[}> وجد جنديٌّ مقتولاً(فطيسا) و ترك قصاصةً يقول فيها: إذا مُتّ، فلا تصدقوا كل شيء. فإن قالت لكم أمي في برنامجٍ تلفزيونيٍّ هايف: "حمدا لله، فلقد تحقق لابني ما كان يتمناه من نيل شرف الشهادة و كان يقول لي: الوطن غال و علينا بذل الدم و الروح رخيصةً دفاعاً عن ترابه " ؛ فلا تصدقوها.فأنالم أقل شيئا من ذلك و أنا مثلكم ، أحب الحياة و أمقت الموت سدى ، لكنّ تلك المذيعة ذاتَ الحُمرةِ الفاقعة لا بد أنها قد أقنعت أمي لتقول عني ذلك.
[}> أما رفيق سلاحي ذاك الذي حمّل صورة لي على صفحته في الفيسبوك و كتبَ شِعراً رگيكا يتغنى بِـشهادتي حدادا علي ، لا تصدقوه ، فهو منافق كبير و كم مرة طلبت منه أن يساعدني للنفاد بجلدي لكنه كان يتهرّب مني. [}> أما صاحب الفخامة..فلا تصدقوه أبداً و هو يتغنّى بِـروحي القتالية العالية و حبي للوطن في(عُرس) تأبيني ، أترونَ طقمه الأنيقَ ذاك؟ لقد اشتراه من اختلاسه للمعونات المخصصة لنا، نحن أبناء الفقراء بهذا البلد وقود للحروب التي هم يوقدونها.
[}> أما ابناء صاحب السيادة و السمو ااعتطفي فهم إما خارج البلد مترفين أو يتسكعون سُگارى في الكافيهات و عِلب الملاهي الليلية.
[}> و أما سيّدي المقدّم فربما كانَ حزنه منطقياً قليلاً ، فقد خسر بِـرحيلي مبلغا معتبىا كنت أرشوه به على شكل هدايا عينية أو (رصيد شحن موبايل) كي أسترد بعضا من حقوقي.
[}> و هؤلاء الذين يطلقون الرصاص في الهواء بتشييع جثماني في حفل عرس الشهيظ ، ترى من هم؟! لم أرهم أبداً يخرجون معنا في أية سرية او يخوضون أية معركة. كما أني لم أكنْ بطلاً كما يقولون و لا أعرف شيئا عن البسالة أو شعارات حب الوطن و القائد الملهم ، و لكن للبندقيةِ إغواءً كما للنساء تستفزُّ الرجولةَ الحمقاء.إن مُتّ برصاصٍ ، او بقذيفةٍ طائشة تگون فد سقطت مصادفةً بقربي قدرا، أو إنْ مُتّ قهراً ، فالموت واحد.
[}> فلا تصدقوا سوى لحظات انكسارَ أبي و غصةً عنيدةً تغالب حلقه حزنا لفراقي أو تنهيدةَ نبيلةً تخرج من جوف أمي الحبيبةٍ ، و دمعة سخينة تترحلق بجسدها المائي الحلزوني على وجنتيها ، و لطالما طمأنتُها گذبا بأنْ أكونَ بخير و لكني خذلتها حينما التحقت (مرتزقاً) خارج أسوار الوطن، ليس للجهاد للأسف و لكن لِـمكافحة الفقر و البحث عن لقمة العيش وحتى أظمن لي ولاسرتي مصدر دخل ثابت.
[}> و هذه حقيقة كل واحد منا بمعسكر لجيوش التحالف. فلا نامت أعين الجبناء و من يتشدقون بِـنضالنا. و لطالما سألت نفسي لماذا فقط أبناء الفقراء هم الشهداء؟! و هم المدافعون ؟! و هم لا يملكون شبرا على هذا التراب؟! وتباع عليهم قبورهم؟!لماذا لم نسمع قط باستشهاد مسؤول؟!د أو ابن مسؤول في سبيل الوطن؟! فهل وجدت الجواب بعد موتي؟! أنا آسف يا وطني، إذ لم أمت لأجلك ولم احبك يوما و لكني إنما مت لأجل لقمة العيش النضيفة في وطن لم يوفر أبجديات لو ازم حياتي!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة