♧ تراثيات و كنوز من سحارة حبوبة عجوز π

¤من أين اتت كلمة ( بالميت كدا ) !!

● لغتنا الدارجة أو العامية لغةٌ (حيَّةٌ) من الطراز الأول
و ست اللهيج السكري مافيش اتنين تلاتة . و لكن نجد
بها عباراتٍ قد يُشكِل فهمها على الغرباء و تحتاج للتفسير
و التأصيل و في ذلك تصادفنا بعض اللطائف، و منها عبارة:
"المَيْتِ" بياءٍ حرفِ لين، يعني: الشبعان مَوْت و ليس المَيِّت
بياء مشددةٍ كما هو خطؤنا الشائع بنطقها أي من كُتِب عليه
الموتلقوله تتالى بسورة الزُّمَر{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } .
● فقد درج الناس على استخدام العبارة لدى تقديهم أو سؤألهم
عن تقدير قيمة شئ ما، أو عدده أو حجمه معين كقول أحدهم
على سبيل المثال : هذه البقرة ثمنها بالميت مية و خمسين جنيه
طبعن بالقديم جدن، و دا كان سعر فلكي ، يساوي ثقلها ذهباً كبقرة
بني إسرائيل ؛ أو سؤال: بتيع لينا بضاعتك دي بالميت كدا بكَم!¿
أو سوف يعود فلانٌ من طفشان اغترابه بالميت كدا بعد كم سنة¿.
واضح من خلال السياق أن عبارة بالميت تعني: على أقل تقدير.
و لكن كيف نشأة هذه العبارة لتعبر عن مثل هذه المعاني؟

● لهذا الأمر تفسير عجيبٌ قد لا يبدو أن له علاقة رحمٍ أو
صلة عضوية من قرببٍ أو بعيدٍ بما درجنا على تداوله لا قولاً
و لا فهماً. فعندما عَرَف الناسُ في مدينة أمدرمان العريقة تجارة
بيع و شراء العقارات السكنية لأول مرة و كانت تجارةً مستحدثة
عليهم ، و كان أصحاب البيوت حديثي عهدٍ بها ؛ و كانت الناس في
تلك الحِقب من الزمان يدفنون أعزاءهم من الموتى في أرجاء منازلهم.
و عندما يرغب أهل بيتٍ معينٍ في بيع بيتهم فإن السماسرة الوسطاء
يعرضون عليهم سعرين : الأول و هو الأعلى في خالإذا قبلوا أن يأخذوا
موتاهم من المنزل أي : نبش قبره و نقل رفاته إلى حؤثما يرحلون ؛ فلم
تعُد لديهم بعدئذٍ أيةُ سبةٍ أو ذريعةٌ للعودة إلى العقار من قبيل التحجج
بزيارة قبور موتاهم؛ و الثمن الثاني هو الأقل في حالى إذا كانت الصفقة
تشمل قبر المَيْت أي 《بالميت》 قيمة البيت كذا و بدون الميت هي
كذا. فالكلام دا ليهو يجي بالميت كدا ، زي مية و عشرين سنة !!
🤗🤗