ألتوسير و"التُّونسيَّة"؛ ومصرُ ومصيرُ الدَّولة السُّودانيَّة/ محمد خلف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 03:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2020, 02:25 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� (Re: Sinnary)

    كارل بوبر سعى من جانبه للتفريق بين النظرية التي تستحق صفة العلمية والنظرية التي تدعي العلمية لكنها غير ذلك، فطرح منهجيته للفصل بين ما هو علمي وما يدعي العلمية زوراً، وهذه المنهجية تقوم على ما أطلق عليه بوبر قابلية الدحض. وحتى لا يختلط الأمر على القارئ أوضح بأنه عندما نقول أن النظرية المعينة قابلة للدحض، لا يعني هذا أنه سيتم دحضها (فرق كبير بين المعنيين) قابلية النظرية للدحض تعني أن النظرية العلمية، وهي تطرح إفتراضات معينة تقبل البرهنة عليها ولا يهم لو فشلت البرهنة أو نجحت ( لنضرب مثلاً بنظرية مساحة المربع التي تقول أن م المربع = حاصل ضرب الضلع في نفسه، أو نظرية في مجال مختلف مثل نظرية سمات القائد، والتي تفترض إن القادة يولدون قادة ولا تصنعهم الظروف أو الصدف) في كلا النظريتين هنا نلاحظ أن ما تطرحه النظرية يمكن إختباره وتحقيقه بالتجربة العملية، بمعنى أنه يمكن عبر التجربة الوصول للتأكيد على صحة ما تفترضه النظرية، أو إثبات عللها. يقترح بوبر بأن أيّ نظرية لا تقبل الخضوع للبرهنة عبر التجربة (والتي وحدها تقرر متانة النظرية أو ضعفها) لا تعتبر نظرية علمية. عندما نقول أن هذه النظرية أو تلك المقولة ليست علمية فإن هذا لا يعني بالضرورة خطئها، ولكنه يعني أنه لا يمكن القطع في صحتها من خطئها. دعنا نعرض مثال لصيق بنا. عندما يقول أحدنا أن الله تعالى خلق الكون، وهي مقولة بالطبع عند البعض قاطعة ولا مجال لتخطئتها، وهذه بالضبط مشكلة مثل هذه المقولات، كيف؟ من يتبنى مثل هذه المقولة يستند فيه على إيمانه بدين محمد عليه السلام وما جاء بالتالي في القرآن الكريم وأحاديث الرسول، لكن هل يكفي ذلك؟ هل يغني إدعاء أيّ مسلم بأن الله خلق الكون لأن ذلك ما جاء به القرآن عن البرهنة على صحة الإدعاء بالتجربة العملية؟ بالطبع لا. لقد فشلت المحاولات المنطقية العديدة التي حاولت بالكلام فقط إثبات خلق الله للكون. فشلت في إقناع المتشككين الذين يشترطون البرهان العملي. طرح المؤمنون أمثلة عدة لأقناع المتشككين من أشهرها مثال القديس انسلم ودليله الأنطولوجي، و الذي بنى عليه ديكارت فلسفته المثالية، ومثال أرسطو عن المحرك الأول، الذي يحرك ولا يتحرك، وما تلى ذلك من براهين متعددة (براهين الغائية والصنائعية والواجب وغيرها). وكلها تنبني على المنطق النظري، و لا يمكن تأكيدها عملياً والبرهنة على صحتها. لذلك أعاد كانط الإيمان إلى القلب وليس العقل، وبرر لضرورة الإيمان منطقيّاً في فلسفته للعقل العملي (لاحظ ضرورة الإيمان وليس وجود خالق في الكون). بوبر يسمي النظريات والمقولات التي تعرف نفسها بالعلمية، لكنها لا تقبل البرهنة عليها بالتجربة، بالنظريات والمقولات زائفة العلمية (لكن أعود وأذكِّر أنَّ ذلك لا يعني عدم صحتها، فقط يعني عجزنا عن التحقق من صحتها وبالتالي إنتفاء صفة العلمية عنها حسب بوبر) من هذه الأمثلة ما ذكرته سابقاً في حديثي عن النظرية الماركسية المعرَّفة بالنظرية العلمية في التاريخ. لا يقبل الماركسي الحكم بفشل الماركسية، وبأن فشل التجربة الإشتراكية في العديد من الأقطار في العالم دليل على فشل تنبؤات النظرية الماركسية. يطرح الماركسي مبرراته على سلامة المادية التاريخية وهي مبررات من جنس أن ما فشلت هي تجربة أو عدة تجارب شابها القصور، ولكن النظرية باقية وصالحة ولم تسقط رغم كيد الرأسمالية لها وللتجارب الإشتراكية في كل مكان وأن الدلائل على ذلك عديدة، فمثلاً عندما أثبتت الماركسية في شيلي أن طائرالإشتراكية يمكن أن يحلِّق بأجنحة الديمقراطية وثبت ذلك بوصول الحزب الشيوعي للسلطة في تشيلي بقيادة سلفادور أليندي عام 1970 ديمقراطياً، إرتعب عندها الغرب وصرح الرئيس الأمريكي نيكسون بأن سنجعل اقتصاد تشيلي يصرخ، وبالفعل صرخ بعدها الإقتصاد الشيلي لتصبح البلاد مهيأة وجاهزة لبينوشيه للإنقلاب على الديمقراطية بالعسكر والسند الإمريكي. وتمتد التبريرات إلى أن الرأسمالية لم تسقط تحت ضغوط أزماتها كما بشرت بذلك الماركسية في نظريتها عن أطوار التاريخ والتحول الحتمي في التاريخ من الرأسمالية إلى الإشتراكية كما أشار إلى ذلك ماركس في البيان الشيوعي والمقولة الشهيرة فيه (إن البرجوازية تنتج، قبل كل شيء، حفاري قبورها) والمقصود هنا بالطبع أن الطبقة العاملة في الغرب هي التي ستحفر قبر الرأسمالية بعد أن يدفعها الظلم الطبقي والفجوات المتسعة بين الأغنياء والفقراء إلى الثورة وإسقاط النموذج الرأسمالي، ولكن عندما حدث العكس بسقوط النظام الإشتراكي حتى في مركزه (الإتحاد السوفيتي) وتفتت الإتحاد مع بقاء الرأسمالية مهيمنة أكثر وأكثر تم التبرير لذلك بقدرة النظام الرأسمالي على المناورة والتغلب على تناقضاته قبل أن تستفحل بظهور الكنزية وإجراءات الضمان الإجتماعي التي خدرت البروليتاريا في إمريكا والغرب وأضعفت حماسهم الثوري بالأضافة لقدرة الرأسمالية على التخلص من فوائض الإنتاج قبل تراكمها وخلق حالة من العطالة لا قبل للمجتمع بها، ويستمر الماركسيون على تنبيهنا للأورام والدمامل التي لا زالت تطفو على جسد المجتمعات الرأسمالية و أن عدم تطور الرأسمالية إلى الإشتراكية هو حالة جمود تاريخي مؤقت سيستأنف التاريخ مسيرته من بعدها لتنتقل الرأسمالية إلى الإشتراكية. من كل هذا يتضح بأن النظرية الماركسية مجبولة على إنتاج المبررات لأي فشل في تحقيق فروضاتها النظرية. قارن بوبر النظرية الماركسية بنظرية انشتاين المعروفة بالنسبية العامة، والتي من فرضياتها أن أشعة الضوء تسير في خطوط مستقيمة في الكون لكن الجاذبية -والتي حسب إنشتاين تسببها إنبعاجات مركب الزمان/مكان (كونتمنيوم الزمكان)- تحرف هذه الأشعة بسبب إنبعاجات المركب الزمكاني، ولذلك فإن أشعة الضوء التي تصدرها النجوم البعيدة تنحرف بسبب مجال الجاذبية الذي تخلقه الشمس. سيكون من الصعب التحقق من مثل هذه المقولات بالتجربة، ما عدا في أوقات كسوف الشمس، لذا ففي سنة 1919 قرر فلكي بريطاني إختبار هذه النظرية فجهَّز بعثتين لمراقبة كسوف الشمس الذي سيحدث في تلك السنة، وتموقعت البعثة الأولى في البرازيل والثانية في إحدى الجزر الإفريقية المطلة على المحيط الأطلنطي، وكان الهدف أن يعرّض مبدأ إنشتاين الخاص بإنحراف أشعة الضوء بفعل الجاذبية الشمسية (التي يسببها تأثير الشمس في مركب الزمكان) للإختبار العملي. البعثتان لاحظتا بالفعل أن الضوء المنبعث من النجوم البعيدة ينحرف مساره تحت تأثير الشمس وبنفس الدرجة التي قدّرها إنشتاين. يقول بوبر هكذا تفرق نظرية النسبية العامة عن النظرية الماركسية، ذلك أن النسبية طرحت فرضية محددة أمَّنت عليها التجربة العملية، ولو كانت نتيجة التجربة غير ما جاءت به وثبت خطأ النظرية النسبية ذلك لا ينفي علميتها بسبب إجتيازها شرط قابليتها للدحض. الخلاصة أن هدف بوبر الأساسي كان هو التفريق بين العلمي الحقيقي والعلمي الزائف. من هنا ينطرح سؤال عن هل يمكن أن نقرر بأن قابلية الدحض البوبرية هي الخاصية المشتركة بين كل ما نطلق عليه صفة العلمي؟ فيلسوف اللغة لودويج إنشتاين وكان قد إنتمى من قبل لحلقة فينا للوضعية المنطقية التي يعتبر بوبر من أهم اعضائها المعاصرين لا يتفق مع بوبر ويقول؛ حتى بالنسبة لأي لعبة، ناهيك عن العلوم، لا توجد خصائص محددة تفرق بين اللعبة وغيرها، لكن هنالك مجموعة غير متماسكة من الخصائص معظمها تشترك فيه معظم اللعبات، لكن إذاشذت لعبة ما عن كل هذه الخصائص لا ينفي ذلك عنها صفة اللعبة. يرى فجنشتاين أن نفس الشيء يجب أن ينطبق على العلوم ونبتعد عن التقرير بأن خصيصة وحيدة مفردة هي الفيصل بين العلمي وغير العلمي.
    في الختام لا بد من التعريج على الفيلسوف والمؤرخ الإمريكي توماس كون أصدر كتاباً مهماً جداً بعنوان "بنية الثورات العلمية" وهذا الكتاب قد يعتبر أهم كتاب في فلسفة العلوم صدر منذ القرن العشرين وحتى الآن، وقد إمتد تأثيره حتى للإنسانيات. تناول كون أعمال العلماء العظام الذين أحدثت مشاريعهم ثورة علمية أبطلت بموجبها ما كان سائداً من معرفة علمية كليّاً أو جزئياً وإبتدرت مسارات علمية جديدة مثل ثورة كوبرنكس في الفلك والتي غيرت مفهوم الناس عن أن الأرض مركز الكون وكل الكون يدور حول الأرض، أو ثورة إنشتاين في الفيزياء والتي غيرت مفهوم الناس عن الجاذبية الأرضية وحركة الضوء، والثورة الداروينية في البيولوجي ونظرية التطور. أطلق كون وصف العلوم العادية على النشاط العلمي اليومي والنظريات التي يصدرها العلماء بإستمرار عندما لا تحدث تحولاً ثورياً فيما كان سائداً من معرفة علمية. سمَّى توماس كون المعرفة العلمية السائدة في فترة محددة بالبراديغم Paradigm (الأفق العلمى الكُلِّي للمرحلة المعينة) وأي براديغم أو منظومة علمية تتكون من شعبتين أساسيتين، أولاهما سلطة العلم، والتي تتجلى في مجموعة من النظريات العلمية المهيمنة في المنظومة وفضائها العلمي بإتفاق كل العلماء الراهنين عليها وعلى جدواها. ثانيهما خلاصة الفوائد العملية التي يجنيها المجتمع من العلم والتي تتمثل فيما يقدمه العلم من حلول تسهل الحياة وتتصدى لإحتياجاتها. كل أفق علمي ناجح تقابله تحديات وظواهر تحتاج لحلول وحتى نظريات تفشل في التصدي لتحدي ماثل (تخيل عدد النظريات التي ظهرت مع الكورونا تدعي إكتشاف علاج ناجع لها) وواجب العلماء هنا محاولة تأسيس الحل العلمي حتى ولو فشل في نهاية المطاف لكن على الأقل تأسيس المسار العلمي سيكبح كل المحاولات العشوائية التي لا تلتزم بهذا المسار لأن العلم دائماً متحفظ وتحفظي ولا مكان فيه للمندفعين المهووسين بإكتشاف الحلول لا بإلتزام المسار. يقول كون أن العلم الحقيقي لا يستهدف إبتداع النظريات أو الحقيقة والتي عند تطبيقها ينطبق عليها المثل "أسمع جلبة ولا أرى طحيناً" لكن كون يلفت نظرنا إلى نقطة مهمة جداً مفادها أن العلوم المنضوية ضمن أي أفق علمي (أقصد بافق علمي هنا أن كل العلوم التي نتجت من النموذج القديم الذي كانت الأرض فيه مركز الكون تمثل أفقاً علمياً محدداً، وأن كل العلوم التي نتجت علن مرجعية أن الشمس مركز الكون تمثل أفقاً آخر تحدى الأفق الأول وتجاوزه) النقطة المهمة التى شدد عليها توماس كون هي أن العلوم المنضوية ضمن أي أفق دوماً ما تأمِّن على نظرياته ومقولاته ومن النادر أن تطل نظرية كالنسبية أو الدارونية تلغي ما قبلها أي تتمرد على حدود الأفق العلمي الذي نتجت ضمنه. أتوقف هنا وبالنقاش يمكننا التوسع في الموضوع مع الشكر أجله للأستاذ محمد خلف الذي شجعنا على الحوار مع ما كتب وأستاذنا النصري الذي ننتظر دوماً منه أينع الثمار. أتمنى أن يثري آخرون الموضوع ويلفتوا نظري إلى أي معلومة تحتاج المراجعة أو المزيد من التحقيق أو أي إستفسار عما كتبنا






                  

العنوان الكاتب Date
ألتوسير و"التُّونسيَّة"؛ ومصرُ ومصيرُ الدَّولة السُّودانيَّة/ محمد خلف النصرى أمين07-14-20, 01:39 AM
  Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ ومصي� النصرى أمين07-14-20, 01:41 AM
    Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� النصرى أمين07-14-20, 01:41 AM
      Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� النصرى أمين07-14-20, 01:42 AM
        Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� النصرى أمين07-14-20, 02:04 AM
          Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� Sinnary07-15-20, 10:26 PM
            Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� Sinnary07-16-20, 05:11 AM
              Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� النصرى أمين07-17-20, 04:55 AM
                Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� بدر الدين الأمير07-17-20, 08:35 AM
                  Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� Sinnary07-19-20, 08:26 PM
                    Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� Sinnary07-21-20, 02:39 AM
                      Re: ألتوسير وandquot;التُّونسيَّةandquot;؛ ومصرُ وم� Sinnary07-22-20, 02:25 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de