هل إندثرت أرض الخير وخبا فجر النور العظيم بدءاً من هذا اليوم الحزين ، برحيل السر قدور ،، أم انهما في الطريق إلى الإنحسار والإندثار ؟!! ألا رحم الله ذلك ( السر ) الذي أُودع في شغاف تلك النفوس العامرة الثرية و على أفئدة أولئك السودانيين الأصفياء الأذكياء الطيبين الخيرين العظماء !! .. على تلك الحقبة العظيمة من حِقب ذاك النور والضياء الخرافي المبين الذي خطف الأبصار والقلوب والأفئدة على ذاك الزمان الجميل !! .. وكمرحلة أولية إبتدائية من مراحل ذلك الفيض العميم القادم إلى هذا العالم ، من فجرِ ذاك النور البهي ، ومدد ذاك الخير الإنساني العظيم المرتقب !! ... ليست هي الصدفة ولا هي ضربة حظ ، أن يتفجر إلهام السر قدور ذلك الشاب المثقف المُلهم الأديب الفنان الذكي اليافع القدير ، برائعته العظيمة المخلدة ( أرض الخير ) ، كإحدى أفضل الأغنيات السودانية الوطنية على مر العصور !! .. وهو ذلك الشاب الذي صقلته الحياة الثرية الذكية ولم يك قد تلقى أي تعليم أكاديمي نظامي ولم يدخل حتى إلى المدرسة !! إبن الخلوة البسيط ، ذلك العالِم بالفِطرة السليمة ، حسبه حسب أقرانه وقريناته الأصفياء على تلك البقعة المباركة من قلب هذا العالم !! هو ذلك الجيل العظيم على تلك الحقبة المضيئة وتلك العقود الماسية الراقية .. ولطالما يذكرني السر قدور بأولئك الناس الأثرياء الحكماء الأفاضل الذين ترعرعنا وحُملنا على أكتافِهم وأحضانِهم رِدحا طويلاً من الزمان !! هم ( جدودنا وحبوبتنا وخالاتنا وعماتنا و أخوالنا و أعمامنا وأولئك النفر الكريم ) ،، ولفيف من عمالِقة وعملاقات الفِكر الإنساني الراقي الأصيل المتطور ،، وفيوضات تلك الأنفس الهدية الرضية العامرة المتقدِمة !! .. ولطالما تخيلت ، وكثيراً ما تصورت ، ثم تأملت وجه الشبه وملامحه في وجه السر قدور، وعلاقته بوجوه أمهاتنا وحبوباتنا وجدودنا و آباءنا ، المنيرة النيرة ، المتألقة بأنوار ذاك الألق والصفاء والبهاء المنبثق من تلكم القلوب الرحيمة الثرية المُترعة ، وتجلياتها حينما يسرد سرده الجميل ، ويحكي حكيه الممتع الغزير ، حكي الواثق العارف بأسرار ذلك الماضي المجيد الجميل !! . قدم السر قدور كذلك ما أثرى به الوجدان السوداني إثراءً رفيعاً وعصياً عن الوصف ، بأغنيات رائعة رسخت في ذهنية المتلقي السوداني وفؤاده ووجدانه ، رسوخاً جميلاً تفتقت على إثره أشجان وعوالِم من الجمال والخير والحُب والافتتان والسجر البديع !! ،، فكتب ( أسمر جميل ) لإبراهيم الكاشف ، و ( أنا بهواك ) لصلاح محمد عيسى ، و ( حبيبي نحن اتلاقينا مرة ) للعاقب محمد الحسن ، و ( حنيني إليك ) لمحمد ميرغني ، و ( ست البنات ) لصلاح بن البادية . فهل اندثرث أرض الخير وخبت أنوار فجرها البديعة ، وانحسرت مياه ينابيعها وزلالها الصافي ،، أم أنها سوف تندثر ويذهب ريح أريجها ،، بما حلت عليها وعلينا من كوارث الزمن الردىء الجاسم على صدور أهلها الشرفاء الخيرين الأوفياء !! .. هل سيصمت هزار حدائق ( أرض الخير ) ، ويتوقف هديل حمامها ، وصدح كرواناتها وبلابلها الجميلة ؟! أم أنه قد نضِب حقاً ذاك المعين الغني ؟!! ، أم أنه سوف ينضب من فرط السطو المُريع ، ومحنة احتلال حقول أرضِها وبساتينها من الدخلاء والقتلة المارقين ؟!!. لا أظن أن ربها الجليل القدير الذي رسم آفاقها ،، لا أظن أن بارئها الرؤوف الرحيم الذي شيد جبالها ، و أبدع بساتينها وحقولها وحدائقها ، وفجر نيلها العظيم ، و أسال جداولها ووديانها !! ،، ولا أظن أن الذي أبدعها وسواها ، وسوى ليلها ونهارها وصباحاتها المشرقة !! ولا أظن أن الذي أعمر قلوب أهلها العامرين الأوفياء الطيبين ، سيتركها هاملة للمعتدين العابثين الأشقياء !! .... وإنه لآت ،، ولسوف يأتي ذلك اليوم العظيم ، بنذر الخلاص الوشيك ، والنصر المبين ... بسواعِد أهلها الأقوياء ، وفتيانها وفتياتها النُجباء الكرام الأكرمين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة