لم تنته اعتراضات الحزب الشيوعى على الحكومة بشقيها المدنى والعسكرى ، فقد تمثلت معارضته البارزة للشق المدنى فى الحكومة فى تصعيده بشده ضد سياستها الاقتصادية ، واعتراضه على مقترحات رفع الدعم ، مصوبا هجومه على وزير المالية الدكتور ابراهيم البدوى مطالبا بضرورة اقالته ، ومتهما اياه بالعمل وفق روشتات البنك الدولى وتطبيق السياسة الرأسمالية التى لن تعود علي بلادنا إلا بالوبال حسب تعبيره. الناطق الرسمى بإسم الحزب الشيوعى دكتور فتحى الفضل كشف عن تناول المكتب السياسى فى اجتماعه الاخير للوضع الاقتصادي وأمن على الورقة التي أعدتها اللجنة الاقتصادية والاقتراحات العملية التي تضمنتها وضرورة التوقف عن السير في الطريق القديم تحت وصاية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وطالب الشيوعي الحكومة المدنية بضرورة حل الضائقة المعيشية خاصة للفئات الأكثر فقرا وضررا من قرارات التباعد الاجتماعي وحظر التجول. وبالنسبة للمكون العسكرى فان الحزب الشيوعى يراهم المهدد الأكبر لاستمرار الفترة الانتقالية بسلام وفقا لما هو مرسوم لها ، وسبق له ان انتقد العسكر وحذر من تجاوزاتهم لكن الموقف الاخير الذى عبر عنه المكتب السياسي للحزب جاء اكثر وضوحا وذلك على خلفية الاعلان عن تكوين مجلس السلام الذى اعتبره الحزب خرقا واضحا للوثيقة الدستورية من قبل المكون العسكري. وأكد رفضه الكامل للمشاركة في المجلس مطالبا بضرورة وضع قضية السلام تحت إدارة الحكومة المدنية واجراء كافة المفاوضات والحوار داخل السودان. وقال الناطق الرسمي بإسم الحزب د. فتحي الفضل ان المكتب استنكر تدخل الترويكا في الشؤون الداخلية عبر اقتراحها بحجز ثلث مقاعد المجلس التشريعي للحركات المسلحة معتبرا ان هذا شأن داخلي. كثيرون يستغربون فى مواقف الحزب الشيوعى الذى يشارك فى الحكومة كاحد مكوناتها الاساسية وفى نفس الوقت يرتفع صوته عاليا كاحد ابرز المعارضين بل اشرسهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة