تعريف موجز بالكتاب يعالج هذا الكتاب أحداث ووقائع مؤامرة محكمة الردة التي أصدرت، قبل نصف قرن من الزمان، حكمها، بالردة عن الإسلام، على المفكر الإنساني السوداني محمود محمد طه، كما يتعرض الكتاب لأكثر من (275) مثقف ورجل دين. وقد كشفت الوقائع والوثائق أن المحكمة لم تكن سوى مؤامرة و"مكيدة سياسية رخيصة"، قادها رجال الدين في السودان بتحالف إسلامي عريض، قوامه الفقهاء والقضاة الشرعيون وهيئة علماء السودان، وأساتذة جامعة أم درمان الإسلامية، والإخوان المسلمون، ورجالات الطائفية والقادة السياسيون، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وكبار موظفي الدولة السودانية، وبعض أعضاء مجلس السيادة، ومشايخ الأزهر، ورابطة العالم الإسلامي التي يتكون مجلسها التأسيسي من ستين عضواً يمثلون مختلف دول العالم الإسلامي، وتتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها. عبَّر هذا التحالف عن الجهل في أفصح تجلياته، وعن الكسل العقلي في أبلغ حالاته، وعن القديم في أبشع صوره، فتآمر وعقد محكمة الردة، التي مثّلت سابقة خطيرة في السودان. أرخت تلك المحكمة لبداية تحول حاسم، وجذري، في مجري الفكر والسياسة والاجتماع، وفي المزاج الديني في السودان. ومن المفارقات أنها عُقدت بعد اندلاع ثورة أكتوبر 1964، وفي ظل نظام ديمقراطي تعددي. وبهذا فإنها تمثل أنصع دليل على فشل التجربة الديمقراطية في السودان، وستظل وصمة عار في سجل القضاء السوداني، كما أن استرجاعها، يمثل بحثاً في سجل وتاريخ عنف الدولة السودانية. على الرغم من كل تلك المؤامرات فإن آثار محكمة الردة على مشروع الفهم الجديد للإسلام، كانت على عكس ما اشتهي المتآمرون. فبعد صدور حكم المحكمة تدفق الشباب على محمود محمد طه، فتوسع المجتمع الجمهوري وقامت بيوت الإخوان الجمهوريين، وانطلقت في منتصف عام 1974 أركان النقاش (الحوار المفتوح) في جامعة الخرطوم. وما لبثت أن انتقلت إلى الجامعات والمعاهد، ومن ثم تحوَّلت إلى الطرقات في العاصمة وفي المدن السودانية. وفوق كل ذلك، فإن انعقاد المحكمة وصدور حكمها، مع كل المؤامرات التي سبقتها، وتلك التي تبعتها، أو استدعتها، فإن محمود محمد طه لم يتراجع قيد أنملة عن ما قال أو كتب منذ يوم إعلانه عن مشروعه الفهم الجديد للإسلام، في 30 نوفمبر 1951، حتى يوم تجسيده لمعارفه على منصة الإعدام في 18 يناير 1985، بينما باء الشركاء، في المؤامرة، بعار التاريخ وخيبة المواقف، فصاروا من الخاسرين.
ما تنقله اعلاه اخ دكتور ياسر فيه تضليل عظيم وبذكاء للقارئ حتى المتابعين لنمو اصحاب الرسالة الثانية وليس الفكر الجمهوري كما تدعون قد يفوت عليه تضليلكم هذا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة