انتقال العاصمه ام العواصم النوعيه ؟ لاسباب لامجال للخوض فيها تفصيلا من انعدام للبنى التحتيه والخدمات الاساسيه فى اطراف البلاد حدثت عمليه الهجره نحو المدن وبشكل اساسى نحو العاصمه لتوفر الخدمات الاساسيه من صحه وتعليم ومياه نظيفه وكهرباء ومواصلات ..الخ حتى استقر فيها مابين ربع الى ثلث عدد سكان السودان الكلى وحدث ضغط على انظمه الخدمات -صحه وتعليم-والبنى الاساسيه -مياه وكهرباءومواصلات- لدرجه الانهاك والانهيار احيانا وحتى الوضع البيئى بلغ حد من التردى لايصلح لاى تجمع بشرى مدينه كانت او قريه. لذلك تعالت فى الفتره الاخيره اصوات تدعو لانتقال العاصمه من الخرطوم لمدينه اخرى او بناء عاصمه جديده.ربما تقليدا لدول دون نظر عميق لواقع وخصوصيه السودان ومن ثم تقديم طرح يتسق مع هذه الخصوصيه. بحثا عن المعالجه الافضل فى البدايه ننظر لامكانات السودان المتراوحه بين الزراعه والثروه الحيوانيه والسياحه والتعدين كانشطه اقتصاديه اوليه ومايتبعها من صناعات تقوم على اساسها.عليه نجد ان كل ولايه وعاصمتها بالضروره لها خصوصيتها الاقتصاديه حسب مواردها والنشاط البشرى الانتاجى او التجارى فالقضارف لها خصوصيه تميزها عن الابيض اوسواكن او كريمه او مدنى مثلا وطالما كانت اولويه قضايا السودان هى قضيه السودان قضيه تنميه ونهضه قبل ان تكون بحث عن عاصمه وكل قرش البلد فى حاجه اليه فى مجالى التنميه والخدمات . عليه بدلا عن التركيز على العاصمه السياسيه والاداريه من الافضل التحول الى مايعرف بالعواصم النوعيه بحيث تصبح عواصم الولايات عواصم نوعيه للسودان حسب مواردها وانشطتها الانتاجيه (صناعه-زراعه ..الخ) والتجاريه.....الخ بحيث تكون التنميه فى الولايات متوازيه مع اختلاف العطاء النوعى واسهام كل ولايه فى الاقتصاد الوطنى وبالضروره تكون احد اهم ركائز التنميه هى اسهام الجامعات الولائيه بواسطه كوادرها وبرامجها الاكاديميه ومسئوليتها المجتمعيه وقد يبدو الامر على قدر من الصعوبه لكن العكس هو الصحيح ان نظام الحكم - النظام الاتحادى- القائم على تقصير الظل الادارى ومساحه اكبر للولايات لاداره وحكم ولاياتهم فبالتالى المسئوليه تقع على عاتق شعوب هذه الولايات مسئوليه تمارس حقها فى حكم ولاياتها وسن تشريعاتهم الخاصه الهادفه لتطوير ولاياتهم اعتمادا على مواردهم وانشطتهم الاقتصاديه اما فى السودان يجب توجيه الجهود لتعزيز وتطوير فكره العواصم النوعيه حتى تعم الفائده على عموم الوطن بخلاف فكره التركيز على الصرف على العاصمه الاداريه والسياسيه وتوجيه الانظار والانتباه والصرف عليها لا لشىء الا لتكون الواجهه جميله لوطن متهالك..عليه تكون عواصم الولايات اما عاصمه زراعه محصول ما او صناعات انتاج حيوانى او زراعى او صناعات ثقيله او سياحه او فن ...الخ وجه اخر فكره نقل العاصمه ستكون باب صراع جديد بين الجهات والقبائل عبر ولاياتهم لتكون العاصمه فى منطقته . هل البلد فى حاجه لفتح باب صراع جديد وخلاف ؟ يجب على المثقفين والنخب اغلاقه وطرح رؤى تعزز الوحده الوطنيه وفكره السودانويه. لو تحققت فكره العواصم النوعيه تلقائيا ستحدث هجره عكسيه للاقاليم ليكونو جزء من تنميتها وبينتها الاساسيه خدمات وتنميه وبدل الصرف على عاصمه جديده تقليدا لمصر او خلافها يمكن العمل الخرطوم تاهيلا واعاده تخطيط لا اكثر لتستمر عاصمه للبلاد لموقعها المتوسط بين اطراف البلاد ويكون دورها لايتعدى كونها عاصمه سياسيه واداريه لاغير. مسئوليه التنميه المتوازيه بتعزيز فكره العواصم النوعيه لاتتم الابحاله وعى عام ومثابره لجهاز الدوله لتنفيذ الخطوات اللازمه للانتقال لهذه المرحله من تطور الدوله بنجاح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Asim Ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست