبيلهما . بل نظَّروا في أمرهما
و قالو : يا لهذين من أنانيين ، إذ لم يرعيا إلَّاً و لا ذمةً في حقوق هذا
الحيوان . والله لو نطق ببنت شفةٍ واحدةٍ لكان له معهما شأنٌ آخر.

● سمعهم جُحا و نزل يقود الحمار من رسنه رأفةً بفِلذة كبِده الذي
مكث راكباً. و لما جاءا على رهطٍ من المارة نعتوا الابن و عيال جيله
بما لم يقله أبو نواس في خمره و غلمانه ؛ و قالوا : يا له من عاقِّ بأبيه
الذي أفنى زهرة عًمره في تنشئته حتى شبَّ عن طوقه. أما كان حرياً به
لو حمل أباه على كتفيه.إذ لن يكافئه و لو غيضاً من فيض أفضاله عليه.

● سمعهم الابن و ترجَّل يسير مع أبيه يتبعان الحمار مشياً على الأقدام.
احتار جُحا ثم استعان بولده كي يحملا الحمار على كتفيهما.و لكن هيهات
لم يسلما كذلك من شمارات الخشامة ، إذ سلقوهما بألسنةٍ حِدادٍ و قالو :
انظر لهذا (الهبنقة) و ابنه يقطعان الوهاد و الوديان يحملانه و ما جُعِلت
الحمير و البغال إلا سُخرةً لبني الأناسان《 لتركبوها و زينةً 》 .

▪ ود ال ح ي ش ان ال ت ل ا ت ة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطا