هزمتنا بـانتحارها: سارة حجازي

هزمتنا بـانتحارها: سارة حجازي


06-18-2020, 07:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1592460403&rn=0


Post: #1
Title: هزمتنا بـانتحارها: سارة حجازي
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-18-2020, 07:06 AM

07:06 AM June, 18 2020

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر




مقال يجيء عقب الخبر المؤلم بانتحار المصرية سارة حجازي

عنوان المقال كما صحيفة القدس العربي:‏

سارة حجازي هزمتنا بـ«انتحارها‎»‎


بقلم الكاتبة اللبنانية: مريم مشتاوي


Post: #2
Title: Re: هزمتنا بـانتحارها: سارة حجازي
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-18-2020, 07:10 AM
Parent: #1

بعد رحلة معاناة واصطدام مع المجتمع والسلطة، رفعت الناشطة المصرية سارة حجازي «30 عاماً» الراية البيضاء، ‏وقضت انتحارًا ليلة الأحد الماضي في كندا.‏

لقد اعتُقلت العام 2017 بتهمة «الترويج للمثلية الجنسية» لأنها قامت برفع علم قوس قزح أثناء حفلة موسيقيّة لفرقة ‏مشروع ليلى اللبنانية في القاهرة.‏

سارة، التي انتقلت إلى كندا بهدف العلاج النفسي بعدما ساءت حالتها في مصر، حيث بدأت بالعلاج، تركت لنا قصاصة ‏ورقية كتبت عليها:‏

‏«إلى اخوتي: حاولت النجاة وفشلت، سامحوني. إلى أصدقائي: التجربة قاسية، وأنا أضعف من أن أقاومها، سامحوني.‏

إلى العالم: لقد كنت قاسياً إلى حد عظيم، ولكني أسامح».‏

يكشف إقدام سارة على الانتحار عن هشاشة المجتمع المدني في العالم العربي، والمصري على وجه الخصوص، لا ‏سيما وأن القاهرة كانت حتى وقت قريب ملاذاً للكثير من الفنانين

والمعارضين والمثقفين العرب، الذين طالما وجدوا ‏فيها فضاء ثقافياً وسياسياً متنوعاً يتحركون في نطاقه بحرية.‏
لكن قاهرة اليوم تضيق بأبنائها، الذين لايرون فيها ما يمنحهم الأمل بحياة حرة كريمة في زمن العسكر.فبفعل التضييق ‏السياسي والأمني في مصر والعالم العربي، نكاد لا نسمع اليوم

عن حراك مؤسسات حقوقية ومدنية تطالب بحماية ‏الحريات الشخصية، لا بل هناك أصوات إعلامية تفتقر إلى الحد الأدنى من المهنية مستمرة في مساندة القمع وتحرض ‏على العنف

وانتهاك معايير حقوق الإنسان.‏ هذا المنطق العدائي إزاء الآخر المختلف نتاج طبيعي لثقافة الاستبداد والتدمير الممنهج الذي مارسته الأنظمة القمعية ضد ‏المجتمعات العربية.

وهو مابدا واضحاً في ردود الفعل العنيغة لبعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين لا يعرفون ‏عن سارة سوى «جهرها بالمعصية» وإقدامها على «إنهاء حياتها» بما يخالف «أوامر الله».‏

هكذا اختصروا القضية وأدرجوها في خانة «مخالفة الشرع»، متجاهلين تماماً الظروف التي أوصلتها إلى هذه النهاية.‏
ولأن موضوع «المثلية» من التابوهات المحرمة في عالمنا العربي، يتردد الكثير من رجال الدين الخوض فيها. وهنا ‏يبرز صوت المفكر الإسلامي راشد الغنوشي، الأكثر وضوحاً في طرحه،

حيث قال في كتيب مطول حول «موضوع ‏الإسلام» للصحافي الفرنسي اوليفي رافنيلو إنه «يرفض المثلية الجنسية ولكنه يرفض أيضاً تجريمها»، مؤكداً أن «كل ‏شخص لديه ميول يجب

احترامها، ولا يمكن أبداً التجسس على الناس في بيوتهم»، مضيفاً «الكل مسؤول أمام ربه».‏

كما أكّد زعيم حركة النهضة التونسية «أنه يرفض تجريم المثلية الجنسية «لأن القانون لا يقوم بتتبع الحياة الخاصة ‏للأفراد، ولأن هذا الإجراء مخالف للمواثيق الدولية لحقوق الانسان».‏

إذن القضية ليست جدلاً بين الكفر والإيمان، أو بين جماعات هوياتية متنافسة في ما بينها، ولكنها قضية وجود شريحة ‏هشة في المجتمع تواجه كل أشكال التهشيم الثقافي لمحوها ونكرانها.‏

وها نحن اليوم نشعر بالعجز أمام أصوات عالية لا تكتفي برفض «المثلية» وإنما توفر لها كل أسباب الكراهية التي ‏تجعل من الانتحار فعل نجاة.يقول الصحافي اللبناني صهيب أيوب:

لكلّ جريمة في بلادنا حجّة وكفن. ولكلّ موت في ‏بلادنا هوية، إلا موت المثليين والمثليات والعابرين والعابرات جندرياً في بلادنا، فهو نجاة. حين نموت في بلادنا ننجو.لقد ‏هزمتنا سارة

وغفرت لنا، ولهذا العالم المحكوم بمنظومة اجتماعية قاسية.

لكن هل سنكون على مستوى المغفرة، وندافع ‏عن حق «رفاق سارة» في الحياة والاختلاف؟ أشك؟!‏