فى التاسع عشر من شهر ديسمبر من كل عام تحل ذكري اغتيال شهيد النوبة العريس مجدي محجوب محمد احمد الذى كان اول قربان لحكم الإنقاذ العضوض في 19/12/1989 حيث دشن به الدكتاتور عمر حسن احمد البشير وعراب الاسلام السياسي المقبور الترابي عهدهم الظلامى فبطشوا اول أمرهم بفتية ثلاث يرمزون الى ثلاث مكونات يمثلون النوبة والأقباط والجنوبيين (النوبى مجدى والقبطى جرجس والجنوبى أركانجلو) في ايحاء واضح ومقصود بأن هذا الثلاثي الذي قد يشكل خطرا على انقلابهم العسكري في إهاب ديني... لقد كان اختيارهم للضحايا من النوبة والأقباط وجنوب السودان عن عمد وتدبير لإرهاب المجموعات الثلاث التى اعتبروها مناوئة للتطرف الإسلاموى... فوقع الدكتاتور عمر حسن احمد البشير بيده أمر الإعدام عليهم غدرا وهو المسؤول الأول عن اغتيالهم وبإيعاز من شيخه وأزلام نظام الهوس الديني الذي نكل بالملايين في جنوب الوطن حتى انشطر .. لن ينسى الشعب من فتحوا بوابة القتل والإغتيال ... القتلة صلاح كرار وابراهيم شمس الدين واعضاء المحكمة العسكرية المكونة من: 1. المقدم (وقتها) عثمان خليفة مهندس من القوات الجوية رئيسا. (تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ) 2. الرائد/ حسن صالح بريمه بسلاح الطيران عضوا ( لواء أركانحرب بنفس السلاح) 3. النقيب مهندس/ يوسف آدم نورين- عضوا
يصادف يوم التاسع عشر من ديسمبر 2014 الذكري الثالثة والثلاثون لإغتيال شهيد النوبة مجدي محجوب محمد احمد أول شهداء عهد عصابة نظام الإنقاذ بتهمة الإتجار بالعملة حيث داهموا منزل اسرته وفتحوا خزانة والده المرحوم التى ظلت مغلقة منذ ثلاث سنوات فى انتظار تجمع افراد اسرة المرحوم الموجودين فى الخارج ولم يكن الشهيد مجدى يعلم ما بداخل الخزنة.. وكل المبالغ التى قاموا بمصادرتها ونهبها كانت: 115000 دولار امريكى 4000 ريال سعودى 2000 جنيه مصرى 11000 بر اثيوبى 750000 جنيه سودانى
تم نشر خبر إعدام مجدي في الصحف قبل يوم من إعدامه ورفض الإستئناف المقدم من محاميه الاستاذ عبد الحليم الطاهر وكتب رئيس القضاء إبن النوبه الكوز جلال الدين محمد احمد ما يلي في قراره (” أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام .” وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)...
أحضر (الملف) الخاص بمجدي الي السجن الرائد إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة .. أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث تم التنفيذ ..(وقد مات إبراهيم شمس الدين بطريقة بشعة وقيل انه تمت تصفيته)..
تم عمل جنازة مهيبة للشهيد مجدي بالنادي النوبي وقامت المناضلة الراحلة سعاد إبراهيم أحمد بخضابه بالحناء وزف الي المقابر عريسا للنوبة وسط إجراءات امنية مشددة وحضور كثيف وإصرار عنيد من كل النوبيين !!
ستسأل يا عمر البشير فى الدنيا قبل الآخرة عن سبب إغتيالك للشهيد مجدى محجوب ورفاقه وأموالهم التى نهبتموها علانية فى رابعة النهاروستحاسب على هذا الظلم الفادح الذى لا ولن تجرؤ على الإشارة اليه خوفا ورهبة... هذه المناحة هى مناحة غضب ... ومناحة رفض للإذلال والإهانة التى الحقتها بالنوبيين والأقباط والجنوبيين الذين أرغمتهم على الإنفصال لفرض اسلامك السياسى على الشمال وانتهيت الى ما نحن عليه الآن من دمار شامل للسودان وانت طريد العدالة الدولية قبل العدالة الإلهية... المناحة الكوشية ... مناحة كل شعوب السودان الكوشية التى بدأت تصطف لاستعادة وطنها من شذاذ الآفاق... المناحة الكوشيَّة إهداء إلى الفتى الشهيد/ مجدى محجوب ورفاقه الشهداء وكل أزهار السودان التى احترقت قبل الأوان...
المناحة الكوشية
قتلوك يا وِلداهُ.. يا حُباهُ.. ليس الحب يقتل فرحلت كالأيام .. كالأحلام .. ليت الظلمَ يرحل يا أيها الكوشىُّ كانوا هم عُراةَ الفكر حين أتوك غِيلة فرحلت أنت عن المكان .. عن الزمان.. عن الحبيبة والقبيلة أزِفَ الرحيلُ وأمك الثكلَى تعد لك الحريرة والضريرة والعديلة هجم التتار عليك والخرطوم حبلى بالأغانى والأمانى المستحيلة ********* ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار فى عهد التتار؟ ماذا تبقى غيرَ قبضِ الريح فى الزمنِ البَوار؟ كيف الظلام أتى إلى السودان .. صادر شمسَه الغِيلانُ فى وضح النهار؟ ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟ أين الملوكُ ذوى الدفوف أين الاُلَى نقشوا على الصخر الحروف!! وأين ترهاقا النبيل؟ أين الجواد بروحه عبدالفضيل؟ أين الشفيعُ وصحبُه .. أين الشموخُ العبقرىّْ أين الامامُ وأين عبدالخالق المحجوبِ .. أين الأزهرىّْ؟ أين الفتى عبداللطيفُ .. وأين جوزيف العفيف؟ ذاك الفتى الأبنوسُ ذو الظل الخفيف أين القوامُ السمهرى؟ ******** هجم التتارُ ولم تفرِّخ في الديار إوزَّةٌ أو عَمَّ نيل ويّحي على السودان زاغَ من المدارِ إلى الفراغِ بلا وداعٍ أو عويل والناس ما برزوا لسارِقه وما امتشقوا الصقيل ويّحي على حلفا .. على شجر النخيل أبكى على نفسى .. على الصمت الطويل أبكى على امْ درمانَ أم أبكى هوى عزَّ الخليل؟ ********* يا حسرتى ! أبكى على من يا ترى! أبكى على ذاك الذى ترك البلاد مهاجرا أو من قضى خلف السجون مثابرا من دكَّ عرشَ الظلمِ هزَّ منابرا ومن استمات على المبادئ صابرا أبكيهُ محمودَ الخصالِ وثائرا من سار نحو الموت عملاقا وحلَّق طائرا أبكى على من يا ترى! أبكى على أُسدِ الشَرَى أبكى على المكِّ العظيمِ إذْ انبرى ركلَ المهانةَ وازدرى حرقَ الدخيلَ بجيشه لما افترى أبكى على سكك الحديد وعطبرة أبكى على وطن تمدد فى الثرى متسربلا بجراحه حتّام يشكو للورى! ********** لو جنة الخلدِ اليمنْ لا يعدل السودان وطن روض حوى من كل فن النيل والروض الأغن أنا آه من حب الوطن قد هدَّنى.. هدَّ البدن ********* قُمْ أيها الكوشىُّ كالعنقاءِ من قلبِ الرمادِ واستنهضِ التاريخَ والأمجادَ منْ وادٍ لوادِ قمْ زلزلِ الأرضَ الرحيبةَ إنها حُبلى بزادٍ .. أىُّ زادِ وتماسكى يا أم مجدي.. كلنا مجدي وحبك فى ازديادِ هزِّى جريدَ النخلِ نأتى فوقَ صافنةِ الجيادِ بالطارِ والجرجارِ والطنبورِ ترقصُ كلُّ فاتنةٍ لمجدي فى بلادى لا وقتَ للأحزانِ لا تتوشحى ثوبَ الحدادِ هاتى أناشيد النضالِ فكل قافيَّة تنادى: هذا عريسُ المجدِ يشمخُ فوق هاماتِ الأعادى *********** لا تجزَعى أمَّاهُ لو طال الحصار لن تنحنى تلك الجباهُ الشامخاتُ كما المنار لن تنحنى للإنكشار ولى زمان الانكسار لا تفزعى أختاهُ من جند التتار فغدا يعود فتاكِ من خلف البحار كالغيم كالرعد المزمجر.. للديار سيعود للخرطومِ فارسُها وينقشع الغبار عن عاشقينِ تعانقا فى انبهار وتعاتبا فى مقرن النيلين فى وضح النهار لا تجزعى أماه لو طال الحصار فغدا سينهزم التتار ويحقق السودان أروع انتصار ********** سيَّانَ عند الموتِ قزمٌ أو مليك وغدا سينهزمُ التتارُ وأنت تبقى رغمَ أنفِ القاتليك جرحا يضيء الدرب للفجر الوشيك ********* وِلداهُ أنت هنا ستبقى رغم أنف الظلم حيا وسيذهبون كما الدخان .. كما الهبوب وأنت تحيا لحنا طفوليا تردده الحناجر للفتى السمح المحيا *************** هذه القصيدة تنشر كل عام فى ذكرى استشهاد مجدى محجوب ورفاقه حتى يتم الإقتصاص للشهداء نورالدين منان / الولايات المتحدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة