الورقة التي قدمها الإمام الصادق المهدي في مؤتمر العلامة اقبال الذي نظمه المعهد الإسلامي بنادي اسلام أباد في الفترة 7-8 نوفمبر 2017م
مقتطف. لكن حجة إقبال برفض المهدية، كاعتقاد ينطوي على انتظار خامل وفقدان لدافع التغيير والإصلاح، سليمة.
لم يصف جدي الكبير مهمته تحت أي من معتقدات المهدية التقليدية. فهناك اعتقاد الشيعة الاثني عشرية، وهم يتوقعون للإمام الثاني عشر الذي اختفى قبل اثني عشر قرناً أن يعود مهدياً. وهناك اعتقاد العديد من أهل السنة أن المهدي سوف يأتي في آخر الزمان. وكلا العقيدتين مؤهلتين لرفض إقبال. لكن جدى لم يؤمن بأي منهما، لقد أعلن مهديته كولاية روحية تعبر عن مهدية وظيفية تتفق والحاجة إلى التغيير، تحديداً:
• أن التقليد الإسلامي السائد كبل الإسلام بعقائد تفسير إنسانية عبرت عنها المذاهب المختلفة. قال إن مذاهبهم ليست ملزمة. وأن النصوص الوحيدة الملزمة هي القرآن والسنة. فالوحي هو الملزم للمسلمين، لا الاجتهادات البشرية.
• في الإسلام هناك ثوابت هي التوحيد، والنبوة، والأركان الخمسة، والاعتقاد بالمعاد، ولكن المسائل الاجتماعية والمعاملات عرضة للتغيير المستمر. وبكلماته: لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال.
• أشار لأن ظروف العالم الإسلامي المعاصر كالحة، ومنبتة عن مبادئ الإسلام، وخاضعة لانقسامات مذهبية حادة، وتعاني من عدة مظالم، ومستضعفة بالاحتلال الأجنبي. ما دعا لحركة جذرية لخلاص العالم الإسلامي من الظلم والانقسامات والسيطرة الأجنبية. مفكرون مسلمون عديدون لا يؤمنون بتعابير المهدية التقليدية دعموا هذا الدور الوظيفي، على سبيل المثال الشيخ أحمد العوام، بل حتى مؤلفي العروة الوثقى.
• قال إنه بحث عن شخص يقود المسلمين لتغيير هذه الحالة المزرية، ولكنه لم يجده. وأثناء كدحه نحو ذلكم الفجر تلقى اتصالاً روحياً من قبل النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بأنه المهدي. هذا النوع من التواصل مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم شائع في الإسلام الصوفي.
• وبالتالي فقد عرّف المهدية بشكل وظيفي، وخلّص الإسلام من أغلال عقائد الماضي، وقد تلقى ولاية باتصال روحي هو عملة مقبولة بين المتصوفة، ولكنه وضع قاعدة أساسية كي تتم مقايسة أقواله وأفعاله بنصوص القرآن والسنة.
هذا الشكل من المهدية الوظيفية تدعمه آيات قرآنية عديدة، مثلاً: (إِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ).
لا أعتقد أن موقف إقبال يتعارض مع هذا التعبير الوظيفي عن المهدية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة