مجلات هدية الإعدام !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 08:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2022, 05:20 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجلات هدية الإعدام !!

    04:20 AM April, 28 2022

    سودانيز اون لاين
    محمد الجزولي-Australia
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ✍️ محمد الجزولي ١٩٩٥

    (شمس) هكذا كنا نناديه منذ عرفناه ، شاب وسيم الوجه ذو طلة بهية وحضور يجبرك على الاحترام ، عيناه مكسيان حزن كبير ، رايته اول مرة في منتصف الثمانينات ، متحفظ عليه في جريمة قتل ، وكان طريح سرير المستشفى ، كُنت انا واخرين من الرفاق والصحاب مرافقين ومتناوبين في العناية لوالد اصحابنا ورفاقنا العم العزيز "احمد " الذي هو بمثابة ابانا الذي لم ينجبنا انا واخرين من صُلبه ، والذي لزم سرير المستشفى في اؤخر حياته بمرض عضال ، غرفة رقم خمسة ، في الجناح الجنوبي ، وجاءوا بشمس مرحلاً كسجين مستشفياً يجب ان يُلزم السرير الابيض ، وكانت غرفته رقم اثنين من الجهة الغربية وكان هناك في غرفة ثلاثة مخرج تلفزيوني اجرى عملية ولم يمكث طويلاً ، وايضاً كان يلزم سرير غرفة اربعة ملاصقاً لغرفة عمنا احمد استاذ اعلامي واذاعي لامع ، كان ودوداً ولطيفاً واكثر ما يميزه صوته الفخيم وهدوءه الطاقي واناقته لبساً واسلوباً ، وكان يعاني من مرض السكر ، وغرفة رقم ستة كان بها شاعر مرموق ومشهور ، جميل المحيا متواضعاً ، وقور الحضور ، ضاحكاً وهاشاً دائماً ، زياراته متعددة ولا تنقطع وليس مُلزم بتوقيت الزيارات المحدد ، فعنبره مزار طيلة اليوم ، اطياف واعمار من البشر ، وفي غرفة رقم واحد في مدخل الجناح مجاور للسلم كان هناك رقيب بشرطة المباحث وزوج للفنانة مشهورة ، كان لا تبدو عليه اي علامات تدل على انه مريض او واجب ان يكون طريح فراش في مستشفى ، عرفنا في ما بعد انه محجوز على ذمة قضية كبيرة لا نعرف تفاصيلها ! ، وبمساعدة زملاءه وعلاقاته المقربة مع بعض الرتب العليا وبعض رجالات الدولة، تم تحويله من سجن الى المستشفى مريضاً وامر الدكتور بإلزامه السرير برفقة حرس ، وكانت لا تبدو هناك مظاهر حجز او حراسة حوله ! ، فكان يتحرك بحرية داخل وخارج المستشفى! وكانت غرفة العنبر له عبارة عن غرفة في فندق لزبون قديم وسخي ! وكان كثير الخروج والغياب بالليالي الطوال . وكنا دائماً نرى نجوم مجتمع في شتى المجالات يزورونه او يسألون عنه ، وكان منظره لا يدل على انه مجرد رقيب في شرطة المباحث ، فكانت هيئته وملبسه وكل حركاته تشير لانه (لورد) زمانه ويبدو عليه الثراء الفاحش ، ولا انسى عطره العجيب وساحر ينبئ عن قدومه ويجوب المكان ليغطي على رائحة المرض والدواء والحزن والالم .

    ودهشنا وتعجبنا جداً عندما علمنا ان شمس هذا متهم في جريمة قتل ! فشكله وهدوئه من المستحيل ان يوحي بقاتل او مشارك ! ،فتهامسنا بيننا بانه حتماً برئ !! ، كان له حراس يتناوبون على حراسته ودائماً ما تراهم يجلسون بسلاحهم امام غرفته الذي كان ندر ما يخرج منها ، وكنا لا نراه الى خارج مع الحرس للمحكمة ، او عمل تحليل طبي في المعمل وهو مكبل بالحديد ، وكان يأتي لزيارته القليلة من اهله ، معدا شقيقته التي لا تغيب يوم الا تجدها قادمة في اليوم التالي محملة بالطعام والشاي والملابس ، الوحيدة التي كانت تزوره وتتفقده بإستمرار ، وكانت الزيارات تكون داخل غرفته ، ليس كباقي المرضى الذين يستقبلون زوارهم في الهواء الطلق جلوساً على الارض امام العنابر ، او وقوفاً على "الدرابزين" للقادرين ، او حتى في فناء المستشفى ، فكان يخرج يودع من يزوروه من امام باب الغرفة ولا يُسمح له النزول معهم حتى البوابة كعادة كثير من المرضى المستطيعين .

    فكرة جريمة القتل المُتهم بها ، جعلت لنا رهبة وتجنُب في التعامل معه ! ، وهو ايضاً حذر صامت هادئي مبتسم دائما ، وفي الفترات القليلة التي نصادفه فيها ، نلقي فقط على بعضنا السلام ونذهب ، وبدت الايام تمر ونشأت علاقات طيبة مع عسكر الحرس وكانو ثلاثه اثنين يتناوبون بشكل مستمر وواحد يأتي من فترة لفترة ، وبحكم تواجدهم الدائم امام باب الغرفة ونحن طيلة الوقت خارج العنبر نفترش سجادة ونجلس عليها ، تحاشياً تواجدنا داخل العنبر كثرة وإزعاج ، فكان من الطبيعي ان تقوم تلك الاواصل السودانية بيننا التحايا والسلام والمساءات والصباحات والشاي والطعام المعمول وممدود بمحبة و تبادل السجاير ، ولو تيسر الامر ولقوا فَرقَّه يجالسوننا ونتبادل الونس ، ودائماً ما يكون شمس داخل غرفته ،
    ودُهشنا وذُهلنا جداً عندما عرفنا منهم ان شمس المتهم الاول في جريمة القتل الشهيرة التي حدثت من فترة طويلة ! والتي هزت المدينة ،وكانت حديثها لفترة من الزمن ، " والتي قُتل فيها شاب في مقتبل العمر ، وقُطع جسده وتم وضعه في شوال خيش ودفنه في ارضية صالون منزل بحي من الاحياء فترة طويلة من الزمن ، الا ان اراد الله ان تُكشف هذه الجريمة بعد ان تحللت وبداء ملامح منها يطفو على سطح الارض ، واصدرت رائحة كريهة جداً لفتت انتباه الجيران ، ويقال "ان اصحاب البيت كانوا في زيارة في مكان ما لفترة طويلة وظل البيت مقفول ، ليس به احد ، وبعد ان حدد الجيران مصدر الرائحة اتصلوا بالشرطة التي جاءت لتكتشف ان هناك بقاية جثة مدفونة بهذا البيت لها فترة !! " .. تم التعرف على اصحاب البيت ، الذي كان يسكنه شمس واسرته ، وتم التوصل في التحريات والبحث لعلاقة تربط القتيل بالاسرة ، وشمس وزوج شقيقته اخر من شُوهد معهم القتيل يوم وقوع الجريمة ، قصة تعج بالاسرار الاسرية وخفايا البيوت الخصوصية ! وتناولتها الصحف وتناقلها الناس ، ومع احداث الحياة المتلاحقة لم يدري الناس ماذا جرى في حيثيات تلك الجريمة الغريبة ، وماذا حدث لمرتكبيها ؟ ومن هم ؟! …….

    يُتبع …..






                  

04-28-2022, 12:05 PM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: محمد الجزولي)

    الا ان جاء اليوم وهدمنا الجدار العازل بينا وبين شمس ، والفضول يملئنا لنعرف المزيد من التفاصيل في هذه الجريمة فأصبح يجالسنا وسمح له الحرس بذلك ، وكان كثيراً ما نتواجد معه في غرفته ، ووجدنا فيه دماثة اخلاق من تربوا على ايادي تقية وفاضلة وعليه تدين معتدل ويمتلك ذخيرة من الثقافة والعلوم والمعلومات العامة ، وحافظ من الشِعر والمدائح النبوية الشريفة ما يثير دهشتك ، ويمتلك صوت عزب في الغناء والانشاد وحتى في الكلام ، ونحن في بواكير عمر الوعي ، عطشا لمثل هولاء النفر من الناس في حياتنا نجلس لهم القرفصاء ونستمع لهم بنهم وحب ، فوجدنا ضالتنا فيه واصبح لنا ملاز في العِلم والثقافة ومرجعية ، كان يكبرنا بعشرة سنين ، وهو ايضاً وجد ضالته فينا لشُح الزيارات ، وعزلته .. ففتح لنا باب قلبه "مَتاكَّياً " بحذر من بعض اسرار وخفايا ، وحكى لنا عن تفاصيل الجريمة باقتضاب وحجب لبعض الاشياء ! ، الا ان تم القبض عليه ، وكان يعمل محاسباً بأحد البنوك ، وايضاً تم القبض على شقيقه وزوج شقيقتهما ، واعترف هو بارتكاب الجريمة !! وفي صوته تحسُر وندم ، كان متردد في الاول ان يحادثنا في ذلك ، واستشعرنا انه لا يود ان يخوض ثانياً في حديث عن الجريمة او اسرته ، ويتحاشى ويهرب من ذلك بالحديث عن كل شي كل شي اخر ، احترمنا ذلك وواصلنا في علاقتنا الانسانية معه برغم ان تاكد لنا عن لسانه انه قاتل بالفعل !! ، لم يثنينا ذلك عن تواصلنا معه وتقربنا اليه ، واكتفينا بأن نسأله عن احوال المحكمة وسيرها ، يقول الحمد لله والمحامي بقول ان هناك احتمال لحُكم غير الاعدام ، وندعو له ونتمنى له رحمة من الله عز وجل .

    واصبح واجبنا المباشر بعد مرافقة العم احمد وتفقده والعناية به اصبح يرافقه واجب اخر وهو التعاطي من شمس الدين وما ينشره لنا من معرفة وتحلُقنا حوله في المسامرات الليلية التي (ادمناها) داخل غرفته ..

    ويدور دولاب الزمن ليجبرنا على ذلك اليوم الذي انجزنا فيه مهمامنا وذهبنا الى المستشفى اخر اليوم ، لنُفجع بخبر ترحيل شمس الدين الى السجن خلال اليوم ! ، لاكتمال علاجه ولم يعد هناك لزوم لتواجده في المستشفى ، وأصابتنا خيبة امل كبيرة بعد ما فشلنا في معرفة الى اي سجن تم ترحيله حتى نتمكن من زيارته ورؤيته مرة اخرى ! ، تحسرنا ودعينا ان يجمعنا به الله عز وجل في هذه البسيطة ، وعمنا احمد لم يمكث كثيراً بعد ذلك فأنتقل الى رحاب بارئه " تقبله الله بالرحمة والمغفرة " ، وغادرنا المستشفى وفقدنا في عزيزان .

    ودارت الايام دورتها ، وعبرت تحت الجسور مياه ، وشغلتنا الحياة ، وطيف شمس الدين لم يبارحنا في تذكره وتلهفنا لسماع اخباره ، والسؤال عن اين هو الان ! وماذا جرى في اموره ! والا اي حُكم تحصل عليه ، ولا نعرف له مسكن لأهله ! نتفقدهم ونسأل عنه ، !، وبما انه كان مُقِل عن الكلام حول اسرته وضارب غموض شديد في ذلك ، لم نلح لمعرفة اين يسكن بالظبط وفشلنا في التواصل معه من جديد ، حتى شقيقته عندما كانت تزوره لم نكن نراها كثيراً وان رايناها نرمي عليها السلام فقط ولم يدر اي حوار بيينا طيلة هذه الفترة ، وكانت دائماً تتوشح ثوب داكن وحزن وصمت .

    وسرعة الحياة واحداثها وانشغالاتها جعلت من صورة وذكر شمس الدين في ذاكرتنا تتوارى الى الخلف ويُخفى بريقها ،

    الا ان جاء اللقاء الثاني ..
                  

04-28-2022, 09:33 PM

Nasser Amin
<aNasser Amin
تاريخ التسجيل: 02-07-2017
مجموع المشاركات: 3562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: محمد الجزولي)

    سلامات محمد الجزولي

    متابعة
                  

04-28-2022, 09:46 PM

Abdelrahim Mohmed Salih
<aAbdelrahim Mohmed Salih
تاريخ التسجيل: 04-13-2016
مجموع المشاركات: 958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: Nasser Amin)

    كمان متابعه
    هل القصه حقيقيه؟
                  

04-29-2022, 03:34 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: Abdelrahim Mohmed Salih)

    Abdelrahim Mohmed

    تسلم على المرور والمتابعة


    نعم القصة حقيقية ..
                  

04-29-2022, 03:29 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: Nasser Amin)

    الفين سلام وتحية
    Nasser Amin

    تشكراتي على المتابعة والمرور
                  

04-29-2022, 09:30 PM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: محمد الجزولي)

    Quote: الا ان جاء اللقاء الثاني ..


    تغيرت احداث كثيرة في البلاد ، وفي ليلة كالحة نسائمها خيانة وتأمر خرجت افاعي في شكل بشر من الجحور لتلدغ احلمنا وتطلعاتنا وتلتف حول اركان البلاد واجسام العباد ، وهبت هجمة شريرة شرسة اطالت اعداد غفيرة من بنات واولاد الشعب وامتلئت الزنازين والسجون وفاضت بهم اركانها ، وكم فاضت اروح فيها ! ، ووجدنا نفسنا ضمن كثيرين نتحول بأمر الحاكم الباطش الجديد من زنزانة الى زنزانة ، واستقر بنا المقام في حوش وسير داخل سجن كبير وبين عدد معتقلين من خلق الله مختلفين التوجهات والسحنات والانحدارات العرقية والدينية والاجتماعية والثقافية ، واصبح بمثابة بيتاً الجديد وقصرنا التعيس المجبرين عليه لكنه وسيع فهو خير مية مرة من تلك الجحور والزنازين القميئة وضيقة ، فتعودنا عليه واحببنا حياتنا الجديدة فيه ، فهزمنا وحشته وبرودة لياليه وتفكيرنا المتلاحق في ما يدور في الخارج وقلق على اهالينا ، بالتعاضد والتكاتف والتكافل والمحنة والجسارة والصلابة والرفقة الحسنة والبرامج الثقافية والمسرحيات والكورال والندوات السياسية والتثقيفية والاعمال اليدوية وورش التلوين والرسم وحصص اللغات وكرة القدم والطائرة والمسابقات ولعب اوراق الكوتشينة والضُمنة والاناشيد والهتاف ،
    فكنا نخرج للعيادة والزيارات وكان هناك تقليد من كل يوم جمعة تُفتح الاقسام ويُسمح للمعتقلين زيارة بعضهم البعض ، وكان هناك اربعة اقسام ، الشرقيات ، المعاملة ، العنبر الداخلي والمديرية ، وكنا ننتظر ذلك اليوم بفارق الصبر حتى يتثنى لنا مقابلة ومعرفة تفاصيل الرفاق في الاقسام الاخرى وتبادل الاطمئنان والكُتب والمجلات والاخبار بعضنا واهالينا والرفاق في المعتقلات الاخرى والخارج .

    وجاءت جمعة من تلك الجُمع ولم يتثنى لي الخروج من القسم لأحساسي بوعكة خفيفة ، فظللت على سريري اطالع بعض الكتب والمجلات واخرج للحمام فقط ، الا ان جاءنا داخل الشاويش (سانتينو ) المسؤل من القسم ليسأل عني بالاسم ، ويخبرني ان هناك شخص من المساجين يريد ان يراني ! ، دُهشت وسألته من ؟ اجابني بأنه طلب منه ان لا اقول لأنها مفاجاة !! مفاجاءة ؟ نطقت بها وانا في حيرة من امري من هذا المسجون الذي يود أن يفاجئني برؤيته ؟! فسمحت له متعجباً ! ، فغاب الشاويش سانتينو لفترة وعاد ومعه مسجون في لابس السجن ، "العراقي والسروال الدمورية " بوجه صبوح يغبشه شحوب مبتسم ، لم اتعرف عليه من اول وهلة ، وسرعان ما جاء صوته المألوف الذي لم يبارح اذناي طيلة هذه السنين بالتحية والسلام ، لتقفز تلك الصورة الى ذهني بوضوح تام ، غرفة رقم اثنين في الجناح الجنوبي بالمستشفى ، وذلك الشاب الخلوق شمس بشحمه ولحمه …..

    >>>>>> يتبع
                  

04-30-2022, 11:39 PM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: محمد الجزولي)

    تبادلنا الاحضان الحارة والحنينة ومشتاقة ، وبكينا لفرحتنا باللقاء من جديد ، ، وحكى لي انه شاهدني اخرج في وسط مجموعة من المعتقلين من ناحية العيادة متوجهين الى الاقسام ، وقال انه كان وبعض المساجين في نفس الوقت قادمين من المحاكم ، فعرفني لان شكلي لم يتغير ، فطلب من سانتينو ان يقابلني ، وشكرنا الشاويش الانسان على موقفه السوداني النبيل ، وقال لنا بلكنة ابناء الجنوب المحببة " خلو كلام اواطف ده وكلصو سريع سريع زول ده كان شافو هنا انا بكش كركون " ، وضحكنا ، وذهب سانتينو الى خارج العنبر ، فجلسنا نتبادل الاستفسارات والاطمئنان على احولنا ، وسألني عن عم احمد وكل الناس لم ينسى او يستثني منهم احد ، وعلم بإنتقال العم العزيز احمد ، حِزن جداً بصدق وادمعت عيناه لسماع ذلك ،ورفعنا اكفنا نتلو الفاتحة على روحه ، كان وجهة شاحب واخذ منه الشيب نصيباً ، وطالت لحيته ، ونُحِل جسمه ، وعيناه في حيرة من امرها مغلفة بحزن عميق لكنه لم يستطع ان يطفي بريق الحب والمحنة وتلك الضحكة المخفية منها ، عرف مني اني معتقل اصنف سياسي ، بلا قضية او تهمة ،تنقلت خلالها بعدة معتقلات اخرها هذا اللعين ، وحكيت له كيف سارت بنا الحياة من بعد افترقنا ، وحكى لي هو انه منذ ان غادر المستشفى ذهب الى سجن امدرمان ، وواصل في جلسات المحاكمات الا ان خابت توقعات المحامين وتمت ادانته بالاعدام ! وتم تحويله الى هذا السجن العمومي ، زنازين المحكومين بالاعدام في المحاكمات الاولية وينتظرون الاستئنافات ومنهم من تجري محاكماتهم الان وهو منهم ، وسوف يكون اعادة النطق بالحكم بعد خمس عشر يوماً ، لكنه غير مطمئن !! تأثرت له ودعوت له من صميم قلبي ، وافترقنا بعد ان اخذ مني مجموعة مجلات عندي ، وقال لي انه ايضاً عنده عدد لا بأس من المجلات المتنوعة ، وان شاء الله في زيارته القادمة اذا سمحت الظروف واجاد علينا سانتينو بشهامة اولاد البلد مرة اخرى ، سيجلب لي منها اعداد ، ووعد سانتينو انه سيجلبه هو او احد المضامين ، اذا لم نلتقي ثانياً ..

    وبالفعل كانت هذه هي الزيارة الاخيرة ورؤيتي لشمس !! ، حيث تسارعت الاحداث تغلي داخل وخارج السجن وشغلتنا امور عدة وتغيرت وجوه ، وعدت شهور من اخر لقاءنا لم اسمع عنه شئ ! ولم اتمكن من معرفة ماذا حدث له !! ، وسانتينو نزل اجازة لاهله وقطع خيط تواصلي او سؤالي ! ، وحل محله شاويش اخر صارم وجاد جداً ، لا يعرف لسانه وتصرفاته الا لغة السجن ، سجان بمعنى الكلمة ! ..


    >>>>>>
                  

05-01-2022, 11:50 PM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلات هدية الإعدام !! (Re: محمد الجزولي)

    وفي نهار يوم رتيب بطي كعادة ايام السجن ، التي لا تكحلها الا مراويد المعتقلين بنثر كل ما هو جميل ومفيد وملهم وصلب ، جاءوا ينادون عليّ وكنت في غفلة القيلولة ، فقمت لأجد احد المساجين المضامين يحمل كرتونة كبيرة ! قال لي شمس تمت ادانته بالاعدام في الحكم النهائي ، وتم ترحيله الى زنازين الاعدام ولبس الاحمر في انتظار مقابلة المفتي والتنفيذ !! واوصى بان تذهب هذه الكرتونة لك ! ، وعندما فتحتها وجدت بها مجموعة مقدرة من المجلات المتنوعة ! ..

    واُعدم شمس في ما بعد بفترة قليلة !! ..
    تغمده الله وابدل ذنبه بواسع الرحمة والمغفرة
    .
    .
    انتهى .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de