ما بدر من المحاميين من الفاظ مسيئة وحاطة بالكرامة الإنسانية هو سلوك يجب الا يمر مرور الكرام لأنه يرسل رسالة سيئة للمجتمع الذى تسعى مؤسساته الرسمية لاستقراره وعدم هزه ، وهو مجتمع مصاب بكثير من العلل ، اما اذا جاءته الطعنة من جهة منوط بها السعي نحو العدالة والحفاظ والدفاع عن حقوق الانسان فهى طعنة نجلاء في مقتل ، ولذلك ان المؤسسات المفترض بها ان تحافظ على القيم السوية في المجتمع عليها ان تبادر لردع الخارجين على هذه القيم وان تفعل آلياتها العقابية حتى يحصل الردع الشخصى والردع العام ، المحامى الذى تلفظ بألفاظ عنصرية مقيتة وسب للعقيدة علنى وفى نهار رمضان وسكوت المحامى الاخر وضحكته الصفراء المتوافقة معه تدل دلالة واضحة على خروج هذين الشخصين على القيم والأخلاق السودانية وعدم مبالاتهم في الطعن في هذه القيم ، ان من اوجب واجبات المحامى هو الدفاع عن حقوق الانسان والمساواة بين الناس فاذا ساهم في خلخلة هذه القيم فبالتأكيد هو ليس بجدير ان يحمل صفة محامى ، ان المحامى ليست هو الذى اكمل أربعة سنوات دراسة في القانون ثم اجتاز امتحان مهنة القانون ، هذه صفة شكلية ، بل ان المحامى الحقيقى هو الذى يتشرب قيم المحاماة في سعيها للعدالة والدفاع عن حقوق الانسان والمساهمة في استقرار المجتمع ، ولذلك أرى ان تتحرك نقابة المحامين ولجنة قبول المحامين فورا لسحب الترخيص من هذين المحاميين وتركهما ان يمارسا ما جبلا عليه من وقاحة وإساءة تليق بهما .
من واجبات المحامى حسب ما جاء في قانون المحاماة الآتى :-
الامتناع عن سب الخصوم . ـ على المحامى أن يمتنع عن تجريح الخصوم أو سبهم أو ذكر الأمورالشخصية التى تسئ اليهم أو اتهامهم بما يمس الشرف أو السمعة ما لم تستلزم ذلك طبيعة الدعوة أو ضرورة الدفاع عن مصالح الموكل
هذا على مستوى الدعوى او القضية التي يباشرها المحامى ، هذه القاعدة يجب ان تلازم المحامى في حله وترحاله في المجتمع الذى يعيش فيه ، ان يكون عفيف اللسان ، يحافظ على كرامة البشر ولا يحط من قدرهم فاذا فعل عكس ذلك فقد خان مهنته مما يستوجب مساءلته
كذلك جاء في قانون المحاماة الآتى :-
كل من يخل من المحامين بواجباته أو بشرف مهنته أوتصرف تصرفاً يحط من قدرها أو قام بما يمس كرامة المحامين أو يخالف حكماً من أحكام هذا القانون يحاكم أمام مجلس تأديب ويعاقب عند الادانة بأحد الجزاءات المنصوص عليها فى المادة 53 وذلك مع عدم المساس بأية اجراءات قد تتخذ ضده بموجب أى قانون آخر .
ان شرف مهنة المحاماة مقدس ولذلك كونت هيئات محددة للحفاظ على هذا الشرف من الاخلال به والإساءة اليه ومن ضمن هذه المؤسسات نقابة المحامين ولجنة قبول المحامين ، ومن ضمن القانون هناك لجنة تأديب مهمتها تأديب الذى يخرج عن حدود الادب والأخلاق والمهنة مثلما فعل هذين المحاميين .
فهل تتحرك نقابة المحامين ولجنة قبول المحامين ام تدس رأسها في الرمال كأنها لم تسمع ولم ترى ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة