|
Re: رحيل البروف قاسم عثمان نور للرحاب العلية (Re: نعمات عماد)
|
كتب د. محمد صادق جعفر بدري مؤسس ومدير دار باركود للطباعة والنشر
نسأل الله ان يتقبل فقيدنا البروفيسور قاسم نور مع الابرار وان يظله بسحائب الغفران والرضوان .. فقد بذل حياته متبتلا في محراب المكتبات والمعلومات وأثرى المكتبة السودانية باصداراته المتميزة في خدمة البحث العلمي وتنمية الوعي والتنوير. لقد كان الراحل عضوا فاعلا في اللجنة الاستشارية لدار باركود عند قيامها بالخرطوم العام الماضي وقد رحل وهو في قمة العطاء بجدية واستمرارية. حار العزاء لاسرته وطلابه ومحبيه وزملائه وزميلاته ولاتحاد الناشرين .. انا لله وانا اليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل البروف قاسم عثمان نور للرحاب العلية (Re: Amira Hussien)
|
الراحل الكريم خال د. مجدي اسحق عضو هذا المنبر فتعازينا له وللأسرة —- كتب بتصرف الاخ أزهري بلول من واشنطون عمنا الجمهوري ميرغني حمزة علي (آل النصري) هو خال بروفيسر قاسم عثمان نور. والدة قاسم عثمان هي نور الشام حمزة وهي شقيقة عم ميرغني حمزة. عزيت الأخ دكتور مجدي إسحاق وهو قد وضح لي العلاقة بين عم ميرغني وبروفيسر قاسم. بروفيسر قاسم هو شقيق والدة دكتور مجدي. أزهري بلول
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحيل البروف قاسم عثمان نور للرحاب العلية (Re: عبدالله عثمان)
|
🌹قاسم عثمان نور.. دوما في قلوبنا.. ياسادن الحب والمعرفه🌹
رحمك الله ياخالي.. وأبي... وصديقي.. فلمثلك تراق الحروف.. ولمقامك ننثر مشاعر العرفان والمحبه.. جاء في الأثر الشريف إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل في العباد إن الله يحب عبده فيقع حبه في قلوبهم.. ولانقول على الله بلا علم فلم ينفتح عننا الغيب ولا الحجب ولكن نزعم ويملؤنا العشم أن يكون الخال في زمرة هؤلاء.... بل إمامهم وحاديهم.. بين فيضانات الحزن لفقده والالم لرحيله نرى مشاعر الحزن ونسائم المحبه التى تهب علينا من كل صوب تخفف علينا... ومن كل حدب حروف التعازي بلسما على جراح الفراق... ولتؤكد زعمنا بأن الله جل وعلى قد أكرمه بأن جعل محبته في قلوب العالمين ونعشم أن تكون محبته عند رب العالمين مقاما محمودا وحسن الثواب... ياخال.. رأينا حروف المحبه من أهلك في الكوه فأنت فارسها في دروب العمل العام تحمل همومها بين لجنة و رابطة فلم تبخل بالجهد والزمن والحكمه.. وعرفتك دروبها تواصل كل ركن فيها.. فكلهم كانوا أهلك بالدم أو بالمحبه يحتكمون اليك في اختلافاتهم وتقف على افراحهم وأحزانهم لتخاطب عقولهم بالحكمة والكلمة الطيبه تجمع الأحباب في جلسات الزواج وتودع من يغادر للدار الاخر بخير الكلام وأجزله فمن في مدينتنا الصغيره لم يقف قاسم على قبره مودعا أو في زواجه مهنئا ومعددا مناقب العروسين فيزيد رباطهم وعيا ومحبه. ولم يكن لنبع إهتمامك ساحل ولا حدود.. ليزرع بذر التواصل بحثا عن جذور أسرتك الممتده من بحر أبيض الى شمال الوطن فكنت المهموم بحثا عن صلة الرحم والمحبه بين ارتيموقا ومورا وحسين نارتي تؤرخ لجدك صالح ود فضل وتربط عرى التواصل مع من بقى من أثرهم الطيب تواصلا ومحبه.. كم ستفتقد أسرتك الصغيره أياديك البيضاء التي تعطي وتدعم في خفاء وحياء لا تعلم به يسارك ما فعلت يمينك.. وسيخلو مقعدك الذي يحتكم له الناس وصوتك الذي ينشر الحكمة والمشوره عندما تختلط الأمور.. فمن سيكون في قامتك ليطفئ القلوب الغاضبه وليجبر الخواطر وتنكسر له المواقف تنازلا واحتراما... رأينا كم ترقرقت دموع زملاءك و تلاميذك فقد كنت مفتوح القلب والدار تناقش هذا وتنصح هذا وتوزع المعرفة والحكمه بلا من ولا أذى.... فتربعت في القلوب متوجا... عصي على النسيان... هذه المكانة أزعم أنها قد قامت و نبتت جذورها على ثروة من مكارم الأخلاق وإشتد عودها على خصال ثلاث هي الوعي وحب الناس والتواضع والإحترام.. ماذا أقول... تعجز حروفي وتقصر ولا أشك في أن كل من قابلك سيوافقني القول بأنه لو كانت المعرفه والوعي يمشي على قدمين لما وجدت مثالا خيرا من قاسم... حيث لا تجده جالسا الا وفي يده او في جانبه كتاب... قارئ موسوعي بين الفسلفات القديمه والدراسات الاسلاميه وتاريخ السودان وثقافته وبين السياسة و دواوين الشعر والقصه تجده دوما غارقا في بحورها. هذا القدر من المعارف ممزوجا مع تواضع في المعرفه جعلت الحديث معه متعة لا تدانيها متعه فهو القادر عن يضرب على اوتار اهتماتك بوعي وتمكن يحسد عليه.. له مقدرة في السرد والحكي يطرق على ابواب قلبك المتعطشه بسلاسة وعمق بلا إدعاء فيتنقل معك بما تحب من تاريخ الوطن وتعدد ثقافاته وتاريخ الاسلام والمدارس المعاصر ليعرج عليك فيربط ذلك بتاريخك الشخصي و بين تفاصيل وتاريخ المناطق والناس الذين عاصرتهم ليعطي لحياتك بعدا وعمقا جديد.. ممزوجة بسحر إلهي يجعله يعطيك نفس الإهتمام ويزرع المعرفة بلغة تناسب المقام فأن كنت في خريف العمر تبحث عن تاربخ التصوف أو في مقتبل الشباب مهموما بالحركه النقابيه واليسار في السودان أو غارقا في دواوبن الشعر و القصه.. أو خالة في خريف العمر تتكئ ليحكي لها عن تاريخ الكوة وتاريخ النزوح من الشمالية والتجارة في الجنوب...وأسرار التصوف.. ومع كل هذا التنوع سحر الحكي ومتعة الحديث وقمة الإنصات.... لاغرو إن توجوك سادنا للمحبة والمعرفه وفاكهة للمجالس ورحيقها المختوم.. فيا لرحيلك المؤلم كم ستفتقدك المجالس والقلوب... وسط هذه المحبه.. و بين كل هذا الزخم كنت أظن أن لي مكانة خاصة لديه.. فلم تهيؤا ولا خيال بل حقيقة نبعت من مقدرته ان يشعر كل من يقابله او يحتك به.. بخصوصيته وبأنه محور إهتمامه...وأنا كنت جزء من هذا الجمع وكم سعدت بذلك ونهلت من معينه... لذل ليس غريبا أن أشعر بأن كثيرا من سمات شخصيتي أدين بالفضل فيها إليه.. لا أستطيع أن أقول متى بدأ وكيف كان هذا التأثير لكنها محطات كلما أتذكرها أشعر أنها قد أضافت لي الكثير هي محطات قد غرست في قلبي محبته وفيها أصابني بجرثومة القراءه وحب الكتاب.. تحاصرني الرؤى ونحن أطفال يحمل لنا باقات الكتب كلما دخل علينا... يزرع الفرح وتحلق ذكرياتي منذ نعومة أظافرنا وأنا أنتظر زياراته.. وأتشوق لها وأستمتع بهداياه فأذكر دهشتي وانا لم أتجاوز العشر وأنا أحتضن سالي فو حمر.. وذكرياتي في الباديه.. لتصبح هداياه تقليدا ومنبعا للسعادة والوعي... لم تنقطع طوال هذه السنين... حتى وانا في خارج الوطن فيحتفظ لي ما ظهر من كتب وعندما أحضر في إجازاتي قبل أن أجلس تجده يسرع لداخل مكتبته ليعود حاملا مجموعات الكتب ليحكي لك في عجالة عن الكتب التي صدرت وما احتفظ بها لي لأنها تستحق القراءه...يناقشك بوعي وعمق يثير حماسك لتنهل من هذه الثروة التي هبطت عليك.. مكتبته كانت المحراب الذي تفتح عليها عيوني على العالم.. وأذكر في إجازة لي في الكوه وأنا قبل ان تطأ أقدامي الجامعه وجدت له مجموعة كتب مخزنة... سحبت الصندوق الأول لأجده يحتوي من إصدارات الاستاذ محمود محمد طه أكثر من ستين كتاب إلتهمتها في عدة أسابيع..وكم كانت سعادتي بهذا الكنز... لتصبح إجازاتي معسكرا للإعتكاف والتثقف وليأتي العام الذي يليه لأستكشف وسط مجموعته المخزنه صندوقا به أكثر من أربعين كتابا من إصدارات دار التقدم لتفتح مداركي على أصل العائله وما العمل وأنتي دهرينغ..وخطوة للأمام.. كانت نقلة جديده في دروب الوعي.. وإستمر بحثي في دروب المعرفه وكان الخال دوما المورد والمنهل..في الأعوام الماضيه كنا نتحرق لزيارته السنويه لمعرض الرياض والكتاب وزيارته لنا محملا بما لذ وطاب من عصير الكتب.. في آخر إجازة.. وياليتني لو علمت انه اخر لقاء لإستزدت منه... فقد وجدته قد حفظ لي أكثر من عشر كتب من الروايات ومعهم مذكرات ابراهيم منعم منصور ومعتذرا انه لم يستطع ان يجد لي مذكرات منصور خالد... ودار الحديث وفوجئ عندما علم إنني أقرأ في كتابي الأول لأبوالقاسم حاج حمد.... وقبل ان أودعه كعادته دخل لمحرابه وخرج حاملا سبع كتب لأبوالقاسم حاج حمد وهو يبتسم ويقول لي(ده زول ماهين نحنا لسه ما أعطيناه قدره .. يمكن السياسه سرقته لكنه مفكر ضروري تقرأ ليهو)... حتى في أيام مرضه الاخيره قبل يوم من رحيله.. وأنا أقول له حمدلله ان فحص الكورونا كان سلبيا...رد علي بأن الكورونا لو تعاملنا معها بوعي لإستفدنا من حصار وحدثني عن كيف انه استطاع ان ينجز مخطوطة كتابين في هذه الفتره ولم ينسى أن يحثني بالكتابة والنشر ويزكي لي بعض تلاميذه للطباعة والنشر ولم أجد حرفا أبرر به تكاسلي فماذا أقول لشيخ ثمانيني ومازال يكتب ويطبع وينشر وفي رصيده خمسون كتابا تأليفا وتوثيقا ورغما عن هذا الإنتاج لم يسرقه من حب الناس وتواصله.. وتقديسه للعلاقات وكيف كان يقطع المسافات فرحا وهو يقول(ده كان صاحب جدك)... وفوق ذاك كان دائما مبادرا في العمل العام وقضايا الوطن وهموم الناس والبلد فلم يعتذر ولم يتراجع.. فلم يمنعه كتاب ولم تحجزه قراءة من أن يكون مع الناس في دروب الكوه وبيوت الاهل والاحباب وقاعات المحاضرات والمنتديات مواصلا يحمل التواضع والمحبه.. لذا أحبه الجميع.. وكان يوم فراقه سحابة سوداء غطت الوطن الذي أحبه وألم أصاب قلب محبيه وكل من قابله أو تقاطعت دروبه معه ولو لساعات لعلم حجم الفقد... ولانقول الا مايرضى الله لكننا نعلم إن الدنيا لن تكون كما كانت... والحياة ستفقد كثير من بهائها في غيابك فأرقد في سلام.. ياخالي العزيز.. يامعلمي وشيخي في دروب المعرفه.. ويانبع المحبة والتواصل سنظل ننهل من ذكرياتك جرعات للتعلم.. و دربا للتطور.. فلترفرف روحك الطاهره.. ولك دوما حلاة الذكرى ومرارة الفقد وحسن الدعاء.. وليقبلك ربي قبولا يليق بقدر عطاءك ومحبتك ونسهد لك انك كنت سادنا للمعرفه ورسولا للمحبه والعطاء.. لك الرحمه.. ولنا الصبر الجميل
مجدي إسحق
| |
|
|
|
|
|
|
|