الخارجية وشبكات الإخوان تعرقل دخول الفريق الطبي الدولي لإخفاء حقيقة جثامين المشارح والمقابر الجماعية
الخرطوم: الراكوبة
تتلكأ وزارة خارجية نظام انقلاب البرهان في إصدار تصريح بدخول فريق الطب العدلي الأرجنتيني للكشف عن هوية آلاف الجثامين المكدسة في المشارح والمقابر الجماعية والتي يعتقد على نطاق واسع إنها تضم عددا من شهداء ثورتي 2013 و2018 ومجزرة فض الاعتصام في يونيو 2019 إضافة إلى رفاة مجزرتي رمضان 1990 التي راح ضحيتها 28 ضابطا ومعسكر العيلفون في العام 1998 التي قتل فيها المئات من مجندي الخدمة الإلزامية.
وأكد حقوقيون وممثلي اسر المفقودين والضحايا أن جهات نافذة تعمل على إخفاء حقيقة الجثامين المكدسة في المشارح والمقابر الجماعية.
واكد نصر الدين عثمان الناطق الرسمي باسم لجنة المفقودين ان وزارة الخارجية تسلمت قبل نحو شهرين طلبا بمنح الإذن لدخول الفريق الطبي الأرجنتيني؛ لكنها لم تصدر موافقتها حتى الآن.
وفي وقت تنتظر أسر المفقودين والضحايا وصول الفريق الطبي العدلي الأرجنتيني للكشف عن هوية الجثامين المكدسة بطريقة مهينة في ثلاث من مشارح مستشفيات العاصمة الخرطوم وفي مقابر جماعية وفردية تم العثور عليها قبل أكثر من عامين؛ تعمل لوبيات إخوانية في الأجهزة العدلية والأمنية والطبية ووزارة الخارجية على وضع العراقيل أمام اي محاولات لكشف الحقيقة.
ويأتي تلكؤ الوزارة والجهات المختصة الأخرى في السماح بدخول الفريق امتدادا للعراقيل التي وضعتها النيابة العامة خلال العامين الماضيين ومنعها الفريق بعد وصوله في المرة الاولى للخرطوم في يوليو 2021 من دخول المشارح للتعرف على هوية الجثامين لما يمتلكه من خبرة فنية وتجارب دولية كبيرة في هذا المجال.
وقال عثمان إن العراقيل التي توضع أمام دخول الفريق الطبي مجددا تثير شكوكا كبيرة. وأوضح ان دخول الفريق الأرجنتيني يمكن أن يكشف الكثير من الحقائق حول هوية الجثامين سواء تلك المكدسة في المشارح او في المقابر الجماعية؛ مشيرا إلى أن هنالك جهات تستفيد من إخفاء الحقيقة.
وعبر ممثلون لأسر المفقودين عن استيائهم الشديد من تعمد العديد من الجهات رسمية وبشكل واضح عرقلة الخطوات التي تؤدي إلى إظهار الحقيقة.
وقالت سمية ابنعوف عضو لجنة المفقودين ووالدة المفقود اسماعيل التجاني؛ إن عرقلة وصول الفريق الأرجنتيني للوصول إلى الجثامين هو أمر غير مستغرب لان هنالك شبكة تعمل على منع كشف المتورطين متجردين من كافة القيم الإنسانية والاخلاقية والمهنية.
واضافت “يحاولون تخديرنا لكن لن يهدا لنا بال ولن تتوقف جهودنا حتى نصل إلى حقيقة ما حدث لأبنائنا وإظهار المجرم الحقيقي”.
ورغم مرور قرابة عامين على صدور تقرير يؤكد وجود جثمان الشهيد محمد ودعكر ضمن آلاف الجثامين المكدسة في مشرحة مستشفى التميز في وسط الخرطوم إلا أن النيابة العامة لا تزال تتجاهل التحقيق وسط شكوك كبيرة على سيطرة مجموعات إخوانية على مفاصل النيابة العامة وتعاونهم وتنسيقهم المباشر مع عسكريين فاعلين داخل مجلس السيادة.
وتهيمن عناصر إخوانية موالية لنظام المخلوع عمر البشير على معظم مفاصل وزارة الخارجية والاجهزة العدلية في البلاد؛ وتسعى بشكل واضح لإجهاض وتعطيل العدالة وطمس الحقائق والأدلة المتعلقة بقتل آلاف السودانيين حيث تحتوي المقابر الجماعية على رفاة الضباط الثمانية والعشرين من شهداء مجزرة رمضان التي ارتكبها نظام البشير في العام 1990؛ورفاة المئات من الشباب ضحايا مجزرة معسكر العيلفون في العام 1998؛ إضافة إلى الآلاف من جثامين الناشطين والمتظاهرين السلميين الذين قتلوا أثناء ثورتي 2013 و 2018 وفي جريمة فض الاعتصام وما تبعها من ملاحقات استهدفت ناشطي الثورة خلال الأعوام الأربع الماضية.
وتتزايد مطالب الشارع السوداني بضرورة كشف الحقائق عن العديد من الجرائم التي ارتكبها نظام المخلوع البشير وتلك التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية بعد الثورة.
ويتهم قانونيون بعض الجهات بالتلاعب في نتائج تشريح جثامين ناشطين شباب قتلوا بعد فض الاعتصام، مثل بهاء الدين نوري ومحمد ود عكر؛ إضافة إلى المحاولات المتكررة لتغيير ديباجات بعض الجثامين. وأكدوا أن الطريقة التي تعاملت بها النيابة العامة مع أزمة الجثامين، تشير بشكل قاطع إلى مخالفات كبيرة يعاقب عليها القانون الدولي، باعتبارها محاولات متعمدة لطمس حقائق تتعلق بجرائم ضد الإنسانية.
وفي هذا السباق؛ يقول المحامي معز حضرة إنه يجب ان لا يتم دفن الجثامين إلا بعد اتخاذ كافة الإجراءات والبروتوكولات الطبية والقانونية المطلوبة بما في ذلك استكمال عمليات التشريح وأخذ عينات الحمض النووي وكل ما يتسق مع بروتوكولات منظمة الصحة العالمية. ورأى حضرة أن دفن الجثامين المعنية دون اتباع الخطوات القانونية اللازمة هو محاولة لطمس الحقائق والأدلة ومحاولة للتمهيد للإفلات من العقاب؛ خصوصا في ظل الشكوك القوية التي تتحدث عن وجود جثامين لقتلى ومفقودين سواء كان خلال فض الاعتصام او بعده.
أين تتركّز الجثامين المخفية ● في منتصف 2020 تم اكتشاف مقبرة جماعية لجثث يعتقد انها تعود لضحايا ما عرف ب “مجزرة العيلفون” والتي وقعت في الثاني من أبريل من العام 1998؛ مجسدة واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ السوداني والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شاب من مجندي الخدمة الوطنية الإلزامية، متوسط أعمارهم 16 عاما، قتلوا جميعهم على يد عناصر امنية موالية لنظام المخلوع البشير أثناء محاولة الهرب من معسكر للتدريب على أمل حضور عيد الأضحى مع أهلهم.
● في يونيو 2020؛ أعلنت لجنة قانونية العثور على مقابر جماعية يرجح أنها تضم جثامين أكثر من 25 شابا يعتقد ان اعمارهم تتراوح بين 14 و35 عاما فقدوا بعد فض اعتصام الثورة السودانية امام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019؛ وهي تلك الجريمة التي قتل فيها المئات من الثوار.
● بعد شهر من اكتشاف المقبرة الاولى أي في يوليو 2020؛ تم العثور على مقبرة جماعية أخرى رجحت معطيات البينات إلى أنها تحوي جثامين 28 ضابطا قتلهم نظام المخلوع عمر البشير في نهاية رمضان من العام 1990.
● في أبريل 2021 تم اكتشاف آلاف الجثامين المكدسة بطريقة مهينة في مشارح مستشفيات التميز وبشائر ومستشفى امدرمان؛ وعزز وجود جثمان الشهيد محمد إسماعيل ودعكر بين تلك الجثامين التأكيد بوجود جثامين المئات من مفقودي مجزرة فض الاعتصام وغيرها من جرائم أجهزة الأمن بين تلك الجثامين.
نعلم ان الكباشي هو المشرف علي الخارجية الان وهو متهم مهم جدا في قضية فض الاعتصام
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست