كل ما يحدث من حولك من أحداث هو اختباراتٌ لما في قلبك خاصةً تسليمك ورضاؤك بالأقدار والحوادث التي لا تحبها وتفاؤلك بما سيأتيك في غدٍ ويعوضك الله به كي لا تفشل في مثل هذه الاختبارات تذكر دوماً أن الله (مدبر الأمر ومقدر الحوادث) أحن وألطف عليك من أمك كما قال سيدنا (عليه الصلاة والسلام) .. نعم حتى من أمك .. لا يظهر لك ذلك فقط لأن أمك لا تعلم ما هو خيرٌ لك ولا تعلم ما لم يكن إذا كان كيف يكون عليك والله يعلم ذلك .. وكذلك أمك ليس لديها من عظيم الحكمة وعجيب التقدير والتدبير ما عند الله . تأمل يا أخي بعيني قلبك دوماً قوله "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" . كي تعلم ذلك أكثر تذكر دوماً أن يعقوب والد يوسف عليهما السلام لم يكن يعلم أن وقوع ابنه في البئر هو خيرٌ لابنه وله ونصرٌ ورزقٌ وتمكين لهما وأن أم موسى لم تكن تعلم أن القائها لابنها في البحر هو خيرٌ له ولها ونصرٌ ورزقٌ وتمكين، وأن موسى لم يكن يعلم أن قتل الغلام خيرٌ له ولوالديه وأن خرق السفينة خيرٌ ورزقٌ ونجاة لأصحابها وأن هدم الجدار خيرٌ ورزقٌ لأصحابه. تذكر كل هذا دوماً وتذكر أنه ليس استثناءً إنما هو من ضمن سنن الله في الأرض التي تسري كل يوم وكل حين .. بعطفه وتحنانه ولطفه .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ... لا بأس إن جهلت هذا في حينٍ وانتباك الجهل والغفلة والضعف حيناً بعد حين فأنبياءٌ وصالحين من قبلك قد جهلوا وضعفوا لحظةً ثم عاودهم اليقين ، المهم أن تتعاهد قلبك دوماً وتعود به سريعاً ولا تكن من الغافلين، فالذين يؤمنون بحكمته ولطفه وكرمه هو عند ظنهم به والظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء. من ملك نفسه فقد ملك الدنيا بحذافيرها أقوى الناس وأسعدهم وأكثرهم نجاحاً واستقراراً هو من يستطيع التحكم في مشاعره .. قال حكيم الأمة (صلى الله عليه وسلم) : "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي (يملك نفسه) عند الغضب" وذكر هنا الغضب لأنه كما قال ابن حجر أكثر حالات الانسان النفسية تهيجاً واثارةً فإذا ملكه الإنسان فإنه لما دونه أقدر وأملك، وجاءه أحد يستنصحه فقال له : "لا تغضب لا تغضب لا تغضب ... " لأنه إذا مرن نفسه على ذلك ملك نفسه كلها، ومن ملك نفسه فقد ملك الدنيا بحذافيرها. إذا انتابك همٌ أو حزنٌ تذكر فوراً أن في هذه اللحظة آلاف ممن هم بالقرب من مكانك يتمنون فقط أن يشعروا بعافيتك .. تذكر أن في هذه اللحظة آلاف ممن هم بالقرب من مكانك لا يستطيعون النوم بسبب ملاحقةٍ من دينٍ أو جُرمٍ أو حقوق .. تذكر أن في هذه اللحظة آلافٌ ممن هم بالقرب منك يئسوا من الحياة ويفكرون في التخلص منها لانعدام الهدف والهوية والمعنى ! ستعلم بلاشك أنك ملكٌ على عرشه وأنك تسفه قلبك بهمك "وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلومٌ كفار" لو سألتني أكتر حاجة محتاجاها بلدنا ومحتاجها الإنسان السوداني عشان يتعافى من مشاكلو دي حأقوليك (المقدرة على استقلالية التفكير واستقلالية القرار) .. صدقوني يا جماعة أغلب مشاكلنا كلها (سواءً العامة في المجتمع أو الخاصة بيك على مستواك الشخصي) بترجع للمشكلة دي .. نحن مريضين بحاجة اسمها (التبعية) .. بنعشق اننا نكون تابعين .. بنعشق إننا نقفل مخنا ونشوف (اهلنا/اصحابنا/جماعتنا/اصدقاءنا في الفيس) بقولوا في شنو وبعملوا في شنو ونقول زيهم ونعمل زيهم .. واحسن زول فينا تلقاو بقدر يشغل مخو براو لكن في النهاية ما بقدر يقرر براو .. ما بقدر يقرر بعيداً عن تأثير المحيط الحولو .. فبقت تشغيلة مخلو دي أخير عدما لانو ما منها فايدة 😂 .. ما بقدر يخالف الناس الحولو حتى في أبسط الحاجات .. ما بقدر يكتب ليو بوست في الفيس ساي بعيداً عن تأثير الناس الحولو .. تلقاو ماشاء الله زول smart في اي شي وعندو مقدرات أكاديمية وفكرية لكنه تعبان جداً و(ضعيف) بكل ما تحمله كلمة الضعف من معنى تجاه المجتمع والبيئة الحولو .. تلقاو طوالي إما بكرر في سلوك الناس الحولو وماسك في ضنبهم ولافي معاهم أو تلقاو ضحية لرغباتهم وتصوراتهم أو راكب الموجة .. المهم في النهاية ما بيعدو كونو اتأطر بالإطار الرسموهو ليو واتكبل تماماً بكل هوان وضعف .. ولأنو المسكين ما قادر يتحرر من الحاجة دي فبضيع مصلحتو وراحتو وسعادتو وكمان بأطر مقدراتو وطاقاتو في إطار محدد بس رسموهو ليو والأسوأ من دا كلو إنو بضيع إستقلاليتو البتفرض وزنو الحقيقي وقيمتو وهويتو المستقلة .. أنا بصراحة ومعاي كتار من الربنا رحمهم من العذاب دا (واظن أي زول ربنا أنعم عليو بتفكير مستقل وقرار مستقل) ما بنقدر نحترم ونقدر الزول المامستقل في تفكيرو .. ممكن أحترم وأقدر المختلف معاي في الفكر والسلوك والثقافة وطريقة التفكير وأي شي مهما كان حجم الاختلاف بس أهم حاجة يكون زول مستقل (عشان أقدر اعتبر انو القدامي دا زول) عشان أقدر أديو اعتبار وزن من الأساس أما الزول الضعيف تجاه المجتمع الحولو فدا ما بقدر أقدرو نهائي ، مهما أحاول أتفكر في حاجة تخليني اقدرو ما بلقى .. لأنو دا زول (مرهون) ما زول كامل .. فلازم تقوم تشوف المجتمع الهو بتأثر بيو وتتعامل مع المجتمع دا ما تتعامل معاو هو ! المرض المنتشر بينا دا أثر على أي شي في واقعنا.. على التركيبة السياسية والثقافية والاقتصادية برضو (تأطير أنماط العمل والانتاج والاستهلاك) وبرضو التركيبة المجتمعية (العادات والتقاليد الضارة والمفاهيم البليدة الرائجة).. المرض دا قتل الابداع في نفوس معظم الناس .. والأسوأ إنو قتل فيهم السعادة لأنو أثر في تخطيط الانسان على مستواه الشخصي وقرارتو الحياتية الممكن تحقق ليو سعادتو .. وقتل فيهم السعادة لمن قتل فيهم الراحة والحرية والصدق والوضوح والرضا والثقة بالنفس وكل المعاني المرتبطة بالاستقلالية عن أي تأثير بشري خارجي. ربنا اتكلم عن المرض دا كتير لأنو دا بقتلك وانت حي .. ما حتقدر تصل لربنا وأنت عبارة عن تابع .. عبارة عن زول ميت ما عندك روح مستقلة ممكن تفكر وتقرر وتعمل بعيد عن أي شخص .. حتى لو كنت صالح في ظاهرك فانت في الحقيقة بدون ما تشعر صالح عشان الناس الحولك صالحين ما عشان دا تفكيرك وقرارك المستقل .. فدي حاجة ربنا ما بقبلها منك .. ربنا عايز منك روح مستسلمة ليو وقلب خاضع ليو ما عايز الظواهر والعبادات دي في نفسها (لأنها ممكن تكون عبارة عن لايف استايل مشيت فيو عشان اتأطرت فيو بدون ما تشعر) .. عشان كدا ربنا قال "لن ينال اللهَ لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم" والتقوى محلها القلب زي ما قال النبي (عليه الصلاة والسلام) .. وعشان كدا ربنا قال : "بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون * وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قريةٍ من نذيرٍ إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مقتدون" وقال : "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا" .. وغيرها من الآيات في السياق دا .. وعشان كدا النبي (عليه الصلاة والسلام) روي عنه (باسناد فيه ضعف ولكن صح موقوفاً على ابن مسعود) : "لا يكن أحدكم إمعة، إن أساء الناس أساء وإن أحسنوا أحسن" نصيحة ذهبية ليك ختها دوماً قدام عينيك : قبل ما تتخذ أي قرار/خطة/مشروع/فكر/رأي في حياتك .. راجعو تاني وتالت ورابع راجع فيو حتة إنو ممكن يكون القرار دا عبارة عن تأثير البيئة الحولك .. ومتى ما حسيت كدا وقف طوالي عن اتخاذ القرار دا وحاول أول انك تتغلب على تأثير كلام الناس فيك ومن بعدها فكر تاني في القرار المناسب شنو.. #تعلمت_فيما_مضى_من_عمري أخطأت كثيراً فيما مضى من عمري في حق نفسي وفي حق بعض ممن عرفتهم، ومازلت إنساناً كغيري يسهو ويخطئ ولدي من نقاط الضعف ما أعلمه جيداً، ولدي من نعم الله ما أعلمه جيداً ومن أجملها وما أسأل الله أن يبلغني شكره عليها أني أتعلم من أخطائي.. #تعلمت_فيما_مضى_من_عمري أن الله يعاملك بقدر ظنك به وأنه لا أجمل للنفس وراحة بالها وسعادتها من اليقين برحمة الله وكرمه ولطفه وحكمته في التدبير التي تخفى علينا بادئ الأمر. تعلمت فيما مضى أنه لا أغلى ولا أحب ولا أجمل في قلبي من البشر أكثر من والدَيّ. تعلمت فيما مضى أن أسوأ ما يمكن أن يتصف به الإنسان خاصةً الرجل هو الكذب والخيانة.. وأن نفسك مهما ضعفت او ابتلاها الله بموبقات لا يمكن تصل بها لدرجة الكذب والخيانة فعندها تُفقد الإنسانية والمروءة والرجولة. تعلمت فيما مضى أن أتمهل في كل شيئ ولا أتعجل فيه إلا أن تكون عبادة وقت لا غبار عليها. تعلمت فيما مضى أن أصمت أكثر مما أتحدث وأن أتفكر في كلامي وأبعاده قبل أن أقوله. تعلمت فيما مضى أنه لا داعي لأن أكسب كل نقاش وخلاف وأن أكثر النقاشات الحل الصحيح معها هو الصمت والتجاوز. تعلمت فيما مضى أن الصورة التي أكونها عن شخصٍ لا أعرفه جيداً ولم أعمل معه ولم احتك به طويلاً ستكون خاطئةً بلا شك.. فلا داعي لحسن التصور ولا داعي لقبحه فكلاهما لن يكون صحيحاً. تعلمت فيما مضى أن لا أصدق حديث أحدٍ في أحد مهما كانت ثقته عندي (حتى إن كثر عدد الناقلين والناقدين) مالم أسمع عن المتكلم فيه بنفسي أو أرى بنفسي. تعلمت فيما مضى أنه ما حك جلدك مثل ظفرك.. مهما كانت أمانة وحرص الذي يعمل لك. تعلمت فيما مضى أنه لا يوجد إنسان ليس لديه عيوب مشينة ونواقص أليمة.. فقط الاختلاف يكون في ماهية هذه العيوب، فلا تتوقع وأنت تبحث عن صديق /زوجة.. أنك لن تجد عيوباً ونقائصاً في طبعه وشخصيته وأوصافه.. فعليك أن ترتب (ألوياتك) التي تبحث عنها في الصديق / الزوجة وأن تكتفي بها فقط ولا تطمع في أكثر منها. تعلمت فيما مضى أن لا أتصنع ولا أتكلف لشيئ ولا لأحد، لأنه مهما كان اتقاني في التكلف سيبدو التكلف ظاهراً.. ولا أجمل بريقاً وألقاً ولا أهنأ للنفس والبال من أن تبدو وتتحدث بسجيتك وطبيعتك مالم تكن محرمة. تعلمت فيما مضى أنه لا يضيع جهدٌ بذلته مهما كان ومهما بدا لك من ضياع سيأتي يوم وتحصد فيه ثمرة جهدك ولابد،.. ولن تنال ثمرةً بإهمال مهما كان ومهما بدا لك من عطيةٍ سهلة المنال سيأتي يومٌ وتذهب أدراج الرياح.. فلا تنتظر هناءً بغير عطاء ولا ثماراً بغير غمار. تعلمت فيما مضى أن أكثر من معارفي ولكن أقلل من صداقاتي ولقاءاتي.. فكثرة الأصدقاء لن تجلب لك إلا العناء. تعلمت فيما مضى أن لا أفرض نفسي على أحد ولا أسمح لأحدٍ أن يفرض نفسه علي.. وأن من يستحق الصداقة هو من ترى نفسك بسيطة معه دون تكلف ويرى نفسه بسيطةً معك دون تكلف وتشعر بالصدق في علاقته بك دون اقتحامٍ أو تكلف. تعلمت فيما مضى أن لا أخبر أحداَ بأوجاعي كي لا يضاعفها علي.. وأنه لا أجمل ولا أكفى ملاذاً من الله إن حقاً توكلت عليه.. فقط يمكن أن استشير (لا اشتكي) القريبين جداً جداً لي. تعلمت فيما مضى أن العدالة السماوية لابد ستظهر في البشر.. وأن الأيام دوَل.. وأن الله رحيمٌ كريمٌ لطيفٌ حكيمٌ لن يكلك إلا نفسك طرفة عينٍ وأنت تفوض له الأمر وأنه لا يحب المتعجل وكذلك لا يحب الكِبَر.. فلا داعي لأن أتعجل لأمر أو اقلق لخطر أو اغتر لقَدر. تعلمت فيما مضى أن لا أتخلى عن ابتسامتي مهما حدث ومهما سئمت ومملت من أثر ومهما أغاظني من خبر ومهما تغير البشر من حولي ومهما أبدوا لي من شر سأبادلهم بالابتسامة واكتم مشاعري. هذا ما جنيته وتعلمته من أخطائي ومازلت أُخطئ وأتعلم.. وما زالت لدي عيوب ونقاط ضعف أخرى أعلمها أسأل الله أن يصلحها لي ويعفو عني. "إن إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيب" لا تحسب أن الله يبغضك وأنت تعصيه.. لا تحسب أنك تبتعد عنه وأنت تعصيه.. أنت تبتعد فقط حينما تظن أنك ابتعدت.. انت تبتعد حينما تبعد قلبك عنه.. حينما تغفل عنه وتنسى أنه القريب إليك العليم بخفاياك وحناياك وأمانيك الرحيم بحالك.. حينما لا تعلم أو تنسى أنه يحب اقتراب قلبك منه كلما أتت الأسباب التي تبعده عنه.. حينما تنسى أنه قال : "إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي" حينما تنسى أنه قال : "من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً.. وإذا أتاني مشياً أتيت إليه هرولة" فامشي إليه أعرجاً أو كسيحاً فسيأتيك هو.. ولا تلتفت وانت تمشي إلى ما كان أو ما أنت عليه.. وكلما سقطت انهض مرةً أخرى وواصل.. صدقني ستنال محبته ولن يكلك إلى نفسك طرفة عين وسيهنأك البال في الدارين. من أجل العبادات الممكن تقدما لربنا هي الدعاء.. انو تدعو لي نفسك دي.. تتخيل انت بالدعاء جاري ورا مصلحتك وفي نفس الوقت يبقى ليك الجري دا من أجل وأعظم العبادات ! انتو عارفين ليه ؟ لأنو بالدعاء انت بتقِر وبتجلي عملياً كتير من الأسماء والصفات المركزية لربنا زي السميع والبصير والعليم والرحيم والكريم والمدبر والرازق والقدير والحكيم.. ديل كلهم انت ما بتطبقهم عملياً على نفسك إلا بالدعاء.. دا غير انو الدعاء بيتجلي فيو حسن ظنك بربنا.. دا غير انو الدعاء بقوي الارتباط السري بينك وبين ربك والعلاقة الخاصة بيناتكم.. ودي أجمل حاجة في الحياة وكمان دي هي الجوهرة والدينمو البرفع الزول عند ربنا. عشان دا كلو النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : "الدعاء هو العبادة". كتر من الدعاء السري.. ادعو في أي حاجة صغيرة ولا كبيرة... حاجة ما بتكلف منك لا جهد لا زمن.. بس ادعو واستحضر انو ربنا حيستجيب ليك.. انت فعلياً كدا قاعد ترفع نفسك عند ربنا "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ أنهم إلى ربهم راجعون" ليست العبرة بحجم ما تقدمه لله بل العبرة ماهي الدوافع النفسية والحالة القلبية التي جعلتك تقدم هذا العمل ؟ هل تقدمه وقلبك وجلٌ من الله رغبةً لما عنده ورهبةً منه أم هي العادات والإعتيادات والمكانة الإجتماعية ورغائب الدنيا والناس ؟! اعكف على إصلاح قلبك قبل عملك، "فرب عمل جليل حقَّره عند الله ما يحمل قلب صاحبه ورب عمل حقيرٍ عظَّمه عند الله ما يحمل قلب صاحبه". #اختلال_الأولويات رجل يفطر في نهار رمضان عمداً ولا يصلي التراويح ولا التهجد ولكنه يصلي الفجر خيرٌ عند الله من رجلٍ يصوم النهار ويقيم الليل ويضيع صلاة الفجر فلا يصليها إلا بعد طلوع الشمس. ليس هناك أوجب على المسلم بعد توحيد الله من الصلوات الخمس الفرائض، وقد اختلف العلماء هل يكفر المسلم (غير الجاحد لوجوب الصلاة) بترك صلاة واحدة متعمداً أم لا، وقد ذهب بعضهم (كابن حزم واسحاق بن راهوية) إلى أنه يكفر بترك صلاة واحدة استدلالاً بعموم حديث بريدة وحديث جابر المعروفين وذهب الأكثر إلى أنه لا يكفر إلا بتركها بالكلية وذهب الأحناف والمالكية وبعض الشافعية إلى أنه لا يكفر إلا بتركها جحوداً.. ولكن جميع العلماء اتفقوا على أن من ترك صلاة واحدة فقد أتى أعظم الكبائر بعد الشرك بالله.. والأمر ليس كذلك لمن ترك الصيام عمداً. والفرائض أحب إلى الله من النوافل وأجرها أعظم من النوافل.. ففي الحديث القدسي : "وما تقرب إلي عبدي بشيئ أحب إلي مما افترضته علي.." رواه البخاري عن أبي هريرة. الخلاصة : أي حاجة بتخليك تفوت الصبح تبقى حرام في نفسها حتى كن بقى التهجد. المقداد خالد...
11-19-2022, 10:19 PM
سيف اليزل برعي البدوي سيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425
*عندما يكون خرق السفينة هو قمة المعروف، وقتل الغلام هو قمة الرحمة، وحبس كنز اليتيمين هو قمة الوفاء .. فاصبر على ما لم تُحط به خُبرا!*🤍 ------------------- كاذبٌ يقيم الليل ويكثر الصيام شرٌ من زانٍ أو سارقٍ وليس له من شيئ في الصيام والقيام ولكنه صادق.. وقد ورد في هذا السياق جملة من الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وإن كانت أسانيدها بها من الضعف ما بها ولكن يقوي بعضها بعضاً. إخوتي الكرام، إن من أشر الصفات التي يمكن أن يبتلى بها الإنسان هي (الكذب)، لأنها شذوذٌ على الفطرة الإنسانية وعلى السلامة النفسية، فالكاذب لا يمكن أن يكون إنسانا سوياً بأي حال، ولن يتقدم لا عند الله ولا عند نفسه ولا عند الناس.. لأن من ارتاضت نفسه الكذب سيرتاضها في تركيبته النفسية فبالتالي سيخدع نفسه حتى إن لم يشعر بذلك فبالتالي لن يعلم موقعه الحقيقي فأنى له من تقدم عندالله أو عند الناس وهو لا يواجه محط قدميه ؟!! لذلك كانت من السنن الكونية قصر حبال الكذب وانكشاف أمر الكاذب ولو بعد حين.. سيستر الله من ستر نفسه ولكن لن يستر من كذب على نفسه وعلى الناس (وفرق بين الستر والكذب).. سيعافي الله ويرفع من ابتلاه بركونٍ للشهوات وتقصيرٍ في الواجبات ولكن لن يعافي من لا يصدق مع نفسه ومع الله ومع الناس ولن يزيد الكاذبين إلا نفاقاً.. قد يضعف الإنسان فيقع في الذنب بسبب جهلٍ أو غفلةٍ أو شهوة (وخلق الإنسان ضعيفا) وهذا طبيعي لا إشكال فيه وتفسره الانثربلوجيا النفسية للإنسان السليم لكنها لا تفسر الكذب، التفسير الوحيد للكذب أنه خلل في التركيبة النفسية. لذا إن وقعت في ذنب أو بك ما لا يسرك أو ما لا تريد أن تكشف عنه لأي سبب كان فاستر على نفسك لكن لا تكذب.. ببساطة تجاوز السؤال أو غَيِّر الموضوع أو صرِّح بأنك لا تريد الجواب بكل قوة أو افعل أي شيئ يحلو لك سوا الكذب.. ولا يستقيم عقلاً ولا نفساً أن تجعل إنساناً مخلوقاً مثلك يرهبك أو لعاعة دنيا ترغبك تتخلى بها عن فطرتك وأصلك وقوامة نفسك وسلامك الداخلي. الكذب لا يصب غير النفاق والنفاق لا منبع له غير الكذب.. والنفاق عرض من أعراض استشراء الكذب على النفس البشرية.. لذلك كان المنافقون أشر من الكفار وهم في الدرك الأسفل من النار.. لأن تركيبتهم النفسية لا تتتوافق مع النفس البشرية السوية. -------------------------- "إن إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيب" لا تحسب أن الله يبغضك وأنت تعصيه.. لا تحسب أنك تبتعد عنه وأنت تعصيه.. أنت تبتعد فقط حينما تظن أنك ابتعدت.. انت تبتعد حينما تبعد قلبك عنه.. حينما تغفل عنه وتنسى أنه القريب إليك العليم بخفاياك وحناياك وأمانيك الرحيم بحالك.. حينما لا تعلم أو تنسى أنه يحب اقتراب قلبك منه كلما أتت الأسباب التي تبعده عنه.. حينما تنسى أنه قال : "إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي" حينما تنسى أنه قال : "من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً.. وإذا أتاني مشياً أتيت إليه هرولة" فامشي إليه أعرجاً أو كسيحاً فسيأتيك هو.. ولا تلتفت وانت تمشي إلى ما كان أو ما أنت عليه.. وكلما سقطت انهض مرةً أخرى وواصل.. صدقني ستنال محبته ولن يكلك إلى نفسك طرفة عين وسيهنأك البال في الدارين. -------------------------- المقداد خالد...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست