قوى التغيير في السودان: هل تكسِر "الحلقة الشريرة"؟!بقلم شمائل النور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 02:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2021, 08:05 AM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قوى التغيير في السودان: هل تكسِر "الحلقة الشريرة"؟!بقلم شمائل النور

    07:05 AM November, 19 2021

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لعل ما قاد إلى حالة السيولة التي انتهت بانقلاب يكمن في أن القوى التي قادت الثورة "ترفّعت" عن قيادة الدولة، وعبّدت الطريق أمام النادي السياسي القديم ليعيد إنتاج فشله، ومنحته حق تقرير مصيرها. ثم أن القوى الحديثة لا تملك الخبرة الكافية لإدارة الدولة، ولم يتخلق منها تنظيم سياسي ينتقل بها من قيادة الثورة إلى قيادة الدولة.2021-11-17

    سودانيون يتظاهرون ضد انقلاب عبد الفتاح القاتل البرهان
    كان من الطبيعي أن تنتهي حالة السيولة السياسية، والعسكرية والأمنية التي سيطرت على المشهد السوداني بانقلاب عسكري يعيد الأوراق إلى مربع الصفر.

    لم يكن انقلاب قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح القاتل البرهان، فجر الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مفاجئاً للمتتبع لصراع أطراف السلطة الانتقالية، المدنيين والعسكريين، والذي خرج إلى السطح متفجراً قبيل موعد انتقال الرئاسة إلى المكون المدني في تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. لكن لم يكن هذا الصراع وحده هو الحاسم، إذ وبالمقابل، كان صراع "تحالف الحرية والتغيير" نفسه، والانقسامات التي طالت هذا التحالف الهش عاملاً حاسماً في انقضاض العسكر على السلطة بحجج تشظي القوى السياسية وانقساماتها، علاوةً على انكبابها على المحاصصات داخل جهاز الدولة.

    طرح القاتل البرهان عدة مبررات لانقلابه على شركائه المدنيين، على رأسها الانشغال الغميس بالمحاصصات، وفشلها في تحقيق الحد الأدنى من الوفاق السياسي الذي يؤهلها أن تكون جسماً موحداً مؤهلاً لعملية انتقال الرئاسة للمكون المدني. يعلم القاتل البرهان تماماً أن "الحرية والتغيير" لم تكن مستعدةً للحظة انتقال الرئاسة بسبب الخلافات الحادة بين مكوناتها، وإنْ كانت هذه الخلافات قشرية، إلا أن الجنرال استطاع توظيفها لصالحه، ذلك بتغذيتها عبر دعم طرف ضد آخر.

    مقالات ذات صلة
    ثلاثة عوامل ستحدد مستقبل انقلاب القاتل البرهان
    السودان: حمى انتقال الرئاسة للمدنيين تفتك بالشراكة الهشة
    اصطفت بعض قوى "الحرية والتغيير" إلى جانب العسكر، وأبرزها "حركة العدل والمساواة" برئاسة جبريل إبراهيم، و"حركة تحرير السودان" برئاسة مني أركو مناوي، وهي أبرز حركات دارفور المسلحة التي وقّعت على اتفاق جوبا للسلام في أعقاب سقوط البشير. مضت هذه المجموعات في خلافاتها إلى اللجوء للشارع، حينما حشدت بعض المكونات القبلية للاعتصام أمام القصر الرئاسي. وقد فتح لهم القاتل البرهان أبواب القصر الذي ظل الوصول إلى منطقته عصياً على قوى الثورة على مر المواكب والمليونيات التي تجوب الخرطوم منذ ما قبل سقوط البشير، باعتباره منطقةً محرمٌ الدخول إليها. لكن حينما انفتحت الأبواب واستضاف القصر هذه المجموعات، كانت الرسالة واضحةً تماماً ومفضوحة: إن اعتصام القصر هو تمهيد للانقضاض بحجج أن شارع الثورة ليس واحداً، وهناك شارع يرغب صراحةً في أن يمسك القاتل البرهان بكل السلطة، وقد كان هذا مطلباً رئيسياً لذلك الاعتصام الذي كان يعج بخطاب الكراهية ضد المدنيين، وفعلياً فهو قد لعب دور "المُحلل" لانقلاب القاتل البرهان.

    سخط الشارع... الرسالة الخاطئة
    صحيح أن السخط تسلل إلى الشارع جراء تراخي حكومة حمدوك في اتخاذ القرارات، وأنه تمدد أكثر ضد "الحرية والتغيير" التي أدارت ظهرها للناس متناسيةً مطالب ثورتهم، غير آبهة بشيء إلا بإدخال كوادرها إلى مؤسسات الدولة، وتحقيق مكاسب حزبية آنية، بعيداً عن العمل لتأسيس مدنية دولة خرجت بعد لأي من حكم العسكر. وصحيح أن كل ما احتج به القاتل البرهان لا تشوبه شائبة، لكن الجنرال ليس الشخص المؤهل أخلاقياً لتصحيح كرّاسة شريكه المدني، ليس فقط لأنه جزء من هذا الفشل بحكم الشراكة بينه وبين المكوّن المدني، بل لأن القاتل البرهان يخاطب مخاوفه الشخصية من محاكمة محتملة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة في حزيران/ يونيو 2019، ويريد أن يجعل البلاد رهينةً لضمان سلامته، تماماً كما فعل الرئيس المخلوع عمر البشير بعد اتهامه من قبل المحكمة الجنائية الدولية في 2009.

    لم يكن الصراع بين الجناحين العسكري والمدني وحده هو الحاسم، إذ وبالمقابل، كان صراع "تحالف الحرية والتغيير" نفسه، والانقسامات التي طالت هذا التحالف الهش عاملاً حاسماً في انقضاض العسكر على السلطة بحجج تشظي القوى السياسية وانقساماتها، علاوةً على انكبابها على المحاصصات داخل جهاز الدولة.

    ويبدو أنه فهم بشكل خاطئ سخط الشارع ضد القوى السياسية، وظن أن أي إطاحة بهم سوف تجد القبول. ولا يغيب عن الشارع السوداني انقلاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تربطه علاقات وطيدة اليوم بقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح القاتل البرهان. فقد نال السيسي في المواكب والتظاهرات ضد انقلاب القاتل البرهان نصيباً وافراً من الهتافات واللافتات المناوئة، وهي كذلك طالت دولة الإمارات، وهو المحور ذاته الذي نصح القاتل البرهان بفض اعتصام القيادة وفرض الأمر الواقع بالقوة، ظناً منهم أن الأمر يسير. لكن الشارع قابل محاولة القاتل البرهان للسيطرة آنذاك بعصيان شلّ الحياة تماماً، فاضطر الجنرال للرضوخ والتراجع. وتحت الضغط الإقليمي والدولي تمّ التوقيع على وثيقة دستورية بين العسكريين والمدنيين أفضت لشراكة في آب/ أغسطس 2019. لكن نية الانقلاب ظلت مبيّتة.

    يتكرر اليوم المشهد ذاته، وفي ظن الناصحين أن الشارع وقواه الحية فقدت جذوة الثورة بعد عامين ويزيد من الفشل والعجز الذي أصبح سمة المشهد السوداني، فإذا بهم يشجعونه على انقلاب "يتيم"، لا غطاء له حتى داخل مؤسسة الجيش نفسها.

    ودون التنبؤ بعمر انقلاب القاتل البرهان، والذي لا يختلف اثنان حول قصره، من الضروري الآن أن تقرر قوى التغيير في السودان أن يكون آخر الانقلابات في هذه البلاد التي لم تستطع الخروج من تقلبات الديمقراطيات الهشة والانقلابات منذ استقلالها في 1956، أو ما اُصطلح على تسميته في القاموس السياسي السوداني ب"الحلقة الشريرة"، وهي ديمقراطية هشة تنتهي بانقلاب عسكري ينتهي بانتفاضة شعبية، ثم ديمقراطية، فانقلاب ثم انتفاضة.

    مقالات ذات صلة
    بعد الثورة.. لماذا تأخرت العدالة في السودان؟
    دارفور.. الانتقال من "الحرب" إلى "آثارِها"!
    شهد السودان انتفاضتين (تشرين الأول/ أكتوبر1964، ونيسان/ أبريل 1985) أطاحتا بحاكمين عسكريين قبل أن تنقلب الجبهة الإسلامية في 1989، وتسيطر على البلاد لثلاثين عاماً انتهت بثورة شعبية. وعلى الرغم من أن الأخيرة أيضاً لم تخرج من "الحلقة الشريرة" المعروفة، إلا أن أوجه الاختلاف بين ما حدث في انتفاضتي 1964 و1985 وبين كانون الأول/ ديسمبر 2018 عديدةٌ، أهمها على الإطلاق هو طبيعة القوى التي تقود هذا الحراك، والمهم كذلك مراعاة الفئة العمرية التي مثلت وقود هذه الانتفاضات. ففي السابق، كانت القوى السياسية التقليدية هي التي تحرّك الشارع وتقوده، بينما ما حدث في كانون الأول/ ديسمبر 2018 هو أن قطاعات مهنية، ولجان مقاومة لقيادة الشارع تقدمت، ثم لحقت بها الأحزاب السياسية، ولم تتعدَّ الفئة العمرية للشابات والشبان الذين فجروا وقادوا "ديسمبر" الثلاثين في غالبيتهم العظمى.

    كان "اعتصام القصر" تمهيد للانقضاض بحجج أن شارع الثورة ليس واحداً، وهناك شارع يرغب صراحةً في أن يمسك القاتل البرهان بكل السلطة، وقد كان هذا مطلباً رئيسياً لذلك الاعتصام الذي كان يعج بخطاب الكراهية ضد المدنيين، وفعلياً فهو قد لعب دور "المُحلل" لانقلاب القاتل البرهان.

    فتحت هذه القوى الحديثة والجديدة كلياً في المشهد السياسي السوداني نافذة أمل كبيرة بعد تضعضع الثقة في القوى السياسية التقليدية، والتي كانت قد اُختبرت في احتجاجات 2013، حينما انفجر الغضب الشعبي عقب إجراءات اقتصادية قاسية، وانتهت إلى لا شيء حينما لم يجد الشارع من يقوده.

    القوى الحديثة أمام امتحان تخلّق البديل
    حَظي "تجمع المهنيين السودانيين" الذي قاد "ثورة ديسمبر" بالتفاف شعبي لم يحدث له مثيل في التاريخ الحديث للبلاد، ووجدت "لجان المقاومة" (لجان شبابية تشكلت داخل الأحياء) نفسها في مقدمة صفوف المواجهة مع أجهزة البشير القمعية، وقد أبلى هؤلاء الشباب في المواجهة والإصرار والبسالة بلاءً مدهشاً، متمسكين بسلاح السلمية إلى أن غلبت أجهزة البشير التي أسّسها على مدى سنوات على حساب التعليم والصحة.

    القوى الحديثة الشابة ذاتها التي انتصرت، وأسقطت حاكماً عسكرياً اعتمد تماماً وكلياً على آلته الدموية هي الآن أمام امتحان النهوض من حالة العجز والفشل التي تلبست النادي السياسي السوداني.

    يعتقد كثيرون أن السبب الرئيسي الذي قاد إلى تباطؤ تحقيق مطالب الثورة، وولّد حالة السيولة التي انتهت بانقلاب، يكمن في أن القوى التي قادت الثورة "ترفّعت" عن قيادة الدولة، وعبّدت الطريق أمام النادي السياسي القديم ليعيد إنتاج فشله، ومنحته حق تقرير مصيرها. وهذا الرأي راجحٌ لدرجة كبيرة، لكن، وبالمقابل فإن هذه القوى الحديثة لا تمتلك الخبرة الكافية لإدارة الدولة، كما أنه لم يتخلق منها تنظيم سياسي ينتقل بها من قيادة الثورة إلى قيادة الدولة.

    مقالات ذات صلة
    أسئلة، تتجاوز السودان وحده، برسم الحاضر والمستقبل..
    السودان: الحراك الشعبي المستمر وتخليق البديل
    كانت أمام تجمع المهنيين، وبدرجة كبيرة، فرصةٌ تاريخية لقيادة الثورة، لكنه هو الآخر تحول لمرتع خصب لصراعات الأحزاب السياسية التي انقسمت بعد الثورة إلى حكومة ومعارضة. ولأن أساس تكوين تجمع المهنيين هو الكوادر المهنية للأحزاب السياسية، فسرى فيه ما سرى في الأحزاب السياسية: انقسم على نفسه، ضَعُفَ، وانفض الناس من حوله. أما لجان المقاومة فهي الأخرى لم تسْلم من عبث الأحزاب وتنافسها، فانقسمت مواقفها باكراً ما بين داعم للحكومة الانتقالية ومعارض لها. لكن، وفي خضم كل هذا، يبقى الحكم المدني هو هدف الجميع بلا استثناء، وهو المطلب الموحد لكل قوى الثورة حتى وإن انقسمت في المواقف.

    دون التنبؤ بعمر انقلاب القاتل البرهان، المتوقع قصره، فمن الضروري الآن أن تقرر قوى التغيير في السودان أن يكون هذا آخر الانقلابات في السودان الذي لم يستطع الخروج من تقلبات الديمقراطيات الهشة والانقلابات منذ استقلاله في 1956، أو ما اُصطلح على تسميته ب"الحلقة الشريرة"، وهي ديمقراطية هشة تنتهي بانقلاب عسكري ينتهي بانتفاضة شعبية، ثم ديمقراطية، فانقلاب ثم انتفاضة.

    لا تزال أمام قوى التغيير في السودان فرصةُ أن يكون انقلاب القاتل البرهان آخر الانقلابات. أمامها فرصةٌ تاريخية لكسر طوق هذه "الحلقة الشريرة" وهدم شيطان الانقلابات إلى الأبد، بعد ثبوت عجز النادي السياسي القديم، وعدم رغبته في مواكبة التغيير الذي حدث في شارع "ديسمبر". وحتى الآن، هناك فجوةٌ واسعة بين النادي السياسي القديم والقوى الحديثة التي قادت "ديسمبر"، وهذه الفجوة هي، بوجهها الآخر، تعبيرٌ صارخ عن صراع جيلين، ويحتاج الأمر إلى عمل دؤوب ومثابرة لا تنقطع لإيجاد حلقة وصل تخلط خبرة القديم وثورية الحديث، كي تتمكن قوى التغيير من وضع لبنات البديل الفعلي الذي يقي البلاد شرور الانقلابات العسكرية الموردة إلى الهلاك.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de