المواجهة العسكرية بين الجيش والدعم السريع خيار فاقد للوطنية تماما يدفع نحوه تيار انقلابي كيزاني ظنا منه ان هذه المواجهة ضربة خاطفة ستفتح لهم طريق الاستيطان في السلطة ثلاثين عاما أخرى! اذا كان شعار الكيزان الخفي هو إما ان نحكم البلاد وإما ان نحرقها فعليهم ان يعلموا ان الحريق سيلتهمهم هم أولا ثم يتمدد لحريق البلاد التي تعذبت ما يكفي في جحيم حروبهم! اذكر الكيزان هنا بحكاية حسم تمرد دارفور في أسبوعين ورفع التمام للبشير وكيف تحولت الأسابيع إلى خمسة عشرة عاما ولم يتوقف النزيف حتى الان! يبدأ الحل الذي ينزع فتيل المواجهة بأن تقتنع قيادتا الجيش والدعم السريع باستحالة خيار الحكم العسكري في السودان، واقناعهما بذلك يجب أن يكون عبر تحرك شعبي كبير ومتحد ومتماسك حول هدف استراتيجي، حماية الوطن من الحرب وانجاح مسار الانتقال المدني الديمقراطي. يجب أن يدرك الدعم السريع ان بقائه كجيش مستقل إلى الابد مستحيل وان تكون وجهته هي توفيق أوضاعه بما يتناسب مع الدولة المدنية الديمقراطية التي لا مكان فيها الا لجيش مهني قومي واحد . ويجب أن يدرك الجيش ان محور الاختلاف معه ليس في هدف الجيش الواحد بل في الأجندة الكيزانية التي ترفع قضية الجيش الواحد كقميص عثمان ليس في إطار عملية شاملة وواقعية للإصلاح الأمني والعسكري وصولا إلى الدولة المدنية بل في إطار عودة الكيزان للسلطة عبر التخلص السريع من الدعم السريع مهما كان ثمن ذلك غاليا! المليشيات المسلحة هي لغم في طريق الديمقراطية، ولكن لو استلفنا منطق العمليات العسكرية، تكلفة زراعة اللغم الواحد لا تتجاوز العشرين دولارا، ولكن تكلفة نزع اللغم الواحد تتراوح بين الف وخمسمائة إلى الفي دولار! وبدون تحمل التكلفة الباهظة لنزع الألغام بصورة آمنة ستكون النتيجة انفجارها وتقطيع أوصال البشر وقتلهم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة