|
Re: تقدم كبير في فهم الحكومة للمعارضة (Re: عمر التاج)
|
رغم ما حدث اخر يوم امس من اطلاق للغاز الحارق وفض للاعتصام بالقوة الا ان الوضع العام في تحسن الكبير، والحالات الفردية أو المبرمجة يمكن تصنيفها بأنها عادية.. نرجع لموضوع المظاهرات والاعتصامات .. وبرضه نقول ان اسلوب المتظاهرين كان حضاريا .. والثورة السلمية ترسخت في وعي المواطن بأنها الاسلوب الامثل للمطالبة بالحقوق بعيدا عن اسلوب الحرق والتكسير والتدمير واتلاف الممتلكات وده في حد ذاته مؤشر جيد لامكانية بناء تجربة ديمقراطية راسخة .. تبقت مسألتان : - الأولى هي فكرة تتريس الشوارع وقفلها ، سواء أضمت ساحات اعتصام ام لا .. أولا : تعد التروس عملا مخلا بمجرى الحياة ، وفيه تعد واضح على حقوق اخرين يرغبون في الانتقال عبر هذه الطرق (مرضى ، عربات نفايات، اصحاب اغراض ومصالح ، عمالة بسيطة وبائعون متجولون يبحثون عن رزق يومهم..الخ) ثانيا: التروس لاتحمي .. الحامي الله ثم فكرك ، التروس وان بلغت جبل أحد يمكن فضها بالقوة كما حدث امام بوابات القيادة العامة قبل عامين تقربيا .. ثالثا : تخلف اعمال التروس مظاهر غير حرارية في الشوارع وتفقد التظاهرة جمالياتها الشكلية والمعنوية، وخير شاهد على ذلك ان شوارع الخرطوم وبحري بعد ان كانت مرصوفة بالطوب البلوك ويكسوها بعض مظاهر التخطيط قبل الثورة، تم تدميرها تماما أثناء وبعد الاعتصام ، وبعضها لم يعد الى وضعه حتى الان .. رابعا : فان التروس داخل الاحياء فيها اعاقة كبيرة للحركة والمصالح، تتحطم العربات الصغيرة وهي تحاول عبورها، تتعطل حركة عربات الخدمات (نفايات وكهرباء ومياة.. الخ) وتمتنع عن الأحياء المتروسة ، يتضرر اصحاب الحي أنفسهم قبل الحكومة من الاغلاق والتتريس.. الشاهد ان ما ذكرته ليس وقوفا ضد حدث سابق، بل محاولة لتصحيح المسار في المستقبل ، والشاهد كذلك أن الاعتصام يمكن يتم من غير تروس ، والمظاهرات يمكن ان تتم من غير خراب، بل يمكن ان تشهد بعض أعمال البناء والفن ، وتتحول ساحاتها الى منتديات فكرية وثقافية وفنية وهي متروسة باللوحات الفنية وكثير من المظاهر الشكلية التعبيرية .. ويمكن أن تترس بالزهور والشتول التي قد تتحول إلى حدائق غناء دون أن تعيق الحركة، وقد تترس بفرق الغناء والانشاد والمدائح والمسارح، والشيوخ في حلقات الذكر والصبايا الراقصات والشباب العاشق للرياضة ...الخ
| |
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|