|
Re: كيزان قحت وأدب الاستوزار (Re: عمر التاج)
|
هذه الكراسي لها جاذبية أقوى من الجاذبية الأرضية بل اقوي من العقيدة والايمان.. ومن السهل ان يتخلى الجالس في الكرسي عن اخيه وأمه وابيه، وحزبه وثورته من أجل أن يبقى في الكرسي.. البشير ونميري باعا الأحزاب التي جاءت بهما للسلطة وقاما بايداع امناء تنظماتهما السجون والمشانق بسبب هذه الكراسي.. الجميعابي في حديث تلفزيوني طريف سأله المذيع عن سبب تخليه عن شيخه الترابي الذي كان يعتبر من تلاميذه المدللين، والارتماء في أحضان البشير الذي كان معروفا بالعداء والبغض له فاجاب: - بمجرد ما حدثت المفاصلة ذهبت إلى بيت الترابي وبايعته، ولكني ظللت في موقعي كمعتمد اتلقى تعليمات من شيخي المحبوب، إلا أن زارني البشير وخيرني بوضوح بين القصر أو المنشية، وإذا اخترت المنشية فعلي توديع المنصب.. قال فكرت قليلا وتذكرت هيبة المنصب، وسيارات الانذار والنجدة التي تسبق موكبي في كل مكان، وتجمع الناس حولي ومحاولتهم كسب ودي باي ثمن، ونعمة النثريات والخيرات ومقابلة اجعص مسؤول في مكتبي، ثم تخيلت نفسي كطبيب في عيادة خاصة نائية، انتظر مرضاي بفارق الصبر كي اتحصل على حق الفطور، واتصل بالميكانيكي كل يوم لكي يشغل لي سيارتي الخربة حتى انصرف بعد الدوام لبيتي احمل هموم نفسي والشارع.. قال: عندهم التفت راسي بصورة تلقائية للرئيس، ونطق لساني غصبا عني؛ انت الريس والامير انت يا فخامة الرئيس.. انتهى قول الجميعابي بتصرف.. الشاهد ان السلطة لا ذمة لها، وكل من دخلها لايخرج منها مهما بلغ سوءه الا محمولا الي السجون، ولعل الرئيس السوداني الوحيد الذي لم تزد الأسعار في عهده ولم ينخفض سعر الجنيه ابدا هو الفريق عوض اب نعوف؛ وذلك لقصر فترته ورغم ذلك لا يكاد يذكره الناس، عوض اب نعوف وعبد الرحمن سوار الدهب جاءت من رحم المؤسسة العسكرية القاسية ورغم ذلك تنازلا طوعا عن الكراسي ولم تزدهم الا اوضعا ولم يزيدا البلد الا خيرا؛ فما بالنا ياناس يتأخر حال البلد كل ساعة معهم وهم يمسكون بنواصي الكراسي ويقولون اننا في الطريق الصحيح.. ولتكن بداية دراستنا للثلاثي: - رئيس مجلس الوزراء - وزير المالية - وزير التجارة والصناعة
|
|
|
|
|
|
|
|
|