//السودان والأربعون مليون حرامي بقلم / دفع الله ود الاصيل!!//السودان والأربعون مليون حرامي بقلم / دفع الله ود الاصيل!!]
▪سلام عم جقود. و تسمح لينا مرة تانية بالعبور من هنا.
و إليك بهذه القصاصة لعلها تنفع أيضاً. و قد اقتطفتها لك
من الرابط أعلاه و هو مركون بحيث لم يأتيه المتاوقون
من بين يديه و لا من تحت إبطيه.
● فلقد حز في نفسي و غصَّ في كبِدي ككل مرة
و تقهقرت بي الذاكرة زهاء ثلاثين سنة عندما زارنا في
أرياف الجزيرة و فد رفيع من نظرائنا الفلاحين من مروج
براري كندا الخضراء . سلكوا إلينا طريق الخرطوم - مدني.
و قد ذُهِل هؤلاء حقاً لما تجمع أمام ناظريهم من زحامات هائلة
من الأضاد و بانوراما من المتناقضات ؛ و هم يشاهدون سليل الفراديس، نهر النيل الخالد يشق عباب الوهاد و على ضفتيه
جِيَفٌ و رِمَمٌ لبهائمَ نافقةٍ من الجوع والعطش . فيما كان أولئك
الواهمون يهيئون انفسهم لأن يعثروا على آثارٍ ضاربة أطنابها في عمق التاريخ لحضارتنا الكوشية التليدة ولَّا حتى السلطنة البرقاء ؛ تكون ربما شيدت على أطلالها طفراتٌ عمرانية شامخةٌ لتناطح هامات السحاب ؛ و لعلهم منوا النفس بمشاهدة غاباتٍ كثيفة من جنان شِعْبِ بَوُان ، بحيث لو سار فيها نبي الله سليمان لسار فيها بِتُرْجُمانَ. تكون ملأى بعناقيد الفاكهة المدارية تحملها
قنوان دانية قطوفها على جانبي الطريق. و لكنهم للأسف إنما صدموا و عادوا أدراجهم محبطين. حالهم كحال كل زائرٍ لبلدنا
الحبوب هذا من بلاد عرفت كيف تكرم الضيف على طريقتها الخاصة و كيف تحتحت جيوبه بمحض رضاه، و لو كانت
تلك البلاد واقعةً على مقربة منا في عز فيافي الربع الخالي.
(عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 02-26-2020, 12:38 PM)
(عدل بواسطة دفع الله ود الأصيل on 02-27-2020, 07:09 AM)