♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

**^^(12)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــوِّلٍ )

أخَذَتْ شاعرية الفيتوري تتبلور ثم تتوهج ولمعانٍ يكاد سنا برقه
يخطَفالابصار، لا ، بل يُضيئُ ول لم تمسسه نارٌ و أخذت ذاتيةُ
قرين شعره الإبداعية تتفتق ثم تتفاقم لتتفاخم ، حينما بدأ يتعرض بالقدح
و التقريع و الهجاءو والإزدراء حدَّ التجريح لعديدٍ من رفقاه في ساحة معترك
الأدب بسلاح القرطاس والقلم و المحايةو الدواية ، ناعتاً بعضاً منهم بالعملاء
و الأدعياء و ربائب ، بل و صنائع و خدام البلاط الملكي و طلاب الجاه السلطاني
فلم يسلم من لسانه أحدٌ سواءٌ أكان محمود درويش ، أو السوري عمر أبوريشه ، أو المبدع
الشاعر العراقي الجواهري الذي قال بحسبه القصيدة الواحدة في أكثر من زعيمٍ ، وجرد أحمد
شوقيمن إمارة شعره؛ و ذكر البياتي بما لم يذكره مالكٌ في الخمر . و قد تطرق الراحل/ الطيب
صالح في مقالةٍ له بمجلة المجلة إلى نوع التبرير لمسببات حدة الخصومة بين الفيتوري والبياتي
مدعياً أن دافعها كان حباً جارفاً و لم تكن خصومتهما سوى إحدى أعراضه و تجلياته. و أن أحدهما
سوف يرثي أخاه. و يروي صالح جذور الملمات التي عصفت بالفيتوري فقد استقر به الحال في
الجامعةالعربية مندوباٌ سامياً لبلاده له راتبً كبيرً إلى أن جاء نظامٌ شموليٌ غير وجه الحياة .
و بدأ بتصفية رفاق الفيتوري من اليسار كعبد الخالق محجوب و الشفيع أحمد الشيخ. ثم طاله
جعفر النميري و انتقم منه جزاء كتابته قصائدَ عن خصومه، فجرده من منصبه و طرده ليهيم
على وجهه مشرداً بلا عمل و لا هوية ، إلى أن جاءت الإنقاذ أخيراً لردَّ إليه روحه فتعرف
للرجل قدر اهيلته و لتمنحه جوازه الدبلوماسي المغصوب، مجدداً في اعتذار متأخر جداً.
# و ضمن قصيدته المرثية الشهيرة في نعي عبد الخالق محجوب كتب
الفيتوري يقول : لا تحفروا لي قبراً سارقد في كل شبرٍ من الأرضو أرقد
كالماء في جسد النيل أرقد كالشمس فوق حقول بلادي .. فمثلي أنا ليس
يسكن قبراً .. لقد وقفوا، و وقفت..لماذا يظن الطغاة الصغار و تشحُب
ألوانهم. إن موت المناضل موت القضية. أعلم سر احتكام الطغاة إلي
البندقية لا خائفاً أن صوتي مشنقةٌ للطغاة جميعاً و لا نادماً على أن
روحي مثقلةٌ بالغضب و كل طاغيةٍ صنمٌ..دميةٌ من خشب!
********^^^^^^*******