|
Re: برق الثورة يومض متراكن...لاهجع ولا خلا الم� (Re: عبيد الطيب)
|
أدبنا الشعبي يحتاج لمن يفهمونه ويعرفون قيمته، لهؤلاء أهدي هذا البوست الغنا الشعبي في البادية الغربية،والفن المتَّزن والطرب والمعزة والمكان والزمان وذاكرةشاعرات البادية، حزام أمان غنانا من الهمج الذين ينتحلون مزاج البدو: سوبا أم راي بتدلّك علي السِّهمي البتفلِّك أوعى تخاطِي محلّك ب الكلمة البتشلّك بذري الرِّقاق في الجوف دايما بجيبوا النّوف شالو البحرق الجوف وشاقّين بلود الخوف أهل الضامر شرشوفو علي البنّوت مابطوفوا فرشوا البارد غوفو وصعيدهن جرّا الفوفو ياالبي أم زور بدرتُو فوقها بدَيْ حَدَرتو بسمع رصّاص كَتَلْتُو لي الخازي مابترتُو ناس الصّوبن شاشو من بريتهِن داسو عجبني الصّول فوق ناسو المحرب شال رصّاصو ناس الصوبن هِدمو معانا أنشكفوا وقِدمو التبعوا أم زور مانِدْمو وفي أبوحراب ماعِدمو *أبوحراب دي المها وبقر الوحش"أم كبجو"،تختلط الجآذر مع الإبل في رحلة الجزو الشهيرة ,وقديما أهل البادية يسمونه صيد الفايدة،لأنهم يملأون قرافهم من قديده. زينوبة راسي بلوج من شوفت الدَّنكوج هسّع بجنّي سروج من العريسها بسوج المعزة والغنا الحنون وأنسنت التضاريس غنا الجراري،والبناء الفنِّي المحكم مع التلقائية والعفوية واللغة الراقية جدا،ولاتخرج من تضاريس البادية ،إلانادرا،مع الخلو من الحشو (البلاغة في الإختصار). حجل المِي مِنقَمْشي أطلق الناقة التَمشِي دايرة أسيادها الخمسي وعينهُن قاطعة الرّمشي الخيال الخصب وفنونه والموسيقي الداخلية والطرب الداخلي وتجسيد الدلالات الشعورية والتصوير البلاغي والتركيز علي الإيحاء. المربوعين الأولين يتكئان علي الإحياء كليّا: إسم سيدك يا الخبّاب فوق كتفك في الجراب خِف إيدك آ الدولاب علي أم غسما مغِرب غاب شوفو العتاب،عتاب الأم لإبنها عندما قدم من دولة ليبيا،وجد الفرقان بعضها في النشوغ والآخر في المدامر، فنزل في بيته،دون بيت أمِّه، فعاتبته إيحاءا: شوف الدّهر مشناه والقلب الحنين جفّاه خريفي القبيل راجياه غاس برقو وشلوَح ماه رقد السّليب عمّام وشبع الصّقُر رمّام يا أم قُلّة جنّك قام فوق بذري داك حوّام بشوف شوفها في الهبّاج تقول رافعة نار سراج عم أسماء علّق داج ب الحدب أمّات قجّاج الإيقاع واللحن من أنثى وجماعي، لذا نجد الوجدان الجمعي يلتفت كلّه لهذا الإبداع لأنه رقيب علي المجتمع،والشجن الشّجن. البداوة في الطبع ياخلق الله،ماتعنفوها عنف ساكت شاعرة مبدعة ومن غنا الجراري وأنسنت التضاريس: طير الخَلا القوقاي ماشفتَ ناس عَشاي!!؟ بسمَعْلي حِس واواي في الوادِي أبو نوناي *إستهلالها كان سؤالا ولكنه بلغة البادية الحميمة جدا. (ماشفت ناس عشاي)هنا تناغم الإسلوب يبين في إدخالها"ناس" مع "عشاي"،ملمح لأنهم حركة "رباعته وابناء دوره" *لاحظ الإجابة كانت إيحاءا: ( بسمَعْلي حِس واواي في الوادِي أبو نوناي) وهنا ياصديقي دع الإلفاظ،ولاتقف فيها،لأن الصور هنا تأخذ أبعاد أخري في الحياة وفي المجتمع ، وهنا يدخل المزاج النفسي لمعزة أهل البادية للأبّالة،وأن أخاها دليلا ماهرا،يهتم بإبله ويذهب بها بعيدا ويتوغل جنوبا،وفي النسق الخفي نجد مزج مابين العاطفة والتهكم من سوّاحي الفريق،وحتي من الذين تأخروا من النجوع صعيدا، وشوقروا في تخوم المدامر،وتحديدها بلسان الطائر:(في الوادي أبونوناي) صورة عجيبة تدل أنهم خرفوا باكرا ونعمهم ممهولة ولكن شوقارتهم شوقارة فرع،فالوادي مرقد ومخضر وربو وشال نوّار،والنحل وأم ديبنون وأبوالزنبور وأبوالزنّييط حابك فيه. الهرع الجيت مِن فَجُر دقشت آتو في البذُر!!؟ لقيت عبدول ود صَقُر هاد كاكليت فوق بَكر وِدَي القِيع ساعلاكا بالساري التملاكا عرباً كانو حداكا زول دوار ما جاكا!؟ غنا الجراري يفتح أُذْن قلبك ويهمس لك، ويأتيك طربا وإبداعا،وماعليك صديقي المتذوق إلا أن تترك الألفاظ، ودعك من قراءت المربع ،كأنه جثّة محنّطة،وإنما حسّه إحساس ،لله درّ هذه الشاعرة، وإحساسها كلّه ،ومشاعرها مع إبل عشاها وخيرها ودخيرها: أم جِلدا ما ارّهب أجمل من الدَّهب عِطْشَت سيدها انْلهب (الّلهب) وردت دونكي الصَّهب *هذه الحركة في هذا الربع(عِطشت سيدها أللّهب) يستحق مني مقالا كاملا وأقسم أن شاعرا لم تكن البداوة من طبعه لايقله!! ولكنني اشرحه بالغنا، عمنا شيخ جامع علي التوم،ذات رشاشٍ مجدب، عطشته إبله ،و(إنلهب) علي قول الشاعرة فقال: برّاق الصعيد مارقّد العين لاجّة والقلب إستخلّا وسقّد الخلاني كيف أم الصغير بتفقِّد يا محلحِل سواجيرنا السّحاب إتعقّد وكذلك ودسعد الراحلي:(السبب اللّهلبك خلّاك دومتك سايْلِي) ونصيحتي للذين يستلفون مفردات وألفاظ البادية ويغنُّون بها: (الجرورة في الغنا مافي!؟) الغنا بيع حاضر وكاش،لأن اللفظ ماعنده قيمة بدون الإرتباط الوجداني والحِس الشعوري،بكون "هبوهبو لا أم ولاأبو" ولله دُر البدويّات،ومعرفتهن بالتغيّرات المناخية،ويكون تأثيره علي مزاجهنَّ إبداعاً،بوعيهنَّ بمجتمعهن: لبّاعة الفِي شقوقو جفَّتهن حت مابتوقو! في الصيف الواقوقو إن شافو البرق ل بتوقو لاحظوا ياعبادالله قولها:(جفّتهُن حت مابتوقو) حتي الجفاء بقدر والرّيد بقدر والعتاب بقدر،وله عذر :(فكري معاكي قي سنين المحل ديل قافل) شُفتِي بروق اللّيلِي أبيتي آ أم زور ماتقيلِي سيدِك دانى بشيري وعَصَر لايميني صِغيري شُفتِي بروق السّاري ياأم زور كتّرتي القالي(قاف معطشة) سيدِك دانى بشاري وعَصَر يافِطين لا يسارِي شفتو المزاج كيف متراكِن!! فمازال غُناالجراري، يُشكِّل حزام أمان لغنا البواد والريف وسائر شعرنا الشعبي في البادية الغربية، وصعب إنتحال الوجدان والمزاج النفسي،لشاعرة غنا الجراري قالت : عليه بَنقَال بزقِّل الزُّول الحسُّو بتقِّل لقيتو يحوش ويعقِّل عيل في القَرنو موقِّل *بنقال دليل من البادية الغربية شاعرة من أهلنا الربيقات،وهم من الفصاحة بمكان ،إبنها وعمره سبع سنوات،ذهب في رحلة الجنوب مع عمه، ويتنازعان عقلهاوقلبها،فعقلها،يريده أن يتعلم من أهله والخبرة التراكمية(يدَّردر) ، حتي يستشرف المستقبل ويصبح دُخري،وكذا دليلا خريتا،وقلبها يَحنُّ،وتخفق معالقه له، لأنه حُلو الشَم علي قول أبوزيدالهلالي،ولأن قلب الوالد "شَقي"علي قول الربيقية الأخري: في خيرين تنلقي و قلب الوالد شَقِي "بالقاف المعطشة" أها عمتنا الربيقية قلبها يُكثر من اللهفة، أحيانا يقول: (لدغو دابي) وأحيانا يقول رماه جمل و......الخ فقالت منشدة من غنا الجراري وهي تبرم في غَزلها وكذا الشرف يبرم معالق القلب: دِريدير دَج بي خلوفو ساق حوزو ومصروفو البِنقُر في شَرشوفو البِقولو العين ماتشوفو *لاحظوا البنقُر في شرشوفو دي القلب وخفقانه....! قناعتي التّامة أن البداوة في الطبع،وهويّة الفن في إيقاع الحركة،واصالة الفن في مناطق تكون الحركة أساس في تضاريسها،ولايعجبني الغنا المعسَّم. *غايتو الناس البِّرصُّو في ألفاظ ومفردات البادية،ويجوا يخلقوا منها مربوع،ها ناس المربوع البدوي كائن حي يرحل مع البادية ويظعن معها مربوعكم دي كان الكرتوب بقى سِعن،هو ببقى غنا.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|