في عام 1884ا غشي الرعب والهلع نقابة (السقايين) بالقاهره ، وكانت في حينها نقابة مزدهرة ، ومهنة رائجه، يعمل بها عشرات الآلاف ممن لا مهنة لهم غيرها وليس لديهم حرف، ولا يحملون شهادات الكتّاب. يسقون الناس ب(القِرب), يحملونها على ظهورهم أو ظهور دوابهم،.
أصابهم الفزع وتعالى بكائهم يتصايحون الله... الله، ويذرفون الدمع الغزير . فالمهنه كانت رائجه وتوفر العيش الكريم للكثير من محدودي القدرات.
والسبب أن مهندسي المياه الانجليزيٓيٓن (هاريس )و(ويلكوكس) قد بدئا بالفعل في تنفيذ شبكة مياه شرب نظيفه وصرف صحي لأول مره في تاريخ مدينة القاهره وعموم دولة مصر.
ففكر ودبر وقرر اجتماع نقابة السقايين، ان يستعين بأئمة المذاهب الأربعه، من أجل تحريم هذه (البدعه) المسماه (صنبور)، و دفع الضرر البائن الذي سيصيب مصدر قوتهم والمصيبه التي ستحل بأرزاقهم وتؤدي الى ضلال الامة اجمعين.. واستغلوا في ذلك (صفحه) في منشور سلطة الاحتلال الانجليزيه، تتضمن توصيل مياه نظيفه للوضوء في المساجد بدلا من استخدام الطاسات .
وبالفعل رأى أئمة المذاهب من المالكية والشافعية والحنابلة أن الوضوء من خلال هذه الصنابير بدعة، كما أن انتشارها في الشوارع يساعد على وجود برك ماء، عندما تمر عليها العربات التي تجرها الخيول "تطرطش الطين" في وجوه المؤمنين من عبادالله.. ولكن أئمة الحنفية أفتوا بأن الوضوء من مياه الصنابير يجوز ومستحب ولذلك سميت ب(الحنفية) نسبة إليهم.
وعطل علماء الاتراك عن طربق فرمان السلطان العثماني الشهير دخول المطبعه إلى العالم الاسلامي لقرنبن ونصف من الزمان ، وأخروا الأمه الاسلاميه من اللحاق بركب التقدم والحضاره ل 250 عام، ندفع ثمنها حتى اليوم، بحجة انها مدخل لىتحريف، وخوفاً على ارزاق كتبة القرآن..
وينظر الكثير من من يطلق عليهم زوراً علماء الدين ، الى كل ماهو جديد وعصري وحديث عل انه بدعه و مفسده ومدخل للفتن والضلال.
وهو إنعكاس مباشرا لدواخلهم الغير سويه، فيذهب أفقهم الضحل ووعيهم التناسلي بعيداً عما قد يكون فيه منفعة البشر، لأنهم أكثر ما يخشون هو غضب السلطان.
يعلو صراخهم في المنابر وتظهر عليهم الحده أو يعلو عويلهم ويتباكون كلما فتح الله على الناس بمنفعة تتأثر بها مصالحهم أو مصلحة السلطان,
انهم يعتنقون الاسلام بخوف وذله، و نحب أن يعتنقه اولادنا فخرًا وإعتزازا...
لا نخاف على عقيدة أبنائنا من رسم عمره ألف عام. ولا نخاف عليها من كل متاحف الأرض ورسومات روما، و جميع الاوثان،
لأننا وببساطه شديده نؤمن بأن رسالتنا الأهم على وجه هذه البسيطه، هي صحة عقيدة بناتنا وأبنائنا. ومعرفتعم لربهم هي اولى الاوليات..
ولا نترك هذه المهمه المقدسه لغيرنا، المهمه التي قرّرها سيد الخلق عليه افضل الصلاة والتسليم بأنها مهمة الوالدين وحملهما مسؤولية صحة عقيدة ابنائهم. فلم يقل ينصره ويهوده استاذه او معلمه.
وهناك بيوت اذن الله لها أن ترفع ويذكر فيها اسمه في امريكا وأوربا واستراليا، حيث المناهج التي لا يجدي معها البكاء والعويل.ولكن مع ذلك يذكر فيها اسمه بالغدو والآصال..
دائماً ما يخلط البكاأون الاشرار بخبث بين الفنون والثقافه وامور الدين ، لانها سريعة الاشتعال في قلوب البسطاء محبي الاديان كلما احتاجوا لفتنة تخدم السلطان اشعلوها.. يريدون نشأً ضعيفاً خائفاً ييتطيعون السيطرة عليه من أجل عيون اسيادهم. هش العقيده، يتأثر فقط بما هو محسوس، ولا يستطيع مقاومة غرائزه، ولا يعرف عن الغيب وعلم الباطن كثيراً، وهكذا يستمر جاههم.
ان يستمر بكاء السقايين وتجار الدين على مصالحهم وارزاقهم في كل العصور والازمان لهو امر طبيعي. لإرتباطه بلقمة طعامهم وهو تدافع في الحياة الدنيا مستمر..
ولكن التسطيح والتعتيم ومواضيع طرطشة الناس بالطين لن تستمر في عصر فتوحات الانترنت..
إذ يستطيع طالب السادس الابتدائي هذا، ان يستعرض بمسحة من اصبعه على الهاتف من صحاح الحديث ما أعيا بغلة الغزالي وحصان إبن عربي بوعثاء السفر لعشرات السنين، طلبا لنفس الاحاديث. وأن يشاهد من الصور ما لو رأه ابو نواس لارتد عن إسلامه .
لكن يظل السؤال الكوشي القديم، يسأل كل يوم وفي كل ببوت السودان و في جميع ارجاء السودان وبكل لغات السودان..
((الليله ادوك شنو في المدرسة؟؟)) هو الفارق بيننا وبينهم
هؤلاء البكااون يعيشون متقوقعين ، ولايرغبون في الخروج منها ، كذلك باقي الامة ، لايريدون لها الخروج من هذا السرداب . وكما ذكرت في المنقول اعلاه ، سوف تتاثر مصالحهم بصورة مباشرة ، لذا هم اعداء التغيير ، ويحاربون كل جديد . ( بس ماعلي كيفهم ) . فنحن في القرن العشرين ، وحدثت تغيرات كتيرة جدا ، وكل يوم يظهر شئ جديد . التقنيه ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفه ، تحوي الكثير ، ولايوجد شئ اسمه ممنوع ( ده كان زمان ) . تعنتهم واصرارهم ، ان يعيش الناس في تخلف وجهل ، يزيد في الرغبه علي الاطلاع ومشاهدة كل محجوب. بكاءهم سيلفت انظار الغافلين ، فيقوموا بالبحث عن ذلك الشئ الذي سبب لشيوخهم البكاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة