فنجرية من عطبرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 07:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2021, 08:11 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فنجرية من عطبرة

    07:11 PM August, 14 2021

    سودانيز اون لاين
    ابو جهينة-السعودية _ الرياض
    مكتبتى
    رابط مختصر





    هذه القصة ، أهديها إلى كل من زاملني في أتبرا الحبيبة ، حى القيقر وأم بكول والمزاد والداخلة ، وزملائي بقرية كنور والتميراب والدامر والعكد.
    زملاء لا زالت ذكراهم السرمدية تطلق بخور الصدق والإخلاص :
    ***


    إفتقدْتُه ليلة العيد ( صديقي أحمد )...
    و هي بالفعل بالنسبة لي ( وقفة ) قبل الولوج في إسترجاع شريط الذكريات.
    لم أجد ملابسه التي غسلها تحت ( ماسورة الحوش بصابونة حمام مهترءة ) و نشرها على حبل الغسيل..
    قلتُ ربما ذهب لقريبه الذي حدثني عنه ...قال أنه أتى خصيصاً من قرية ( كنور ) المتاخمة لأتبرا شمالاً ليقضي معه العيد.
    لم أقلق إلا عندما إفتقدْتُ حذائي الجديد الذي إدخرته ليوم العيد.
    الحذاء الذي جاءني هدية من قاهرة المعز ( جزمة أم رباط ).
    وجدتُ ورقة صغيرة مكان الحذاء ، كتب عليها ( لا تقلق ، إنتعلتُ الحذاء لأقابلها على الأقل بشيء جديد ، سأمشي مهلاً خوفاً على الحذاء رغم ضيقه ... كل سنة و إنت طيب و كذلك النعلات ) ...
    و بما أن أذواق الناس تختلف في الملبس و المأكل ، إلا أن صديقي ( أحمد ) أضاف لي بُعداً جديداً في سيرة الذوق .. رغم أنني أؤمن بالفكرة ، إلا أنه كالحال مع معظم النظريات التي نتشدق بها ، فإن التطبيق دونه خرط القتاد.
    فـ( أحمد ) شاب وسيم لأبعد الحدود.
    وسامته لا تخطؤها العين ...
    ممشوق طولا ، عريض المنكبين .. هاديء الطباع ... لا تفارقه بسمة ضيقة الإنفراج. رغم أن ( جعليته ) تبرز من حين لآخر عند بعض المنحنيات .. شراسة أو وقفة ( أخو إخوان )...
    عندما كان يسبح معنا في ( الأتبراوي ) كنا نتندر على الشعر الكثيف الذي يغطي جُل صدره قائلين :( إنت يا جنا راضع من غوريللا ؟ )
    ( كمال ) كان يمازحه قائلا : بالله شعر صدرك دة حقو تديهو لأخونا ( هاشم ) .. و الذي كان رأسه بلا شعر تماماً ..
    كنا نغار منه .. لأنه كان قِبلة فتيات ( الكمبوني ) و مدرسة ( الأقباط ) ..
    كان شاغل الفتيات افي ( شارع الري ) .. و ( السودنة ) ...
    عندما نكون برفقته ، كنا نشعر كأننا نرافق شخصاً مهماً ، أو كأننا حرس في معية أمير ...
    ثم ألجمتْ الدهشة ألسنتنا عندما عرفنا أن ( أحمد ) يهيم عشقاً بـ ( شادية ) ..
    شادية ؟؟؟؟
    قلناها في صوت واحد و نحن نحاول أن نستجلب صورتها في مخيلتنا ..
    كانت فتاة كثيرة الصمت ..
    منزوية ...
    من المدرسة إلى البيت و بالعكس ...
    تجلس في أي حفلة في الصفوف الخلفية حتى و إن كان الحفل يخص أقربائها ...
    تزين ( الشلخات ) خديها .. في خطوط غائرة ..
    حظها من الجمال لم يكن كبيراً .. و لكن بها مسحة من فتنة و إثارة.
    ( و الله بنية تسوى تُقْلها دهب ) .. تقولها جدتها مواسية لها ...
    أما مكنونات أحمد ... فلم نستطع أن نغوص في أعماقها لنعرف سر تعلقه الشديد بها ...
    قتلتْنا الغيرة و الغيظ معاً ..
    ففتاة مثل ( سلوى ) زينة فتيات الحى .. لا تزال تتمنى مجرد نظرة من ( أحمد ) ...
    بينما أحمد يترك الشارع الذي تمشي فيه .. و نحن كانت تكفينا نصف إبتسامة من ( سلوى ) ..
    ثم يهرع ( أحمد ) بتوقيت لا يخطيء لمقابلة ( شادية ) ... يبثها نجواه .. و هي مطأطأة الرأس تكاد دماء الخجل تنفر من جداول شلخاتها الغائرة ..
    غزل شاب كأحمد .. لفتاة في مثل جمالها المتواضع .. جعلها باديء الأمر ترتاب في نواياه ...
    فدونه الغيد الحسان اللائي يرتمين عليه و يتهافتْن عليه تهافت الذباب على ضوء ( رتينة ) ..
    فما الذي يجعله يهرول نحوها كلما رآها ؟ و لم هذا الغزل المبطن و الصريح ؟
    و لكن بمرور الزمن ، وقف قرنا إستشعار الأنثى في قلب ( شادية ) ..
    فالأنثى .. كل أنثى تعرف ذبذبات الصدق بين عشرات رجْع صدى الأفك و الدجل و معسول الكلام ..
    و الأنثى كل أنثى ، لها ( رادار ) تعرف به خلجات هذا الذي أمامها ..
    و رغم كل الإشارات السالبة أو الموجبة ، فأحياناً يطغى الحب على كل هذا و ذاك ..
    في جلسة مكاشفة في إحدى حفلات ( أتبرا ) التي كانت تملؤها ضجيجاً ( فرقة دانة ) ..
    إنفردتْ ( سلوى ) بأحمد ، تذكره بحبها الذي منعها من مواصلة الدراسة إنتظاراً له فارساً يأتي على صهوة جواد ( أو على سرج عجلة .. ما بتفْرِق ) .. ثم إنحرفتْ قليلاً ( لتشنف و تَنْتِف ريش ) هذه التي إسمها ( شادية ) :
    بالله ال عاجبك فيها شنو ؟ حاجة غريبة جداً .. زول في وسامتك يحب واحدة زى ( شادية ) ؟ و الله دي ....
    لم يجعلها أحمد تكمل .. فإنتهرها قائلاً : و الله إنت ما تسوي تراب رجليها ...
    جفلتْ ( سلوى ) ... ثم هرولتْ لا تلوي على شيء ... ثم إرتمتْ على صويحباتها قائلة و هي تتشنج : دي أكيد عاملة ليهو عمل ...
    لم تدم مناورات ( سلوى ) طويلا ...
    رغم أنها إستعملت كل أسلحتها الهجومية ..
    فتارة تروج لإشاعة ( عمل الفقرا )
    و تارة أخرى تقول أن أحمد يريد أن ( يقضي منها وطراً و ينسحب ) ..
    و تزداد رقعة إشاعاتها لتعم الحي و المدرسة ..
    و أحياناً تقول أن ( شادية ) تُذَكِّر أحمد بجدته التي قامت بتربيته إبان مرض والدته .. و لأنها ( كانت مشلخة ) فقد علِقتْ صورتها بذهنه منذئذ... و بالتالي فهو يهوى كل ذات شلْخ ...
    قال ( عبد القادر ) و هو يضحك ضحكته الجهورية : طيب تعالي أنَّشّلخك .. و الله جضيماتك ال متل القريبفروت دي علا أخليهن يشيلن ستة شلخات في كل جضم.
    لم تدم كل إرهاصات ( سلوى ) طويلاً ..
    فقد تقدم أحمد رسميا و طلب يد ( شادية )
    بدأ أهله ( بقولة الخير )
    ثم أعقبوها مباشرة بطقوس الزواج ..
    فإنطلقتْ الزغاريد من بيت ( شادية ) معلنة تتويج قصة حب أحمد و شادية ..
    هذا الحب الذي لم تبذل فيه ( شادية ) أي عناء .. فلم تلهث مع اللاهثات خلفه ..,و لم تحاول مجرد محاولة في سبيل لقياه.
    حتى جمالها المتواضع جداً لم يجعلها تتطاول فخراً أو مكابرة لنديداتها أمثال ( سلوى ) ..
    تقبَّلتْ الأمر و كأنه شيئاً كان لا بد له من الحدوث ...
    ثقتها بنفسها كان محور حديثنا طيلة أيام العرس.
    ( سلوى ) كانت كالمذهولة ...
    تقول صويحباتها أنها ليلة العرس إنتقلتْ إلى حي ( أم بكول ) لدى إحدى قريباتها حتى لا تسمع وقع المعازف وزخات الزغاريد ...
    في محطة أتبرا عندما ودعناهما لينطلق إلى شهر عسله بالعاصمة ...
    قال له أحد الزملاء هامساً : عليك الله إنت جادي ؟
    فقال أحمد كأنه يتحدث عن شيء آخر : في شنو جادي ؟
    قال له : إنت حسع واثق إنك حتعيش مع ( شادية ) دي بقية عمرك ؟
    فأرغى أحمد و أزبد ... و هاج و ماج ... و جعل المسافرين و المودعين يتاوقون لمعرفة هذا الهرج ...
    ثم أردف : روحوا أنتو إتزوجوا ( سلوى ) و رفيقاتا ...ناس عينا فارغة
    ثم دلف إلى (القمرة ) التي تقبع بها ملهمته بالدرجة الأولى ...
    أطلَّا من النافذة يلوحان لنا بإتسامتين عريضتين ..
    عندما إنطلق القطار مطلقاً صافرته ...
    كانت صورة أحمد و ( شادية ) تطل كــ( بورتريه ) ضخم معلق على آخر عربة في القطار ... و كأن ( لسان شادية ممدود لنا في شماتة ) ...






                  

العنوان الكاتب Date
فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-14-21, 08:11 PM
  Re: فنجرية من عطبرة بسمات الشيخ08-15-21, 00:11 AM
    Re: فنجرية من عطبرة علي عبدالوهاب عثمان08-15-21, 07:36 AM
      Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-15-21, 01:25 PM
      Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-15-21, 01:28 PM
        Re: فنجرية من عطبرة بسمات الشيخ08-15-21, 06:57 PM
          Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-15-21, 10:46 PM
            Re: فنجرية من عطبرة بسمات الشيخ08-16-21, 03:40 PM
              Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-18-21, 01:56 PM
        Re: فنجرية من عطبرة محمد حمزة الحسين08-17-21, 11:28 AM
          Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-17-21, 01:11 PM
            Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-17-21, 01:12 PM
              Re: فنجرية من عطبرة بسمات الشيخ08-17-21, 05:48 PM
                Re: فنجرية من عطبرة بسمات الشيخ08-18-21, 03:38 AM
                  Re: فنجرية من عطبرة Osman Musa08-18-21, 08:24 AM
                    Re: فنجرية من عطبرة ANWAR SAYED IBRAHIM08-18-21, 01:11 PM
                    Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-18-21, 02:00 PM
                  Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-18-21, 01:58 PM
                    Re: فنجرية من عطبرة ابو جهينة08-18-21, 02:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de