♧ سُرادِقُ عزاءٍ لروحِ الراحِلَةِ المُقيمَة/ ثَقافة £

شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
(جدلية في أزمة الأدب و الهوية)
إذا سلمنا بمقولة:إن لكل سجين قصة
فما هي قصة الأدب مع الهوية؟ هل هما صنوان
لدودان أم ضدان حميمان؟ الجواب ربما نصف"نعم"
و نصف"لا" فالهوية قالب انغلاق ملموس, و الأدب يوتوبيا
انعتاق محسوس بامتياز, و متلبس يمس الهوية. و(شاعر) جياش
خلاف (متلمس) حساس . و شتان بين حُلْم و حقيقة . لكن قرين الشعر
و أخواته من عيون الأدب ، لا ينبغي له أن يترسخ أو يتفرد إلاعلى خلفية
توتره الشديد و تمرده ضد إكراهات الهوية بحلقاتها المستحكمة ضمن حواكيرَ
مُرَسَّمة و أحكامٍ مسبقةٍ على أفرادٍ و جماعاتٍ، تخط لهم مساراتهم و تُملي على كُثْرٍ
منهم مصائرهم. الهوية إذاً, هي برنامج سياسي ملتهب. فهي عندما تشغل حيزا من الأدب
فإنها تجازف بأن تكدر عليه صفوه , و تحشر روحه في قماقم ( الأنا و أنت) ، و تجهض
مخاضه للفسوق من قشرة الذات هائماً على وجهه في مدنٍ فاضلةٍ مأهولةٍ دوماً بأحلام
غير منجزة , بعيداً عن أرق الهوية و إمكاناتها المرئية. هنالك فنونٌ و آدابٌ و ألوانٌ
شتى من الإبداع الإنساني, منها ما هو بالغ فيض التشبع بشوفينيات تفاقمٍ كاذبةٍ
وطبقياتعرقيةٍ و لونيةٍ فضفاضة كالأفق و خاويةٍ كالعدم ، و لسنا معنيين
بها ضمن حديثنا هنا.و منه كذلك أدب رفيع وشعر رصين متجرد،
جانح للسلم و راكن مستكين لأشرعة الخيال ليشق عباب شفافية
الروح الراحلة إلى أبعد من سجالات أقوام ٍ، و حدود
ملكيات إلى ما فوق سحائب المثالية.