|
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اعاد لي جلوسي في القطار ذكريات السفر بالقطار في الماضي. تلك الأيام التي كان فيها السفر متعة و لكنها متعة ممزوجة بالمشقة و المعاناة..
معاناة في الحجز و في وجود مقعد و في الزحام و في الروح العدائية بين الركاب في بداية الرحلة بسبب التنافس على المقاعد و الزحام..
ثم رويدا رويدا تهدأ النفوس و تعود روح التسامح السودانية ترفرف فوق النفوس..و بعد أن يتم التعارف و تبادل معلومات السكن و معرفة فلان
و فلان تجيء اللحظة الدرامية حيث الوداع و الدعوات بالتوفيق..
قبل أن أصل شندي جلست بقربي ذات العشرين ربيعا كان خداها يحملان نقش (درب الطير) ذلك الوسم الذي طال عهدنا برؤيته في الخرطوم
و في الغربة..اعاد لي ذلك ذكريات مضين ...كنا نراه بين الفينة و الفينة في السفر و الترحال...كانت تدلل طفلها الذي كان في حوالي الثانية أو الثالثة..داعبتُه فابتسم .. - ما اسمه؟ -عبدالقادر جاءت عربة الضيافة التي تبيع المشروبات و السندويتشات اشتريت له بسكوت..فأخذه مبتسماً..
حقيقة أضفى عبدالقادر الصغير جواً عائلياً على تلك البقعة من العربة..
كانت أصوات النساء المسافرات و القادمات لنفس المناسبة و معهن أطفالهن، تأتي عبر صفوف المقاعد.. كانت تتخلل ضحكاتهن تعليقات
و ضحكات عريضة بينما ترتسم على محياهِن براءة قروية و بساطة طال عهدنا بها..
قالت ذهبن للخرطوم لحضور زواج..يبدو أن زيارتهن كانت قصيرة..
في محطة شندي كان نزولنا لشراء سندويتش و لاستطلاع المحطة التي كانت في الماضي تشتهر بالمناديل و الطواقي المطرزة و الفُراد
(جمع فردة) و التي كان يبدعها النقادة..و كذلك مشغولات السعف..
نزلت إلى المحطة و عيناي تتجولان في المحطة لمعرفة الفرق بين الماضي و الحاضر..
لازالت المحطة مكتظة بالبائعين و المسافرين.. خاصة أن القطار القادم من الخرطوم يتلاقى مع القطار القادم من عطبرة..
المحطة مكتظة بالبائعات الواقفات في صفوف مرتبة و أمام كل واحدة طاولة بها سندويتشات الفول و الطعمية و بعضها سلطة الباذنجان.. هذا ما التقطته عيناي في مسح سريع للمحطة..و أسرعت بركوب القطار و أنا أرى مجموعة الراكبات معنا في العربة ينزلن إلى المحطة
و هن يودعنني بابتسامة معرفة قصيرة و عابرة.
أثناء التوقف في محطة شندي تم استبدال طاقم الضيافة المكون من فتاتين تدفعان عربة تشبه عربة مضيفات الطائرة.. الشاي، العصير المياه،
المياه الغازية القهوة..الأسعار مناسبة..بل أقل من الخارج.
بعد نزول حوالي نصف الركاب في شندي صعد عدد قليل استأنف القطر رحلته.. و عدد المقاعد الخالية يفوق عدد المشغولة..
الآن...الساعة الواحدة و النصف و الوصول إلى وجهتي ..مدينة الدامر..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-12-20, 07:07 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-12-20, 07:20 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-12-20, 07:45 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-12-20, 09:17 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | علي عبدالوهاب عثمان | 02-12-20, 09:27 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | Ali Alkanzi | 02-13-20, 05:48 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-13-20, 06:23 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-17-20, 06:47 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-17-20, 07:11 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-17-20, 08:34 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-18-20, 09:44 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-19-20, 08:39 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | MOHAMMED ELSHEIKH | 02-19-20, 08:50 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 02-20-20, 05:56 AM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 11-10-23, 04:04 PM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 11-10-23, 04:30 PM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | Hassan Farah | 11-10-23, 05:25 PM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | محمد عبد الله الحسين | 11-10-23, 09:44 PM |
Re: أيام في السودان: زيارة قصيرة | Hassan Farah | 11-11-23, 04:50 AM |
|
|
|