♧ من روائعِ (قِلَّة) أدبِ عمِّنا الطيب صالح £

● لم تكن الفتاة تتحدث معي عن ذكرى لشيء ما،
كل دايناميكا منطق طببعة الأشياء قد ضاعت سدًى
من ذاكرتها ااخربة المفقودة، لا شيء تبحث عنه، و إن
بحثت فهي لا تعرف ما هو و إن وُجد كان هلاماً.
● في زحام المولد النبوي الشربف،وقعت عينها قدراً،
لا مصادفةً على ملامح رجلٍ متجهمٍ غليظ التجاعيد كيومٍ
عبوس قمطريرٍ ، يضع شالاً و عمامة و يشبه عمها من دمها
و شحمها و لحمها ذاك الذي يتراءى لها أنه سطى بليلٍ على بكارتها
لئدَ طفولتها في [مهدها] و السهرُ حُمَّى و العباد هجودٌ و الناس نيامٌ ،
صوته مبحوحٌ قليلًا هو صوته ، في يده سبحةٌ يهزها بأصابعه الهزة
نفسها كقلب العابد من الرُّهبان أصابع عمها، فإذا بالذكرى كالعملاق
النائم يصحو في أعماقها ، غالها تمامن أن تجول ببصرها عن ذلك
الكائن الحي ، كان من عمر عمها، يقرأ القرآن، و يتحدث عن
الذات إلاه العالمين وعن سجايا رسوله النبي الأمي
الأمين كما لو كان شيخاً للغَفَر [خولي أنفار] .