|
Re: في أمر الصراع بتجمع المهنيين وتكسر الأصنا (Re: زهير عثمان حمد)
|
مقال حكيم, ثر و عالي الجودة. أتخيل أن الكاتبة من جيل العولمة اللاتي/ الذين قامت الثورة على فكرهم القومي غير العنصري , و على أكتافهم, و تضحيات الدموية. أعلم أن هذا الجيل متفرد, و أنه الأكثر وعيا مقارنة بأجيال الشباب الذي كان وراء حراك ثورتي أكتوبر 1964م, و ثورة أبريل 1985م. لكنني أستغرب: لماذا رضي هؤلاء الشباب و الشابات من الإنتصار الذي حققوه بالإياب؟ هل يعزى الأمر لعدم الثقة في قدراتهم القيادية, و كفاءا`تهم العلمية, و لفقدانهم الحماس و الحس الوطني, و هم أهل للقيادة, و بينهم أصحابكفاءا`ت تكنوقراطية متميزة, و وطنيتهم غير ملوثة بنعرات عنصرية, جهوية, و طائفية ضيقة؛ أم أن الأمر يعود لأساليب تربوية موروثة و مرعية باحترام الكبير و التنازل له الإنصياع لرغباته في كل شئون الحياة الإجتماعية, الإقتصادية, و السياسية؛ بحسبانه الأكثر وعيا و خبرة. هذه النظرة ليست صحيحة دائما, و بالذات في مضمار العمل العام. الشباب هم غالبا الأكثر كفاءة,نشاطا, إبداعا, نزاهة, و عطاءا. فقط هم يحتاجون للإستئناس بخبرات بعض الشيوخ المشهود لهم بنصاعة الفكر , النزاهة, حب الوطن. و لعل السبب الآخر الذي جعل الشباب الذي صنع هذه الثورة الفتية العملاقة يتقاعس عن التطلع لتسنم الأدوار القيادية المطلوبة بعد نجاح الثورة و حدوث التغيير المنشود هو تربيتنا الدينية التقليدية المتسطحة الحذرة التي تبطل قدرتنا على التمييز, التقدير, و التفكير الإبداعي الذي لا يتعارض مع شرائها و قيمنا الدينية السمحة. فهنالك حديث نبوي مأثور يبشر الذين يتدافعون لقضاء مصالح الناس بالأجر الوفير, و هنالك أيضا حديث مشهور يقول: " فر من الولاية كما تفر من الأسد ". في تقديري أن نداء الواجب يتطلب في حالة سوداننا الحبيب, بوضعه الإقتصادي المزري, أن يتدافع من يلتمس في نفسه النزاهة, الكفاءة, و القدرة على العطاء من جيل الشباب الي ملء الوظائف السياسية و غير السياسية التي أحدثها هذا التغيير الكبير في النظام السياسي الحاكم. و في تقديري أن العمل السياسي لا يحتاج بالضرورة إلى خبرات سابقة, لكنه يحتاج للنزاهة, البصيرة الثاقبة, الوطنية الحقة, الصحة الجيدة و القدرة والرغبة في العطاء. أذكر أنني حينما هاجرت لأمريكا في خريف عام 1889م بغرض الدراسة, أن حضرت اجتماعا دعا إتحاد الطلاب الأجانب بالجامعة International Students Association بغرض إنتخاب لجنة قيادية جديدة. كنت السوداني الوحيد ضمن الحضور, وكان ضمن الحضور أيضا بعض الطلاب العرب المنضوين لجامعة ولاية يوتا Utah State University.0 عرضت اللجنة السابقة انجازاتها, و فتح الباب لمن يأنس في نفسه الكفاءة من الطلاب الأجانب بجامعة ولاية يوتا أن يترشح لملء الوظائف الخالية. كان هنالك حماسا و إقبالا على الترشيح لشهر المناصب الخالية قبل نفر كثير من الطلاب الأجانب التابعين لجنسيات غير عربية مسلمة, و اكتفى الطلاب الأجانب التابعين لدول عربية مسلمة بالتصويت فقط, و أنا منهم طبعا. ترى ما السبب في ذلك؟ بالرجوع لمتن المقال, و عطفا على قراراتي و متابعاتي لواقع الحال, فيما يتعلق بثورة ديسمبر 2019م, فإن الشباب كان وقودها و محركها الأول. و قام بعض الشباب, بينهم الشهيد كشة عبدالسلام, و الشهيد الصادق النور بإنشاء ما عرف الآن بمسمى لجان المقاومة. لكنهم أخطأوا بعدم إنشائهم لجسم واحد يمثلهم. فظهر ما يسمى بتجمع المهنيين, أنشأ له صفحة اسفيرية, و استغل صفحته لتوجيه لجان المقاومة تلك بدعوته للتظاهر في جداول من إصداره. و قام بتمثيل الشباب, و في نهاية الأمر قام تجمع المهنيين بالإضافة مع كتلة حزبية عريضة أسمته نفسها بقوى الحرية و التغيير , قحت, بتمثيل الثوار و سرقة مجهودهم, و أخرجه في غالب الأمر, من المولد بلا حمص, عدا وظائف قليلة جاد لهم بها. ذلك بأن الشباب
لم يكونوا منتظرين و تقاعس عن المطالبة بحقهم العادل في القيادة. اواصل. .
|
|
|
|
|
|