♧ تراثيات و كنوز من سحارة حبوبة عجوز π

® قصة كراع جادين π√
(15)
***{ تراث متواتر كابراً عن كابرٍ }+++
● ليه قاعدين لامن نسأل:و بعدين؟يقولولك:كراع جادين
يقال في أحد السفريات كان لوري شاحن كراتين مكرونة و فوق
الكراتين وعلى متنه عدد من الركاب متوجهين في هذه السفرية
الطويلة الشاقة عبر القفار اليباب ناحية تنقاسي بالولاية الشمالية
و قام (طشّ) اللوري من وجهته و تاه بين كثبان الرمال المتحركة
وضاعت عليه معالم الطريق حتي تعطل بهم اللوري و كانت المياه
متوفرة معهم و لكن مع مرور الوقت متثاقلاً قرصهم الجوع الشديد
بعد أن قضوا علي كل ما يؤكل .. فكر الكمساري (مساعد الحَلة) بأن
يظبط حَلة من المكرونة من الشحنة لسد الرمق و وافق الجلابي علي
ذلك و جهزوا كل الذي منو لتكاوين الوجبة . و لكن واجهتهم مشكلة
حطب(الويقود) حيث إن الكرتون تتلاشى ناره سريعاً كالهشيم . فبقى
ناقصم الحطب و لما كانوا بين قيزان الرمال و الصحراء القاحلة و لا وجود
لشجرةٍ أو عود وقف السائق حائراً في أمر الحطب و قال للكمساري المقولة
المشهورة التي تعبر عنا جميعنا حينما نحتار في أمرٍ ما. فقال له (و بعدين؟)
فرد عليه الكمساري ( كراع جادين ) وجادين هذا كان من ضمن الرُّكاب و هو
رجل مبتورةٌ إحد رجليه و لديه ساق خشبية يتوكؤ عليها و يهشُّ بها على
غنمه ، و لعل له فيها مآربُ أخرى . فتسلق الكمساري سيخ اللوري لكي يُقنعَ
صاحبنا جادين .. و طبعاً عمنا جادين كان زاتو جيعان مهوي زيو زي باقي
الجماعة و هو أصلن نشمي و سخي من نوع الفقرا البتقاسمو النبقة فبدون
كلام كتير طوالي تنازل لهم عن إحدى ساقيه. ثم طارت بها الأخبار و سارت
بها الركران ختى صارت المقولة مثلاً .. و بعدين، شنو؟ما كراع جادين!!