♧ سُرادِقُ عزاءٍ لروحِ الراحِلَةِ المُقيمَة/ ثَقافة £

●》فهناك طائفةٌ متحجرةٌ تستقي مناهجها الفكرية و رموزها اللغوية
من تراثٍ قديمٍ عقيمٍ، حتى لتبدو كما لو لم تزل في قرونها الحجرية .

●》و فئةٌ أخرى متفرنجةٌ راحت تتلقف المعارف معلبةً بحرفيةٍ
لا تحسد عليها، بقدرما تثير الشفقة عليها ، نقلاً بوقع الحافر على
الحافر من ألسُنها اللأعجية ، من ملازمَ مقصوصةٍ فملزوقة،أو من
خلال مطالعات حُطَّاب ليلٍ فردية متعجلة لبحوث مبتورة بتراً .
لدرجة أن لو هموا بدخول جحر ضبٍّ لاتبعناهم، بل سبقناهم إليه.

●》و الأغرب في ذلك نفوذ حملاتٍ مسعورةٍ لتحديث المناهج و
إمعانٌ و تمادٍ في تغريبها كما لو كانت تركةً متوارثةً عن (الاستدمار)
الأجنبي ، و لا سيما مناهجَ منذ مطلع قرنٍ و نيفٍ مضى، و هي مصممةٌ
بالمقام الأول لتمكين أولاد المصارين البيض من ذاوتٍ و أثرياءَ و نخبٍ
سياسيةٍ و طُغَمٍ إقطاعيةٍ من السيطرة على مقدراتأمةٍ بأسرها، خصماً
على شرف الانتماء إلى وطنٍ بلا مواطنةٍ ، و هويةٍ محمولةٍ جواً. فتجدنا
نترجم ما تلقيناه (تلقيناً) ثم نودعه بواطن ذاكرة خربة مفقودة، و بعفوية
و بتلقائية تتجلى في كتاباتٍ مختلسةٍ و في تعابيرَ مقتبسةٍ محنطةً
من مصادرَ و بيئاتٍ نائيةِ عنا كبعد ما بين المشرقين و المغرببن.

●》هذا انفصام حضاري له أعراض أخصاءٍ فكريٍّ و عقمٍ ثقافيٍّ مشوَّشٍ
عند كثيرين وقد تسبب في نقل تراكيب مجافية لمنطق اللغة و لغة المنطق،
دونما وعيٍ أو أدراك لأبعادها الحضارية و انعكاساتها السلبية.
************************
و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ