"الكاشف" الرجل الشؤم؛ والحَفَّارة !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 10:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2022, 10:36 PM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"الكاشف" الرجل الشؤم؛ والحَفَّارة !

    09:36 PM February, 22 2022

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    "الكاشف" الرجل الشؤم؛ والحَفَّارة
    القاهرة في : ١٧ / ٢ / ٢٠٢٢ م

    هذا "الكاشف" ما دخل في شيء إلاَّ شانه ونزع بركته وعَكَسَ رتبته بلا مبالغة وربما نزل على قوم آمنين فقلب حياتهم رأسا على عقب وأحالها إلى جحيم ؛ ولكم أن تتصورا كل المشاكل التي يمكن أن يُحْدِثَهَا حال وَفَدَ على أحد أو جماعة بكل المقاييس وبكل صدق؛ آفة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
    ذهب مرةً إلى قرية "وَدْ النَّوْ" بجنوب مدني في المديرية الوسطى وكان هناك عملاً لإزالة الطمي من مجاري الري بالمنطقة يتبع لمشروع الجزيرة بواسطة الآليات الكبيرة "الحَفَّارَاتْ" Excavators ؛ وكان الاشتراط عليه حال وصل الموقع المعين كالآتي :
    أولاً؛ لا تتصل بإدارة الشركة مهما يحدث من مشاكل؛ فوظيفتك هي حل المشاكل آن سير العمل وإلاَّ فلا داعي لتعيينك مشرفاً هندسياً في الموقع.
    ثانياً؛ لا تتصل بإدارة الشركة مهما يحدث من مشاكل؛ فوظيفتك هي حل المشاكل آن سير العمل وإلاَّ فلا داعي لتعيينك مشرفاً هندسياً في الموقع.
    وَقَّعَ طَرَفَا العقد في حضور الشهود وهما عالِمَيْنِ بمحتواه القانوني؛ الكاشف / مدير الشركة.
    ذهب الكاشف إلى قرية "وَدْ النَّوْ" بجنوب مدني بالمديرية الوسطى مع كل الآليات والمعدات والعُمَّال والتموين والتمويل ومعه مصاريف جيب خاصة لا علاقة لها بالعمل باعتباره حافزاً معنوياً ودافعاً لإنجاز العمل الموكل إليه خارج المرتب المجزي جداً جداً.
    نسيت أن أخبركم أوَّل هذه القضية المُهِمَّة وبالتحديد الطنطنات بين الموظفين في الشركة مع الإدارة برفضهم هذا المخلوق المدعو "الكاشف" ؛ لكن الإدارة لم تقبل حُجَّتهم القائلة "بسوء طالعه وحظه النَّحس" ودماره لكل ما تقع عيناه عليه فهو بجانب حظه البائس لا يخلو من عين مُعدية تصيب ما تقع عليه في مقتل بأسرع وقت ممكن وبدون مقدمات؛ وتسببت الإدارة قرار التعيين لمهارته الفنية وأمانته في العمل وهما صفتان لا تتوفران في جيل اليوم وما عداها مسائل ثانوية لا تعني الشركة في شيء؛ لا من قريب ولا من بعيد؛ وانتهى الأمر على ذلك وحدث ما حدث.
    المسافة بين الخرطوم وبين قرية " وَدْ النَّوْ" حوالي أكثر من مائتين وخمسين كيلو متراً تزيد ولا تنقص حتى تصل للترعة المقصودة لإزالة الطمن منها ولا تخلو من تكلفة مالية عالية كما يعرف ذوو الاختصاص .
    وصلت الآليات وما فيها ومَنْ عليها في غضون يومين ونصف بسبب تعنت سائق البطَّاح Lwoabed Driver / الحاملة التي توضع عليها الآليات الثقيلة للمسافات البعيدة / وهذا معروف عن تلك القبيلة؛ قبيلة السَوَّاقين الا من رحم الله؛ وليست بذي بال يُذكر ؛ المهم أن يصل الجميع بخير كما التخطيط المُعَدُّ لذلك.
    مر اليوم الأول والثاني بدون إزعاج للسلطات المعنية / الشركة والجهات صاحبة العمل / لكن في نهاية اليوم الثاني حدث الآتي :
    { قبل الشروع في تفصيل ما حدث يجب التنبيه على ما قبلها من حدث؛ وهو وجود صاحب الشركة المدير العام وزوجته بنادي الضباط بالخرطوم بمناسبة عيد زواجهما الميمون؛ يستمتعان بموسيقا الفنان "ود الأمين" الصاخبة تلك التي تجعلك مجنوناً بلا إرادة إذ تُصيب منخوليا المخ بالتجاوب والإدمان رقصاً كان أم ترديداً معه أو كيفما يتفق؛ فحفلة نادي الضباط بالفنان "محمد الأمين" لا تخلو من تصوف مزمن بلا شك.
    هذا ! في ذلك الزمان لم تكن الموبايلات الحديثة التي تعمل باللمس موجودة فكانت الموضة هي الموبايل ٣٣١٠ نوكيا؛ وكان يحملها المدير العام كأحسن ما تكون الشياكة؛ فتأمل أصلحك الله }.
    في ذروة الانتشاء تلك؛ كان جرس الموبايل يرن بصورة متكررة بدون توقف ولكن هيهات هيهات :
    أقول ليها؛ عويناتك ديار وعدي
    مسورة بجدار صمتك
    عذابي معاك بريييييدك قبل ما أعرفك
    ****. ****
    قالوا متألم شوية
    ياخ؛ بعد الشر عليك
    ***. ****
    يا حاسدين غرامنا
    يا قاصدين خصامنا
    شوفوا غيري وغير حبيبي
    تِرِرِمْ؛ تِرِرِمْ؛ تررم بررم؛ تِتْتِترِررم بِرِرِم
    وهاك يا تمايل وهاك يا هلس.
    وصل الزوجان المنزل ولم ينتبها للموبايل نهائياً إلاَّ حين أرادا الخلود للنوم بعد متعة وفرحة لم تمم؛ إذ وجد على شاشة الجوال : [ الكاشف اتصل بك ٢٠ اتصال ] ؛ فانقلب الأمر رأساً على عَقِبْ وأصاب المدير العام إحباطاً مُزرياً ونكداً عارِماً بمجرد رؤيته الشاشة.
    رجع المدير العام لل"الكاشف" بطبيعة الحال؛ ولم يسلم عليه كعادة المتصلين فقال :
    خير يا طير؛ يا وش أم قِنِّي الما بتحنني.
    فرد الكاشف بصوت أشبه بصوت أشباح مُعَتَّق من الجانب الثاني لا يخلو من فحيح الأفاعي وهي فائرة السم :
    والله ما خير.
    المدير : أدخل في الموضوع مباشرةً؛ ما هي المشاكل؛ لماذا أتصلت عشرين اتصالاً .
    { وبدأ الغضب يلوح في وجه المدير العام واكفهرَّ تماماً }
    الكاشف : الحَفَّارة وقعت داخل الترعة أثناء العمل وتوقفت تماماً.
    المدير العام : لعنة الله عليك أيها العَجُوز العَفِن! وهل سبحت في الترعة مثل البطة؟!
    { بكل سخف وبرود واستياء يتجاوبان وكأن على رؤوسهم المطر }
    الكاشف : بالضبط كذلك؛ مثل البطة ياااا اا.
    المدير مقاطعاً : ولماذا اتصلت علي؛ اتصالك يعني مخالفتك لشروط العقد معك؛ وعلى كلٍ عليك التصرف بأسرع ما يمكن والمحاسبة لاحقاً.
    أربط الحَفَّارَة في صُلْبِك وجُرَّها خارج الترعة أو أبحث عن كارو حمار وادفع له تكلفته ووووووو؛ إياك أن تتصل بي ثانية مفهوم؛ الله لا كسَّبك؛ شؤم!.
    انقطعت المحادثة هنا.
    سمع الموظفون بالشركة الخبر؛ فتناقلوه بينهم وربما زادوه حِبْكَةً وسخرية وشماتة؛ الله أعلم؛ لكنهم كانوا يعرفون النتيجة مسبقاً وقد صدق حدسهم بلا شك.
    إصرار المدير العام على تعيين" الكاشف " كان بناء على ما سبق ذكره من أمانته وتفانيه ومهنيته في العمل؛ وبجانب ذلك هو صديق شخصي للمدير العام وموضع ثقته منذ أيامهم بالجامعة على كتم كل أسراره حسنها وقبيحها؛ فحالما لم يجد عملاً في أي مكان ما يتصل "الكاشف" بصاحب الشركة بغرض العمل ؛ ف"الكاشف" يؤمن بالمثل السائر ( جرادة في الكف ولا ألف طائر) شعاره المحبب فيما يرى الراوي العليم.
    نسيت كالعادة أن أُحَدِّثَكُمْ عن شكل الخلافات المستمرة بينهما في كل المجالات الحياتية فهما كقضبان السكة الحديد يتوازيان ولا يلتقيان أبداً ؛ والرابط الوحيد بينهما الصداقة الصادقة والوفاء المخلص ودونهما يهون كل شيء ؛ فلا يخلو المدير العام من إيمانه بالمثل القائل : ( المال خير من الكاشف ) إلا قليلاً.
    إتصل الكاشف على المدير في اليوم الرابع؛ بعد يومين من الحادثة؛ فقد سمع من الموظفين ما جرى ورأيهم في الحادثة وهم لا يعلمون سر تمسك المدير بالكاشف فلا يظهرانها البتَّة للغير؛
    الكاشف : أسمعني؛ أنا ما عاوز شغل معاك من الليلة دي.
    المدير : حَلِّيِت المشكلة أولاً ولا لسه.
    الكاشف : الحَفَّارَة طلعناها؛ وأنا جاي الخرطوم باكر دي؛ وما عاوز معاك أي كلام.
    المدير : صَفِّيِ حساباتك هناك قبل ما تجي؛ وما تجي الشركة خالص؛ بيتكم طوالي؛ ونتحاسب بعدين معاك المبلغ الكافي ولا لأ؛ برَّة مصاريفك الخاصة ؟ .
    الكاشف : أيوة معاي!
    انتهت المكالمة هنا بينهما؛ لكن فليعذرني القارئ الكريم على تكرار النسيان غير المعتمد؛ فقد نسيت أن أُحدثكم عن بُخْلِه وحِرْصِه الشديدين على المال مهما كانت المتاعب والمصائب؛ فعساه يهلك ولا يبالي ولا يخرج فلساً واحداً من جيبه؛ ضُم هذه الصِّفَةُ الفسلة إلى الصفات السابقة؛ مهم للغاية؛ وعن الكاشف ينشد المدير :
    في وجهك طول *وفي وجه الكلاب طول
    قالوا : نظر الكاشف يوماً إلى فتاة في الجامعة حين أرادت أن يشرح لها معادلة رياضية من المُقَرَّر للسنة الثانية قسم الهندسة المدنية وهي على أعتاب الامتحانات النهائية للصف؛ وحين جلسا للشرح توقعت الحسناء أن يدعوها إلى كوب من العصير المثلج أو حفنة من الشاي السادة؛ فلم تظفر منه بشيء؛ أي شيء /العبارة مفتوحة على كل التأويلات / وحين شعر هو بذلك قاطعها بحجة ما إذ لا يقدر على مواصلة الشرح وعليه الذهاب فوراً من هنا.
    سألناه فيما بعد : لماذا لم تتم الشرح للزميلة؟ فقال مباشرةً : خَشَّتْ في اللحم الحي؛ عاوزاني أعزما؛ قوم بول!
    هذا ! عادة قبل تحرك أي آلية من الموقع لا بد من إخطار الإدارة بذلك تفادياً لحدوث أي عوائق وتذليلاً لأي عائقة موجودة ؛ فقد اتصل بالمدير للمرة الثانية قائلاً :
    الكاشف : سنتحرك فجراً من "وَدْ النَّوْ " بإتجاه الخرطوم؛ وستختفي شبكة الهاتف الآن بعد هذه المكالمة؛ هل هناك أي توجيهات؟.
    المدير : نعم ! تذكر بأن لا تتصل بي مجدداً؛ ولا تكن مع الآليات وعليك الذهاب منفرداً دون الفريق العامل للخرطوم من طريق المركبات العامة من السوق الشعبي بمدني.
    لا أحتاج لتذكيرك مرة أخرى؛ فهمت ولا أعيد؟!.
    الكاشف مُهَمْهِمَاً : قوم بول !.
    المدير والكاشف يقرئان معاً في وقت واحد ما تعودنا على ترديده كثيراً في مثل هذه الحالات قوله تعالى : { وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كَلٌ على مولاه؛ أينما يوجه لا يأت بخير؛ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم } سورة النحل.
    [ الكَلُّ معناها : العِبأُ الثقيل ]
    ويختم المدير : المحاسبة لاحقاً.
    انتهت المكالمة هنا؛ لكن القصة لم تكتمل فقد حدث ما لم يكن في الحسبان..
    دعوني أذكركم بشروط التعاقد من جديد :
    أولاً؛ لا تتصل بإدارة الشركة مهما يحدث من مشاكل؛ فوظيفتك هي حل المشاكل آن سير العمل وإلاَّ فلا داعي لتعيينك مشرفاً هندسياً في الموقع.
    ثانياً؛ لا تتصل بإدارة الشركة مهما يحدث من مشاكل؛ فوظيفتك هي حل المشاكل آن سير العمل وإلاَّ فلا داعي لتعيينك مشرفاً هندسياً في الموقع.
    الوقت المحدد لعودة الفريق من "وَدْ النَّوْ" إلى الخرطوم لا يزيد عن اليومين في أسوأ الأحوال؛ مع تقدير المتاعب في الطريق؛ فاليكن الله في عون الجميع ويكفيهم شر أولاد الحرام وسوء الطالع.
    مرَّت الليلة الرابعة بعد الموعد المعروف لدخول الآليات العاصمة المثلثة؛ وبدأ القلق والتوتر يتسللان إلى طمأنينة المدير العام الذي يخشى ما يخشاه حدوث مكروه لا قدر الله للـــــ "الكاشف" بالتحديد؛ فيتحمل إزعاج والديه له بتسبيب المكروه للمدير العام وهذه كارثة أخرى بلا شك .
    باختصار؛ اتصل "الكاشف" على المدير في وقت متأخر جداً من الليل وكان الحوار كالآتي :
    المدير : أدخل في الموضوع بدون تطويل؛ ما الكارثة التي حدثت؟!.
    الكاشف : أسمعني؛ اللوبد؛ قطع قضبان السكة حديد في محطة (الحاج عبد الله) والشرطة فتحت بلاغ في السائق وتوقف القطار أكثر من ثمانية ساعات؛ المتجه إلى بابنوسه محملاً بالمواد البترولية فحاولنا عمل تسوية؛ فقررت الشرطة بالاتفاق على دفع غرامة مالية وصيانة القضبان بأسرع ما يمكن وووو.
    قاطعه المدير العام قائلاً : وما علاقتك انت بهذا الموضوع؛ أليس من المفترض أن ترجع بالمركبات العامة للخرطوم منفرداً ؟.
    الكاشف : نعم! كان من المفترض حدوث ذلك؛ لكن قررت في اللحظة الأخيرة الذهاب مع الجميع لتوفير ثمن التذكرة فمتى ما تحاسبنا يبقى لدي مصاريف بمعرفتي بحسابك العسير .
    المدير : ( ) كلمة نابية جداً جداً؛ قبح الله وجهك أيها العجوز العَفِنْ؛ تُفْ عليك وعلى وجهك القبيح الطويل أيها الشؤم؛ لعنة الله تغشاك؛ و و..
    كاله بالسباب والشتائم ما لا يمكن كتابته هنا / المساحة مفتوحة لكل أنواع الشتائم / احتراماً للجميع .
    تم فصل "الكاشف" من الشركة فوراً ومحاسبته على كل فلس أخذه؛ وفشل المشروع فشلاً ذريعاً ودخلت الشركة في ديون لا يعلمها إلا الله وفرح الموظفون بذلك قطع شك .







                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de