يُحكى أن رجلاً من قبيلة "النوير" هزيل البنية، قد أصرّ على الخروج للصيد مع أشاوس قبيلته، برغم نصحهم له بأن هناك "موك" أو فحل من الثيران شديد المراس، ويقاتل من أجل قطيعه بضراوة، وحذروه من مغبة لحاقه به وصرعه أياه، إلا أنه أصر انتصاراً لكبريائه على الخروج، فخرج معهم. في المرعى الكبير وحين أصبح العشب أقل من قامة الرجل، ظهر قطيع من الجواميس يتقدمه ثور بحجم عربة نصف نقل، له قرنان كأبراج كوبرا الكويتية، وهو يقرض العشب كدراسة القمح، وينفث زفيره في الهواء كوابور الديزل التي نفذ منها زيت المحرك. الصيادون في العادة لا يحفلون به بل يتحاشونه، لينقضوا على صغار الجواميس الإناث ويأخذونها خلسة للتربية داخل مضاربهم. غير أن صديقنا الهزيل أخذته العزة بالحمق، فصاح وهو رافع رمحه في الهواء: "موك موك" ومن ثم هرع نحو الفحل، وسط دهشة توجس الصيادين، وما إن وصل عنده حتى استقبله الفحل بنفخة في الهواء أردته على ظهره، ليحاول النهوض بعدها والهرب، فيعالجه الفحل بغرس قرنه في مؤخرة الرجل الهزيلة ملوحاً به في الهواء، ثم يقذف به وسط رفقائه كحزمة قش الأرز اليابسة. في اليوم التالي مازحه "المك" كبير القبيلة بأن هلا خرجت مع الصيادين اليوم؟ فكان رده:
ci mok liel ngic ! شي موك لايل نيتچ ! وتعني بلغة النوير "لا يُوخز الرجل من قرن مرتين".
العنوان
الكاتب
Date
في اليوم العالمي للغات الأم: هل يعوم السوق على عوم الجنيه؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة