|
Re: الزيارة المفاجئة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كانت حينما تلتقي بصديقاتها تشعر بنشوة عارمة وهي تستعيد ذكرى أيام الحياة الجامعية. فالحياة الجامعية كانت بالنسبة لها عالم آخر. عالم فسيح يتجاوز أسوار الجامعة
ويمتد بعيداً حتى أطراف الدنيا. فقد جاءت إلى الجامعة وهي منغلقة على نفسها ،منطوية على ذاتها لتجد هناك عالماً آخر رحباً. هناك انجذبت وهي في غمرة حماسها كطالبة جديدة لمجموعة سياسية من الطلاب والطالبات رأت أنها أكثر من غيرها فكراً وتحرراً، وخلب لبَّها شعارات الاشتراكية والتقدم
والحداثة هي موضة تلك الأيام.. فأحبّت السياسة، وانبهرت بالثقافة. وأدمنت حضور الندوات والنقاشات الثقافية والحلقات السياسية. وتعرّفت خلال تلك الفترة على مشاهير
الكتاب واساطين الفكر وعلى أهم كتب السياسة والأدب والثقافة. وهكذا عرفت عالم جديد. عالم يُشبِع في نفسها تطلعات لم تكن تجد لها فرصة من قبل. فانطلقت مستكشفة
آفاق كانت تغازل احلامها الشابة .
الآن تتذكر الآن كل ذلك.. وفي لحظات استثنائية فقط تقول لنفسها: لو دار الزمان دورته لفعلت نفس الشيء.. لست نادمة ...إلا قليلاً..
بالرغم من كل ذلك كان البعض يصفها بأنها تميل للاحتفاظ بمساحة خاصة لا تسمح لأي حد بالاقتراب منها..مساحة من الخصوصية ترى أن انكشافها للآخرين يكون على حساب
تألقها و نجاحها. و إن كانت بالرغم من ذلك تعترف للمقربين منها وفي لحظات استثنائية فقط، بأنه (هو) من كان له الفضل في أن تتعرف على ذاك العالم الرحيب، الجليل،
وأن تكتشف نفسها ومواهبها.
حسناً، ما الذي اثار كل تلك الذكريات؟
هل هي الزيارة المفاجئة؟.
قد يكون الأمر كذلك، وقد لا يكون كذلك. فهي احيانا تستعيد تلك الذكريات حينما تجد نفسها أمام تحدٍ ما، حيث تستعين بها لمواجهة المواقف المتحدية. أظن هذا التبرير
مخرج مناسب بالنسبة. إن كانت لا تود مصارحة نفسها.
مهما يكن، يبدو أنها قررت بينها و بين نفسها منذ أمس أن لا تزعج نفسها بالتفكير في هذه الزيارة، ولا عن سببها. خاصة أنها عندما يصل تفكيرها إلى نقطة معينة تتوقف..
و لها العذر بالطبع إن الأمر يزعجها. كلنا نفعل ذلك تقريباً. فهي تعلل لنفسها أنها مجرد زيارة من صديق قديم والسلام..
.....................
|
|
|
|
|
|
|
|
|