♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

(17)

أسعد الله أيامك بصباحاتٍ وأماسيَ رابحاتٍ و بكل خير نافحات\
ونحن لا نزال ساعين وراء هُوِيَّـــةُ التِّيْـــهِ فِي جُغْرَافْيَا اللَّامَكَان:

® فهل رأيت وجهك يا أخي ، شاحباً ذات يومٍ في مرآةحمامٍٍ قثي
بصالة المغادرين من قطار يرسلك إلى قطار آخر و منه إلى مطار،
و من ثمة رصيف قِطارٍ مزدحمٍ باللاهثين إلى حيث صفقاتهم التجارية
و مواعيدهم الغرامية ، حيث تبذل جهداً جهيداً ، كمن يفسر الماء بالماء ،
أو كمن يدير صفقة تجارة نخاسةٍ بكماء ، و أنت تشرح لموظفين بُلهاءَ
لا مبالينو غير معنيين أصلاً ، فتتلو عليهم نبأَ( أسطورةٍ سيزيف) حول
جيوستراتيجة عصرٍ جليديٍّ فائق الحداثة ، لكأنما يعود إلى غابر الأزمنة
السحيقة :عن أمة كانت.تجري العروبة منها مجرى الدماء في عروقها.

[} لكنها حينما ثارت (ذات هَبَّةٍ ربيعٍ) ساخنٍضد رباعية الفقر
و الجوع و القهر و الهوان ، على أيدي جلادين طغاةٍ أو بغاةٍ
أو غلاةٍ أو جفاةٍ ؛ لدحر جموعِ أُنَاسٍ عَُّزَّلٍ حفاة عراةٍ غرلاً.

© فما لبثتْ أن تفرقت السبل بطوابير المسافرين معك أيدي سبأٍ ؛
فصاروا شتاتاً عبر بوابات المنافذ كلٌّ إلى وجهة سبيله. و بقيت أنت
أشعث أغبر مدفوعاً بين مطرقة المطارد ، و سندان تيه المنافي؟!
و لكن هيهاتَ هيهاتَ لا جنٌّ ولاسحرةٌ أن يفهمك أحدٌ، أو يمنحك إذناً
تأشيرةً دخول. هل رأيت نفسك هائما بخطى في بيادر غربةٍ كشِعْبِ
بوانٍ ، وسط أغرابٍ، لو سار فيهم نبي الله سليمانٌ لسار بترجمانٍ؟!.

∆ حيث تروي هناك لكل من تصادفُ ممن تعرف ولاتعرف ما
قد حلّ بديار أهلٍ مطموسي الهوية، مقطوعي الوجه و اليد و اللسان،
و مرتهنين بصاعٍ من تمرٍ أوحنطةٍ أو شعيرٍ، لأجل شيء لا يمتُّ بشيء
إلى ربط أوقية من كرامة إنسانٍ ممرغةٍ على يدي أ×يه الإنسان .

▪ و منذ هبطت من بطن أمك مذعوراً تطلق صرخاتك الأولى عن
يمينٍ و شمالٍ جراء صدمة ارتطام وجهك بأجواء هذا العالم الخرِف
المسحور، فهل شققت عينيك يأ هذا على غير جرّافة عملاقة تدوس
الأوطان لتسوِّى بحطامها المكان على مقاس أيقونة مجنزرةٍ احتلالٍ؟!
و من لم يكن أصلاً في الأسطورة، فلا داعيَلوجوده في هذا الزمان.
**************
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ