في توقيت متقارب، خرجت تظاهرات احتجاجية في عدد من ولايات السودان، ترفض التصاعد المستمر في أسعار السلع والخدمات، وشهدت هذه التظاهرات انفلاتاً امنياً ووقوع حالات سرقة ونهب وحرق للممتلكات العامة والخاصة، في ظل عدم تدخل قوى الأمن والشرطة في الوقت المناسب.
التغيير: أمل محمد الحسن- علاء الدين موسى
وطرحت الطريقة التي تمت بها الاحتجاجات تساؤلات حول ما إذا كانت تلقائية أم مدفوعة بأجندة محددة، ومن يقف وراءها ولأي هدف ترمي؟!
أحداث متزامنة
واندلعت الاحتجاجات بعدد من الولايات في توقيت متقارب، ففي البحر الأحمر احتج مئات من طلاب وطالبات الثانوي ببورتسودان على تدهور الأوضاع الاقتصادية، دون وقوع أعمال نهب.
فيما تعهد والي البحر الأحمر عبد الله شنقراي، الذي اجتمع بممثلين للطلاب، بحل مشكلة أصحاب المخابز لتستمر في الخدمة، واعترف بمشروعية المطالبة بالحقوق وحرية التعبير.
ونقل الوالي للطلاب والطالبات المحتجين الملابسات التي صاحبت توقف المخابز خلال يوم أمس؛ وأقر بالخلل الداخلي الذي صاحب قضية الخبز.
وفي ذات اليوم، أعلنت ولايتا شمال وجنوب دارفور، فرض حالة الطوارئ بعد تنامي الاحتجاجات، بينما قرر والي شمال كردفان إغلاق أسواق الأبيض والرهد وأم روابة، بعد أعمال نهب لمحال تجارية وحرق سيارات.
كذلك، شهدت نيالا عاصمة جنوب دارفور، أعمال نهب واسعة لمحال تجارية وحصب سيارات مواطنين بالحجارة وإحراق بعضها.
إعلان طوارئ
وأعلن والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحاق، حالة الطوارئ في نيالا وحظر التجوال من السادسة مساءًا إلى السادسة من صباح اليوم التالي، وأوضح أن قوات الشرطة تمكنت من تفريق مظاهرات وأعمال شغب.
وقررت لجنة أمن الولاية تعليق الدراسة لمدارس الأساس والثانوي.
بدورها، أعلنت لجنة أمن ولاية شمال دارفور في اجتماع طارئ رأسه الوالي محمد حسن عربي، حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية وقررت منع اغلاق الطرق القومية والداخلية ومنع التجمعات، على خلفية التوترات الامنية التي شهدتها الفاشر يوم الإثنين ولحقت بها محلية كبكابية الثلاثاء.
وقال الناطق باسم حكومة الولاية خليل إبراهيم موسى، إن قرارات لجنة أمن الولاية تضمنت كذلك إغلاق المدارس والأسواق ومنح العاملين بمختلف المرافق والمؤسسات الحكومية إجازة لمدة يومين.
من جهته، أوضح مدير شرطة الولاية، مقرر لجنة الأمن اللواء شرطة حقوقي يحيى محمد أحمد النور، أن اللجنة قررت تشكيل غرفة أمنية مشتركة بمشاركة النيابة لمتابعة الموقف وتنفيذ قرارت اللجنة بالتدخل الحاسم.
وأفاد أن بلاغا تم فتحه من المدير التنفيذي لمحلية الفاشر حول أحداث الاثنين تم بموجبه القبض على عدد من المتهمين، ويجري ملاحقة آخرين.
وفي شمال كردفان، أصدر الوالي خالد مصطفى آدم قرارا بإغلاق أسواق الأبيض والرهد وأم روابه لمدة 48 ساعة.
مدينة الأبيض 8 فبراير 2021 وسائل تواصل اجتماعي ووقعت أعمال نهب في سوق الرهد الثلاثاء، كما جرى إحراق بنك التضامن.
والاثنين، شهدت مدينة الأبيض عمليات نهب واسعة لمحال تجارية تعمل في بيع السكر ودقيق الخبز، إضافة إلى نهب البنك الفرنسي، ما دعا الحكومة المحلية لإعلان حالة الطوارئ.
النظام البائد
وأكد مدثر محمد من مدينة الفاشر، أن الأحداث في شمال دارفور لا تنفصل عما يحدث في بقية الولايات.
واتهم عناصر النظام البائد بالترتيب للأحداث التخريبية التي ظهرت بعدد من الولايات في ذات الوقت.
وقال لـ«التغيير» إن عناصر النظام البائد في الفاشر استغلوا حادثة بين مزارعين ورعاة وقاموا بالتعبئة والحشد في اليوم الثاني من الحادثة.
وأضاف مدثر بأن فلول النظام البائد قاموا بحرق المحلية وكسر المحال التجارية في السوق وتعدوا على ديوان شؤون الخدمة، ومبنى النيابة العامة، وحرقوا مبنى المحلية وعربة تابعة للشرطة.
وطالب بأن تكون هناك قوانين رادعة بحيث تتم محاسبة كل من يثبت تورطه في التخريب بقانون الطوارئ.
واشار إلى الإجراءات التي اتخذتها اللجنة الأمنية بالولاية لاستتباب الأمن، حيث تم اغلاق المدارس في محليات الولاية الـ«18» وفرض حظر التجوال من السادسة صباحا حتى السادية مساء.
إتهام الشرطة
واتهم سليمان، وهو عضو بلجان مقاومة الأبيض في شمال كردفان، الشرطة بأنها السبب الرئيس في الفوضى التي حدثت قبل أيام بمدينة الأبيض.
وقال لـ«التغيير» إن الأحداث مدبرة وتمت بعلم الشرطة.
وكذلك حملت تنسيقية الحرية والتغيير بالأبيض، شرطة الولاية مسؤولية التقاعس في صد التخريب، وأكدت في بيان اتصال سكرتارية الحرية والتغيير بأجهزة الشرطة قبل وقوع الأحداث، دون استجابة.
وطالبت التنسيقية الحكومة بتوفير قوت وأمن المواطن ووقف التدهور الاقتصادي وحسم زيادة الأسعار المتزايدة لينعم المواطن بحياة كريمة.
عمل ممنهج
فيما ناشد مقرر تنسيقية الحرية والتغيير بالولاية سليمان أحمد فضل المواطنين والشرفاء من أبناء الولاية والقوى الثورية ولجان المقاومة وقوى التغيير والجميع بحماية الممتلكات العامة والخاصة.
واعتبر أن ما يحدث في الولاية عبارة عن عمل ممنهج الهدف منه ضرب الثورة والثوار، مع تحمل شرطة الولاية المسؤولية كاملة تجاه ما يحدث من أعمال النهب والحرق للممتلكات العامة والخاصة وتهديد أمن المواطنين.
التردي الاقتصادي
وبحسب أستاذ العلوم السياسية د. إبراهيم الجميل، أن السبب الأول للاحتجاجات هو التردي الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد التموينية بشكل كبير وشح المواد البترولية وتذبذب الكهرباء والتردي الكبير جدا في كل الخدمات وهو السبب بالدرجة الأولى، إضافة لانفراط الأمن والكثير من المشاكل القبلية، كل هذه أدت لخروج الشارع.
الدولة العميقة
واتهم أستاذ العلوم السياسية د. صلاح الدومة انصار النظام المُباد، بالضلوع في الأحداث التي تشهدها عدد من ولايات السودان، وقال الدومة لـ”التغيير” إن الدولة العميقة المتمثلة في المؤتمر الوطني وجهاز الأمن السابق والحالي، والمجلس العسكري الذي يعمل على توفير الحماية، وراء تلك الأحداث.
وأشار إلى أن ما يحدث بفعل فاعل ومخطط له، لخلق بلبلة للإنقلاب على الوضع، واجبار الحكومة للدخول معهم في مساومة، للعودة للمشهد السياسي من جديد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست