♧ سُرادِقُ عزاءٍ لروحِ الراحِلَةِ المُقيمَة/ ثَقافة £

●》خلينا ناخد سندة مع شوارد أخطائنا الشائعة لدي الناطقين
بلغة الضاد ، فضلاً عن غير الناطقين بها ؛ و ليس الناطقين بغيرها من
الأعاجم و البهائم ؛ و إنما هم أمَمٌ أمثالنا. فإننا أكثر ما نخطئ بقولنا :
صادف شن طبق(ه) بالهاء. فنجعله شنَّا بمعنى القربة الصغيرة { السِّعِن }
لحفظ الماء. الصواب أن شنًّا هذا كان رجلاً من عباقرة العرب و كان يُحدِّث
بغريب الكلام ؛ و أما و طبق (ة) بتاء التأنيث المربوطة، هي من قدرت على
أيجادها حلولاً لألغازه فأخذً بفصاحة بيانها و تزوجها ، ثم طار الخبر مثلاً .

●》كذلك نجانب الصواب بقولنا الـقَـدَح المُعَـلّـى، و ليس (القِـدْح)
و التعبير بمعنى : الحظ الأوفر . فلا بأس أن نجد هناك من يعمدون إلى
فصيح الكلام بصريح العبارة.فحسنًا، دعهم يفعلون! و لكن، بأس كل البأس
في ألل تدقق في صحة ما نتلفظ به من حيث ضبطه بمنطق اللغة ولغة
المنطق . فهنا مثلاً واحدٌ يجندُّ نفسه حارساً على بوابة خظيرة بنت عدنان
ونجده عادةً يخطئ في لفظ (القِدْح المُعَلَّى ) فيجعل منها قَدَحاً (مفلطحاً)
لشرب السوائل، و هناك شاعر نحرير و ينشر بعددٍ قدرٍ من قروبات أبجدية
الياسمين للإبظاع الأدبي و منصات التناصل اللا~اجتماعي لفصل الخطاب
قصائدَ عصماواتٍ بعنوان(القّدّح المُعَلَّى ) ، بل و يجعل منها لازمةً لقوافيه
الشعرية أكثر من مرة في القصيدة الواحدة كفذلقة من قبيل تحلية الكلام .
●》و التعبير الصحيح هو القِـدْح المُعلّى، فالقِدح هو السهم يُرمى أو يُضرَب
لرمي القرعة ط ، و يجمع على (قِداح) ، و كان  القِدح يستخدم في الجاهلية
في لعب الميْسِر .و أما القَدَح فمعروفٌ أنه الإناء الذي يستخدم للشراب.

●》أما (المعَلّى ) فقد ورد في (لسان العرب) أنه “القِدْح السابع
في لعب القمار أو الميسِـر ، و هو أفضلها، إذا فاز حصل ضاربه سبعة
أنصباء من الجَزور”. بمنزلة( الآتوه) في لعبات الورق و النرد و ما
شابه . إذ يقول أبو فراس الحمْداني ( و نطقها بتسكين الميم ):
لسيف الدولة القِدْح المعلّـى *** إذا استبق الملوك إلى القِداح

▪》و مثلما بأشباهها ،كما بأضادهاة تُذكر الأشياء، فلا غرو أن يفجرني
ضاحكا إعلامي ألمعي في منارةٍ لنا قِدْحها اامُعَلَّى في بث( جراثيم)
الوعي الثقافي أو هكذا كان بفترض؛ و هو يطالبنا في زاويته اللغوية 
"قل! و لا تقل" أن نقول: أحرز الفريق الرياضي الفلتكاني قَـدَحا ) و لا
يجوز أطلاقاً، على حد فقهه الواقع( أرضاً اندياح) أن نقول ( كأساً ) ،
استناداً إلى تأويله الخاص بأن القدح في أمهات معاجم فقه اللغة لا
تكون إلا فارغةً ، و أما الكأس فعادةً ما تكون ملأى و نحن بطبيعة
الكالى لا يليق بنا نقدم لأحدّى كأسًاً ملأى لنسقبه مقلباً، لا سمح الله.

●》و لكن الحاصل أن لغتنا الجميلة هي صاحبة ( القّداح المُعَلَّاة )
و لها قصب السبق بين نظيراتها من حيث استخدامات وسائل سحر
البيان من المجازات البعيدة و الاستعارات السديدة و الكناياتٍ المكنية
الممكنة و اللاممكنة العنيدة، فنقول له: و لِمَ ،أخ العرب يا هدانا و رعاك
الله لا نمنح كأس و هي فائضةٌ بالثناء، و مترعةٌ بعبقري الرباب من خمر
المعاني الساميات ، و حُبلى بسلسبيل العطاء الذي لا ينضب و لا ينفد ،
فهي أيضًا ذهبية أو فضية تعني المال ، و لغتنا اليوم تستوعب الكؤوس
بحالتيها ، فلا بأس، بل لا يليق لفظًا أن نقول “نال اللاعب(قِدْحاً) على
صدره. رجاءً لنتأملها فقط ، لو قلنا ذلك ؛ ثم نتم الباقي خيال !