السودان بين الاجندة الاقليمية الدولية المجرمة والاجندة الوطنية النظيفة

Quote: الورقة السياسية التي قدمها وفد الحزب الشيوعي السوداني إلى رئيس الوزراء في اللقاء الذي تم في يوم الخميس 4 يونيو 2020م : تصر بقايا النظام على إقامة تحالفاتها بمعاونة محاور خارجية لسد الطريق أمام اي تغيير جذري يحقق الانعتاق من المسار الذي سار عليه السودان لأكثر من ستين عاما خلت وقد نجحت هذه القوى في اصدار وثيقتين معيبتين في الفترة الإنتقالية مكنت من خلالهما قواها من الإستمرار في مفاصل السلطة خاصة العسكري و الأمني منها و قادت لاحقاً مخطط تكبيل الفترة الإنتقالية بوضع العقبات أمامها و اعاقتها عن اجراء تحولات نوعية في العملية السياسية و إدخال إصلاحات حقيقية في إدارة الاقتصاد و تسخير علاقاته لصالح الغالبية الساحقة من شعب السودان و هي لا تزال تضفي الحماية على بقايا النظام البائد و تفتح لها المجال لتملأ الساحة بضجيج الكلام عن اصطفافات و هياكل و تحالفات جديدة لإسقاط سلطة الشعب و تهدد بالانقلاب للاجهاز الكامل علي مرامي الإنتفاضة دون أن تتعرض للحساب أو الرقابة الرسمية و سيظل شعبنا بالمرصاد لممارساتها الآثمة و لن تعوزه الجرأة على مواجهتها بأدواته السلمية المجربة . ▪️تصحيح مسار الحكم يتأتى فقط عبر إصلاح سياسي صادق و ملتزم بشعارات و أهداف انتفاضة الجماهير الواسعة و التي اشتمل عليها ميثاق قوى إعلان الحرية و التغيير - من جانب الحكومة ، و عمل مثابر من أجل إعادة تنظيم قوى الثورة و هذا واجب القوى الثورية الحية و يعمل حزبنا على تحقيقه دون كلل أو ملل و في سبيل تحقيقه فإننا نحث قوى الثورة ممثلة في ق ح ت على إجراء تقويم ومراجعة شاملة لادائها و الرجوع لقواعدها و للثوار في مختلف تنظيماتهم و تجديد قواها و نفوذها وإستعادة مبادراتها من أجل إستكمال مهام الإنتفاضة و نحن نطمئن السيد رئس مجلس الوزراء وحكومته الموقرة بأن جذوة الإنتفاضة لا زالت حية و عليهم الركون و الاستناد إليها و هي تستمد قوتها من قوة و وحدة الشارع و ليس من المواقف المهتزة لبعض أدعياء القيادة المزعومة لحراكه الباسل و المشحون بالتضحيات الجسيمة و نضاله الطويل و الممتد منذ إنقلاب 89 و هي التي يعول عليها في تصحيح و تقويم أوضاع الحكم لخدمة غايات وأهداف الإنتفاضة و هذا يتطلب الإعلان مع : ق ح ت عن سياسات كلية لتوجهات الدولة عبر ما تبقى من الفترة الإنتقالية و إعلان عن انحيازها التام لتطلعات و مطامح القوى التي أسهمت في إنتصار الإنتفاضة ولفئات الشعب المنتجة والعمل الانتاجي ومحاربة اي نشاط طفيلي من اعلى مستوياته الى اصغرها وقفل السبل أمام بقائها و تمددها . ▪️الإعلان عن توجهات عملية وشفافة لإصلاح معاش الناس يسهم المواطنون في مراقبتها و تنفيذها على ان تتولى الدولة إدارة القطاعات الإستراتيجية المتعلقة بها و في مقدمتها مهام التصدير والاستيراد خاصة السلع الاساساية التي تؤثر علي حياة المواطنين والاشراف علي التجارة الداخلية والخارجية وتحقيق الرقابة علي الأسواق . ▪️الإعلان الواضح عن توجهات الحكومة فيما يتعلق بالسلام الذي يريد الشعب أن يكون سلاماً دائماً يخاطب بشكل مباشر قضايا مناطق النزاعات والمناطق الاكثر تخلفا و يتضمن الإعلان عن درء المظالم التي وقعت في السابق وتقديم مرتكبي الإنتهاكات للمحاكم بما في ذلك المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية وجبر الضرر الجماعي والفردي وعودة النازحين واللاجئين امنين لقراهم وتوفير الخدمات وسبل كسب العيش لهم و في تقديرنا ان مسألة القوميات في السودان ليست مجرد مظالم وقعت هنا أو هناك فحسب بل هي نتاج لمنهج حكم خاطئ و تمثل واحدة من اساسيات الازمة العامة في السودان ومن ثم فإن حلها يتم في الإطار الديمقراطي الشامل لإدارة و حل الازمة السودانية مع الوضع في الاعتبار خصوصية كل قومية ومنطقة في الفضاء العام للمشكل السوداني حول القوميات المختلفة و وضع قواعد التكامل والتمازج و الوحدة القائمة على التنوع - نحترم مبادرة السيد رئيس الوزراء بزيارة المناطق المتأثرة بالحرب و النزاعات في شرق و غرب البلاد رغم أنه لم يستكمل مبادرته بإعلان حكومي عن توجهات الفترة الإنتقالية نحو الحل والسلام و تكوين الوفود لمناطق النزاع لعقد لقاءات مع الجماهير وفتح حوارات معهم . ▪️يبدأ الحل بتمديد هدنة الحرب وفرض هيبة الدولة و وضع حد للتفلتات الامنية و فوضى حيازة السلاح . ▪️ توفير الاغاثة و خدمات بسط الأمن و الخدمات وتامين عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم واراضيهم وتوفير فرص كسب العيش والاستقرار لهم . ▪️ إجراء المصالحات القبلية في مناطق النزاعات بمخاطبة اسبابها وتحقيق العدالة و تسخير الإعلام الرسمي لخدمة قضايا و ثقافة السلام. ▪️يتم تحقيق المرحلة الاولى من السلام عبر الإعلان عن عقد مؤتمر مائدة مستديرة تشارك فيها الحكومة والقوي السياسية والمنظمات الإجتماعية والشخصيات الوطنية و حركات الكفاح المسلح واصحاب الشأن والمصلحة من المتضررين من الحرب والتوافق حول كيفية انزال ماهو متفق عليه اصلا بشكل عملي على أرض الواقع ومن ثم طلب المساعدات من الأمم المتحدة والاصدقاء للعون في هذا المضمار . ▪️ المرحلة الثانية للسلام هي استمرار للعمل على مهام المرحلة الاولى وجني ثمارها بعقد مؤتمر دستوري قومي تتهيأ له كل الظروف لحل الأزمة العامة في السودان ويتحقق فيه قدر من الاستقرار في مناطق السودان يقود لتحسين الأوضاع عبر إصلاحات تقوم بها حكومة الفتره الإنتقالية و تعتمد على فتح حوارات جادة مع أصحاب المصلحة على ان يكونوا جزء من قوامه إلى جانب ممثلين لكافة مكونات السودان السياسية و الإجتماعية و ينطلق من الأعتراف الحازم بعوامل وأسباب الأزمة العامة في السودان و الاتفاق على طرق حلها بما يحقق أهداف المؤتمر و يقطع دابر اطلالها من جديد في الحياة السودانية و يتضمن بالضرورة التوافق المبدئي على الكيفية التي يحكم بها السودان وعلى اتفاق واضح و عادل لتوزيع الثروة والسلطة كما يحدد بغير التباس الكيفية التي تعتمد عليها التنمية وتوجهاتها و أولوية أهدافها البشرية و التزامها بالعدالة و بالتوزيع العادل للدخل القومي وفقا لها . ▪️استدامة الديمقراطية والسلام والمساواة في المواطنة وترسيخ مبدأ التداول السلمي الديمقراطي للسلطة . ▪️ التجريم القانوني و الأخلاقي لاية انتهاكات لحقوق الانسان وتنزيل اشد العقوبات لمنتهكي الحقوق هيئات كانوا ام افراد. ▪️ في راي الحزب الشيوعي هذا هو الطريق في وضع لبنات استقرار السودان وفتح الطريق لوضع دستور دائم للبلاد يضع المؤتمر القومي الدستوري مبادئه ويرتضيه أهل السودان عبر الاستفتاء عليه و يؤسس لوحدة البلاد انطلاقا من الاعتراف بالتنوع و التعدد بمختلف انواعهما و اشكالهما الطبيعية و الإجتماعية و السياسية. ‏‫Adil amin