سقط النظام وذهب البشير الي السجن وتم حل أحزاب السلطة. وقفت محاسن أمام صايغ الذهب لتبيع عدد من غوايشها . زوجها عمر محمد هارون ما عاد يذهب لعمله بأمانة الولاية وما عاد جيبه ممتلئ بأموال الحزب يصرف منها علي مدارس أولاده الخاصة ويملأ بها الكهرباء والبنزين والهواتف النقالة.لم تعد تذهب في رحلتها الأسبوعية لمتجر الأنفال لتملاء الثلاجات في قصرهم باللحوم والأسماك والاجبان والفواكه. اتصلت محاسن بزوجها عمر محمد هارون وهو الآن يجلس ٢٤ ساعة أمام التلفزيون يسب ويلعن الشيوعيين والملحدين الذين أسقطوا عمر البشير . رد علي زوجته في غضب وسألها ماذا تريد. صرخت محاسن فى زوجها عمر امشي يا راجل شوف ليك شغلة انا تاني دهبي ده ما ببيعوا. المدارس ح تفتح وراجيانا رسوم وأدوات مدرسية ومصروفات فطور وترحيل . همهم عمر وطلب منها ان تصبر . اتصل عمر صديقه مصطفي عثمان الحاج كان زميله في الحزب المحلول تعارفا عشية الانقلاب سنة ١٩٨٩ كانا يدرسان بجامعة القاهرة فرع الخرطوم. ليلة الانقلاب تم جمع كل كوادر الحركة الاسلامية من الطلاب وتوزيعهم علي مناطق حساسة في الخرطوم بغرض حراسة الانقلاب تم توزيعهما ضمن مجموعة مهمتها حراسة دايرة المهدي.نجح الانقلاب ومرت السنة الاولي .تخرجا من الجامعة وتقابلا بعدها مرارا في معسكرات الدفاع الشعبي وفي مكاتب الحزب وفي حشود التنظيم الكثيرة ايام التمكين في مسجد الجامعة ومسجد الشهيد. كان عمر ومصطفي صديقان في الحزب وجمعهما العمل في مباني ولاية الخرطوم ايام يوسف عبدالفتاح وترحيل حديقة الحيوانات (كان الفيل اول ضحاياهم)ومن يقتل الفيل لن يخاف قتل المتمردين في الجنوب .عادا من الجهاد وعملا معا بمنظمة الشهيد وصندوق دعم الطلاب ثم فجاءة تغيرت الاحوال بعد السلام .اقترب مصطفي من صناع القرار وأهل التمكين يوم تزوج ابنة اسلامي كبير في أمانة الحزب وأصبح يملك القصور والمزارع والشركات الوهمية وصار يسافر كثيرا ويملك بيوتا في مدن كثيرة. ساعد مصطفي صديقه عمر الذي تزوج محاسن زميلته في مكتب والي الخرطوم .عمر من نوع الكيزان القنوع لا يجيد التسلق مثل صديقه مصطفي فاكتفي من مال الدولة بمرتبات يحصل عليها من كل الأماكن التي عمل بها . فهو لا زال يستلم مرتبه من منظمة الشهيد ومن صندوق الطلاب ومن ولاية الخرطوم ومعتمدية امبدة ومنظمة افطار الصايم ومن بعثة الحج والعمرة ومكتب تحصيل شرق النيل ومن جهاز الأمن . الآن توقفت كل هذه المرتبات وهاهي محاسن زوجته ترفض أن تبيع ذهبها لتصرف علي البيت. رد مصطفي علي صديقه عمر ان الوضع صار متازم. نصحه ان ينضم لمواكب الزحف لاستعادة حكم الانقاذ وخروج البشير .ولنصرة الشريعة ودولة الإسلام ولردع الخونة الكفار الشيوعيين والملحدين. تجدد الأمل في نفس عمر من كلمات صديقه مصطفي ومن الأخبار السيئة التي يشاهدها عن حمدوك وحكومته في التلفزيون والصحف. نادي عمر لأحد بناته وطلب منها ان تعطية مصحفا كبيرا. ذهب الي المكتبة واشتري ورقة كبيرة وألوان وعاد لداره وكتب بالخط العريض (الشريعة والإسلام خط احمر.) صبيحة يوم الزحف توقف عمر أمام دارهم ينتظر صديقه مصطفي ركب معه واتجهت بهما السيارة نحو شارع القيادة . في الدار محاسن تفاجأت ان زوجها نسي الورقة و المصحف فاتصلت به صارخة (يا راجل انت نسيت عدة الشغل).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حسن كجروس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست