يجمع غالبية أهل السودان بأن ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك، وعبر المجلس الأعلى لنظارات البجا، كان هو سبباً رئيسياً من أسباب وقوع انقلاب ٢٥أكتوبر، ولأنه وأنصاره هم من لعبوا دور تطويق الخناق على رقبة حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، عندما قاموا بإغلاق الشرق في سبتمبر ٢٠٢١ محرضين العسكر باستلام السلطة كاملة وحل حكومة حمدوك وإلغاء مسار الشرق في سلام جوبا.
وكان واضحاً ومنذ بداية التغيير في أبريل ٢٠١٩، بأن الناظر ترك يكن عداء واضحاً ضد الثورة وحاضنتها السياسية من قوى الثورة الممثلة آنذاك في الحرية والتغيير.
ثم وجد الناظر ترك السانحة مواتية لتشكيل جبهة ضغط من الإقليم الشرقي، بعد نجاح مفاوضات السلام في جوبا في ٢٠٢٠؛ والتي فتحت في الاتفاقية مساراً للشرق وضمنت بنوده ضمن اتفاق سلام جوبا المعترف به دوليا واقليميا. برز الناظر ترك رافضاً مسار الشرق في اتفاق جوبا، ورافضاً لأية نداءات تدعو إلى عقد مؤتمر لمكونات الشرق تكون توصياته بمثابة تعزيز لمسار الشرق في الاتفاق.
مراقبون ونشطاء وصفوا وقتها، بأن الناظر ترك ترتبط مصالحه مع المنظومة البائدة ولذلك هو يقف بشدة ضد إحداث أية متغيرات تعيد تشكيل الخارطة المجتمعية والسياسية القديمة لشرق السودان.
وأن الناظر ترك استفاد من حالة التساهل والدلال التي ظهر بها المكون العسكري حيال تعامله مع أعمال التصعيد التي يقوم بها الناظر ترك وأنصاره، وفي وقت لم تتوانى قوات ذات المؤسسة العسكرية من إنزال كل أنواع القمع والبطش لأية حراك ثوري سلمي داخل الخرطوم وبقية المدن رافض لتوجهات المؤسسة العسكرية.
اشترك الناظر ترك وأنصاره في كل الأعمال التصعيدية الهادفة لإسقاط حكومة حمدوك والداعية لتفويض المؤسسة العسكرية لاستلام السلطة . وكان آخرها قيام الناظر ترك وأنصاره بإغلاق الشرق في سبتمبر ٢٠٢١ ، ثم تأييدهم المطلق لاعتصام القصر المعروف باعتصام “الموز”؛ والذي منح الغطاء السياسي لانقلاب ٢٥ أكتوبر. وبالطبع ساهم انقلاب ٢٥ أكتوبر في إفشال الدولة السودانية على كافة المستويات على نحو لم يكن مسبوقاً من قبل، وهو ذات الانقلاب الذي أعاد السودان لخانة العزلة الدولية، وعجز قادته من تشكيل حكومة تنفيذية بعد أن اغرقوا البلاد في بحور من دماء السودانيين، بلغ فقط قتلى التظاهرات نحو ١٢٥ شهيدا.
وها هو الناظر ترك لم يجد له مقعدا في معاداة قوى الثورة غير مقعده في مجموعة الكتلة الديمقراطية التي ترفض العملية السياسية وتهدد باسقاطها. حيث قرر المجلس الأعلى لنظارات البجا ــ جناح ناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك، إغلاق شرق السودان بالتزامن مع توقيع الاتفاق الإطاري السبت المقبل، وعقد مجلس البجا، الثلاثاء، اجتماعا، في بور تسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، شرقي السودان.
وقال في بيان، اطلعت عليه ” الجريدة”، إنه قرر إبلاغ وكلاء الترحيل والسفريات والمؤسسات بأنه سيغلق كافة مداخل ومخارج إقليم شرق السودان، ليوم واحد، في الأول من أبريل.
وشدد على أن العملية السياسية الجارية لا يمكن أن تمضي دون حل قضايا شرق السودان، داعيا الجيش والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات العامة للوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
الجدير بالذكر أن الاتفاق الاطاري نص على تسليم السُّلطة إلى المدنيين بعد إجراء نقاشات واسعة حول 5 قضايا. وتتمثل هذه القضايا في حل أزمة الشرق وتقييم اتفاق السلام والعدالة الانتقالية وتفكيك بنية النظام السابق وإصلاح القطاع الأمني والعسكري، حيث عقدت ورش لأربع من القضايا.
وأوصت ورشة، نُظمت في سياق العملية السياسية، بتنفيذ مسار الشرق وتنظيم مؤتمر سياسي شامل لحل خلافات أطراف شرق السودان برعاية الحكومة المدنية المرتقبة ، لكن مجموعة ترك التي التحقت بالكتلة الديمقراطية رفضت الالتحاق بهذا الاتفاق، وهو ذات الأمر الذي يجعل الآن مجالس المدن في السودان تتساءل عن من يقنع الناظر ترك بأن شرق السودان ليس مملوكاً له وأنصاره دون بقية مكونات الشرق، ومن يقنع المؤسسة العسكرية بأن أهل السودان يستهجنون عدم قدرة الدولة على تحرير إقليم الشرق من حاكمية اوحادية للناظر ترك !!.
الجريدة
03-30-2023, 09:31 PM
صديق مهدى على
صديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10321
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة