بين الواقع و الانبهار يصبح الضحية هو الشعب السوداني

بين الواقع و الانبهار يصبح الضحية هو الشعب السوداني


06-26-2020, 08:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1593201110&rn=0


Post: #1
Title: بين الواقع و الانبهار يصبح الضحية هو الشعب السوداني
Author: sadiq elbusairy
Date: 06-26-2020, 08:51 PM

08:51 PM June, 26 2020

سودانيز اون لاين
sadiq elbusairy-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



مؤتمر المانحين بكل الأحوال لم ينعقد لأجل السودان للمرة الأولى حتى نعتبره إنجازا في حد ذاته ففضلا عن المسائل الفنية و التقنية المصاحبة لمقررات المؤتمر و تأثيرها غير المباشر على الحالة الاقتصادية الراهنة للسودان، هناك خلل كبير في معالجة الاولويات و مواجهة الأزمات بشتى أنواعها و التي تشكل خطرا و تحديا حقيقيا لم و لن تستطيع الحكومة الإنتقالية ببرنامجها و استراتيجيتها و مكوناتها الحالية مواجهتها، فبدلا من بث الآمال الفارغة و الخيالات الحالمة للشعب كان من المفترض البحث عن حل للتحديات و المشاكل الداخلية، فليس من شأن مخرجات مؤتمر المانحين و لا رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و لا العودة إلى منظومة البنك الدولي و صندوق النقد الدولي أن تسهم في حل الازمات و الضائقة المالية و التدهور الإقتصادي في السودان، فملفات الداخل لم تحسم بل و أصبحت تشكل خطر كبير على استقرار البلاد خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية داخل السودان، فهذه الإنجازات الهلامية لم ولن تسهم في ملف العدالة و الحرية و السلام، و هذه هي القاعدة التي يجب أن ينطلق منها اي تحرك خارجي بعد إنجازها بنجاح، بل يمكنني القول أن الإتجاه نحو المنح و القروض في هذا الوقت بل و في وقت مبكر من عمر الثورة لها انعكاسات سالبة و هنا استعير مفردة من مفردات الشيوعيين إذ تعتبر هذه (حلول فوقية) بمعنى الكلمة، فلازلنا ننتظر تأثير نتائج لجنة إزالة التمكين و محاربة الفساد بين الشك و اليقين، رغم ضحالة إدارتها و فرقعاتها إلا إنها كانت بشكل ما تعتبر خطوة في الطريق الصحيح من ناحية أخرى اتسأل و باستغراب شديد عن ملف السلام الذي من المفترض أن يكون أطرافه شركاء في التغيير إلا انه لا زال يتعثر بين المحاصصة و الاولويات، و أكثر ما يحزن و يخزي في ذات الوقت أن إزالة أثار النظام البائد بدت أيسر من إزالة الخلاف بين الشركاء سواء في ملف السلام أو العدالة أو الإقتصاد بشكل عام، و في ظل تمدد هذه الحالة من التشويش يصبح الشعب هو الضحية لعراك لا ناقة له فيه و لا جمل، ما ينقصنا إرادة سياسية متحدة شجاعة من كل مكونات العمل السياسي و النقابي و الكفاح المسلح و أن تراهن على وطنيتها بدلا من المحاصصة لتعضيد ارضيتها في المشهد السياسي، عليه أتمنى تناول قضايا الوطن الراهنة بموضوعية بعيدا عن المجاملة و الانبهار