زميل المنبر الأديب: بدرالدين العناق يكتب عن الحرمين الشريفين بين الماضي و الحاضر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 06:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-15-2022, 11:31 PM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
زميل المنبر الأديب: بدرالدين العناق يكتب عن الحرمين الشريفين بين الماضي و الحاضر

    10:31 PM July, 16 2022

    سودانيز اون لاين
    wedzayneb-Florida, USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحرمان الشريفان : ذخائر العرب؛ نفائس الأدب !

    القاهرة في : ١٠ / ٧ / ٢٠٢٢ م

    كتب؛ بدر الدين العتَّاق

    بينما كنت أقلب في كتب الأدب العربي الجاهلي والإسلامي تحديداً في سنوات ربت على الخمس والثلاثين سنة أو عليها تزيد؛ نشأ في العقل الباطني لدي أن جغرافية شبه الجزيرة العربية ما هي إلا صحارى وقفار وسهول وطلول دوارس وجدوب وقفار وصقيع وإبل ومعاطن ودِمَن وبعض من أشكال شخوص في بادية الصحراء يلبسون الطويل الخشن ورُبَّما يأكلون الناشف من الثريد أوباشاً وأوداشاً ؛ منكوشي الشعر منفوشيه ويشربون أبوال الإبل وألبانها ويأكلون لحومها نيئة أو نضيجة ويركبون صعبها وذَلولها وينشدون ما شذَّ من اللغة العربية شعراً ونثراً وقصصاً؛ وما نبا من غليظ القول فاحشه أو رقيقه ويقهقهون في ناديهم ويلبسون جلود النمور في حروبهم ويصنعون دروعهم وعتادهم عند سماهريهم؛ ويتغزلون عفة أو سفاهة في محبوباتهم؛ وحياتهم ما بين الكر والفر والمخامص والمسابغ وقليل ما هم غير ذلك يعيشون في سلام يغنموه فرصة استعداداً لقتال جديد في مكان جديد.

    كتب الأدب العربي الجاهلية السِّنْخ والإسلامي المتحضر الجناب؛ شعراً ولغةً ونثراً وحكايات ؛ لا تخلوان من هذه الصورة المحكية بحال من الأحوال ولا يألوان جهداً أن يتخللهما اليسير من الفكاهة والمرح والحِكَم والمواعظ والسير والقصص والنوادر وهلم جرا؛ قال العربي القديم من شاذ الكلام : { رب ضربة مستنفرة وقصعة مثعنجرة إلخ } وقال الآخر : { مالكم تكأكأتم علي كتكأكأكم على ذي جُنَّة؛ افرنقعوا عني } وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
    أنا الذي اسمتني أمي حيدره
    أكيل بالصاع كيل السندره
    ليوم كريهة شديد المنظره

    إلخ ما قال.

    هذا ! وقد ظل العقل الباطني يسيطر عليه تلك الصنعة من الخيال المدعوم بالقراءة المكثفة والحبكة المنمقة إلى أن قيَّض الله لي أن أزور بلاد شبه الجزيرة العربية -السعودية الآن- في بداية الألفية الثانية وصُدِمت أشد ما تكون الدهشة حيث لم أجد لا عليَّاً ولا الشنفري ولا ذا البجادين ولا قليل ولا كثير من تلك الصورة المحكية في ذخائر العرب ونفائس الأدب إلاَّ حبراً على ورق؛ فما هي إلا حضارات زواها التاريخ في أحضان زوايا الدهر وأكل عليها الأَرَضُ وشرب حتى ثمل؛ ووجدت الحضارة الحديثة تحدث عن نفسها بكل كبرياء؛ العمران المنيف العالي والتخطيط الهائل والحدائق الغنَّاء المنظمة على جانبي الطرقات وتعبيد الطرق وأشكال الشخوص ليسوا هم كما صورها لنا المُبَرَّد في كتابه الكامل ولا الجاحظ في حيوانه ولا ابن الخطاب القرشي في جمهرته ولا ابن هشام في سيرته؛ ولم أجد جملاً يسير أو قافلة تحدوها الركاب ؛ لا هذا ولا ذاك ولا تلك ولا تلكم؛ بل وجدت اللاندكروزرات والتوسانات اخر الموديلات والصيحات في وسائل النقل والعقالات والبترول والريالات الكثيرة والتنمية الإجتماعية والحياة المترفة؛ والعمرانية العملاقة واختلاف الثقافات بين العصرين القديم الضارب في جذر التاريخ / ذخائر العرب ونفائس الأدب / ؛ والحديث الصاعد نحو المستقبل بلا نهاية / رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ م / ؛ والجلابيب الناصعة البياض واللهجات البعيدة للغاية عن لغة بادية العرب في صحن شبه جزيرة العرب وتخومها من بلاد اليمن وبلاد الشام والأردن؛ وعبَّارات البحار العاتية والكهرباء القوية والمياه المعدنيه المعقمة والكافيهات والمطاعم الفاخرة؛ وحتى الحرمين الشريفين؛ ليسا كما صورهما لنا الكاتب الكبير محمد حسين هيكل؛ في كتابه "منزل الوحي" - اشتريت هذا الكتاب وأنا طالب في السنة الأول من الجامعة قبل خمس وعشرين سنة بثلاثة جنيهات ونصف وهو من الكتب النفيسة القيمة من مكتبات البوستة بأم درمان حين كان المبلغ يساوي واحد دولار أو يزيد قليلاً وقد جمعت المبلغ من مصاريف الجامعة بعد جهد جهيد - ؛ بل شيء يخرج عن الوصف والتخيل مما حير الذاكرة القرائية لدي بشكل كبير للغاية بلا شك.
    الكعبة المشرفة؛ مثلاً؛ كانت قبل ألف وأربعمائة سنة تسكنها أفعى ضخمة وكان القرشيون يجعلون وكدهم لبنائها من جديد بسبب السيول التي تجتاحها أغلب أيام السنة فتهدِّم جدرانها وهي موضع فخرهم وعزهم وسؤددهم وحالت الأفعى دون ذلك؛ وكل ما قرَّبوا منها احزألت وكشَّت - أي : أخرجت صوتاً جهوراً مخيفاً وتجمعَّت لتهجم - فأخافهم ذلك فزعاً شديداً؛ ؛ فعلم الله حسن نواياهم فأرسل طائراً عظيماً خطفها إلى السماء - العرب قديما تعرف الطيور العظيمة الضخمة ب"الخطاطيف " ومفردها : خطَّاف؛ وقد جاء ذكرها في سورة الحج؛ قال تعالى : { فتخطفه الطير } يشير إلى الخطَّاف أو الخطاطيف وهم يخافونها ويفرون منها جزعاً جزعاً - وهم ينظرون فقاموا ببنائها من جديد؛ راجع الخبر في سيرة بن هشام وابن كثير وغيرهما لليقين .
    الحرم النبوي الشريف؛ أيضاً ؛ كان فناءاً شاسعاً حين كانت الكعبة بالحرم المكي الشريف؛ بوادٍ غير ذي زرع وتحوطها الجبال الطِوال الراسيات من كل الجوانب؛ إذ تم بناءه من سعف النخيل وأسواقها وجرائدها وقليل من اللَّبِن المصنوع من الطين وفُرُشِها المنسوجة من ورق النخيل ذي الشوك الحاد الطويل ؛ أمَّا الآن فقد زالت كل تلك الظلامات وحلت محلها التكنلوجيا في مناحي الحياة؛ في فنون العمارة والتشييد ( عدا الحجرة النبوية الشريفة لم يطلها تغيير؛ وسقفها عالي جداً وابعادها واسعة ويملؤها الغبار الدقيق وقليل من خيوط العنكبوت متدلية من السقف نحو الجُدُر ؛ والقبر الشريف مسجى عليه القماش الكبير مكتوب فيه بعض آيات قرآنية من سورة الفتح والنصر وآية الكرسي إن لم تخني الذاكرة؛ هكذا رأيتها من الداخل آنذاك وأنا في الروضة الشريفة ) الحديث فأمَّهما الناس زرافات ووحداناً رجالاً وركباناً من كل فج عميق وصير أرضها من الرخام البارد بعد أن كان من ورق النخيل ذي الشوك الحاد القوي الطويل " البروش؛ نسميها نحن في السودان بذلك " ؛ وهواؤها من التكييفات الكهربائية المنعشة وجدرانها من النقوش الفنية المذهلة ؛ وقليل من يرى البدر بدراً عند تمامه بسبب الإضاءة الرائعة التي تملأ المكان الفسيح ؛ فسبحان الله مغير الأحوال .

    تغيرت عندي الفكرة ذات القراءة الأولى القديمة وبدلتها بالحقيقة الماثلة أمام الناس؛ وأمامي لا تخطئها عين ولا أذن؛ ولا تتخطاها فكرة من كتاب قديم أو حديث؛ ورحم الله الجاحظ والمبرد والقرشي وعلياً بن أبي طالب وهيكل وذخائر العرب ونفائس الأدب فقد منحتنا ومنعتنا في ذات الوقت مشاهدة جزيرة العرب رأي العين ؛ فكيف بهم لو شاهدوهما اليوم بعد ألف وأربعمائة سنة أو شاهدها أبو جهل أو دُرَيْدٌ بن الصِمَّة ؟ لعمري لولوا هاربين ولقبورهم راغبين .

    قال امرؤ القيس الكندي :
    لمن طلل بين الجدية والجبل * محل قديم طالت به الطيل
    وقال كعب بن زهير :
    أضحت سعاد بأرض لا تبلغها * إلا العِتاق النجيبات المراسيل

    ولات حين طلول ولا عِتاق نجيبات ولا سعاد ولا هند ولا سلمى .

    كتبت هذه الكلمة بمناسبة عيد الأضحى المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات وكل عام والجميع بخير ؛ وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والدعاء إن شاء الله.






                  

07-16-2022, 00:15 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زميل المنبر الأديب: بدرالدين العناق يكتب � (Re: wedzayneb)

    المقارنة في ثوب أدبي أعلاه بعثها لي الخال المهندس بدرالدين العتاق عبر وسيط الواتساب
    فوددت أن أشكركم متعة قراءتها. الصحافي و الناقد الأدبي بدر الدين العتاق يحمل إجازة
    في اللغة العربية من الأستاذ الأديب، المرحوم، عبد القادر أبو هالة؛ و هو يحب و يداوم
    على مجالسة العلماء و يحرص على حضور منتدياتهم و ندواتهم الأدبية. و تلاحظون تأثره
    في كتاباته بالدكتور عبدالله الطيب، الذي سبق له أن إلتقاه، و حضر كثيرا من ندواته الأدبية،
    و اقتنى جل كتبه؛ و بأخواله من آل السراج دكتور فراج الطيب السراج و أشقائه الآخرين.
    و يحرص على حضور منتداهم الأدبي المفتوح و الذي يؤمه فطاحلة الأدباء السودانيين.
    كما أسلفت، بدر الدين هو خاليةفي النسب القريب: و الدعم هو خال الوالدة، رحمهما الله،
    و بين أسرتينا تصاهر عديد. و هو يناديني ب : عم طارق، لأنني أكبره بما ينيف قليلا
    عن القرنين من الزمان. و قد قضيت quality time, أنا و زوجتي السابقة، و الحالية
    في جوار الخال بدر الدين العتاق و أسرته الكريمة في مصر الحبيبة لقلبي، لمدة شارفت
    العام و نصفه. إذا نحينا صلة القربى جانبا، فالخال بدرالدين العتاق يظل صديقا عزيزا لقلبي.


    طارق الفزاري
    ود زينب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de