|
Re: من منح هؤلاء حق العفو عن مجرمي العهد البائ (Re: زهير عثمان حمد)
|
التغيير –
بعد مرور أكثر من عام على الاتفاق السياسي الذي اقتسم فيه المكونان العسكري والمدني الحكم الانتقالي عقب اسقاط نظام «الكيزان» الأخوان المسلمين في السودان؛ تصحو الخرطوم على طقس سياسي ساخن رغم دخول الشتاء رسميا. ويتابع المواطنون بحذر تطورات الموقف السياسي في السودان، الذي شهد مؤخرا توقيع اتفاقية سلام، وينتظر تشكيل حكومة جديدة، وكما شهد في أغسطس الماضي وفي ذكرى الاتفاق السياسي مع العسكر، دعوات من لجان المقاومة للخروج في مواكب مليونية تحت شعار “جرد الحساب” في إشارة إلى مرور عام على صياغة الاتفاق السياسي بين العسكر والمدنيين وتقاسم سلطة الحكم الانتقالي. وبالرغم من تباين وجهات النظر حول الاتفاق نفسه (بين راض وساخط) إلا أن معظم السودانيين متفقين على أن السنة التي مرت كانت مخيبة للآمال، ودون المستوى المطلوب. «التغيير» استطلعت آراء الشارع السوداني حول الاتفاق والعام الذي تلاه، وكيف يرى الناس مستقبل بلادهم في ظل حكومة قوى الحرية والتغيير. وقالت عبير علي، 30 سنة، مهندسة زراعية بشركة الهدهد: الاتفاق كان حصرياً بين المكون العسكري والمدني وأهمل باقي المكونات لضمان حصانة العسكر والمناصب للسياسين. وفيما يتعلق بمبررات ضرورة الاتفاق والتي كان واحد منها حفظ الأمن، تقول عبير: الآن التوترات الأمنية في أطراف البلاد، وحتى في العاصمة الخرطوم، وصلت إلى ذروتها، والجميع لا يعلم إلى أين تمضي البلاد، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الطاحن وانعدام الرؤية الواضحة لدى الحكومة المدنية.
من جهته قال وائل سلامة، 36 سنة، مهندس حاسوب وناشط سياسي: أنا راض عن الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير والذي أسفر عن تشكيل الحكومة بشقيها السيادي ومجلس الوزراء، وأفرز حكام الأقاليم. وأضاف: تبقى من مؤسسات الحكم تشكيل البرلمان، والتأخير في ذلك غير مرض، مثل أداء الحكومة، ولكنه مبرر. وأشار إلى أن هنالك مشاكل موروثة من النظام البائد وحداثة الحكومة الجديدة، وعضويتها غير المدربة على إدارة جهاز الدولة والتي لا تعمل بروح الفريق. وذكر أنه وبالرغم من تعثر الشراكة في أكثر من محك إلا أن لدينا سنين مقبلة نتمنى أن تتحقق فيها شروط الإنتقال الديمقراطي وتحسن حياة الناس المعيشية.
ويرى محمد صالح بارون، 28 سنة، مدير البرامج بمركز التحقيق CFI، أن الإتفاق يمثل الحد الأدنى من التوافق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير. وأضاف البارون: بالنسبة لي وللكثيرين الاتفاق مع العسكر غير مرض لأنه أنتج حكومة عقيمة برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، وكذلك لم تكتمل هياكل السلطة بعد، فبعد أكثر من عام تم مؤخراً تعيين الولاة المدنيين بشكل محاصصات كاملة بين الحرية والتغيير ولا جديد في مسألة المجلس التشريعي حتى الأن.
عبدالله حمدوك يترأس الاجتماع الطارئ بخصوص سد النهضة
وبالنسبة لآداء السلطة التنفيذية يرى بارون أنه مخيب للآمال والتطلعات، فالأزمات اليومية تخنق المواطنين اضافة لعدم إستقرار التيار الكهربائي وندرة الخبز والمواد البترولية وغلاء المعيشة كلها خير شاهد على فشل الحكومة، ذلك إضافة للإضطرابات الأمنية التي تشهدها ولايات عديدة والتي ادت إلى مقتل ونزوح العشرات من المواطنين بالإضافة لتأخر توقيع إتفاق سلام مع كل الأطراف في جوبا كل هذا وأكثر يمثل واقع دون مستوى التوقعات.
وبالرغم من توقيع الحكومة السودانية لاتفاق سلام مع الجبهة الثورية في جوبا، إلا أن أهم فصيلين مسلحين غابا عن التوقيع وهما الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو والتي تسيطر على جنوب كردفان وجبال النوبة (جنوب غرب البلاد)، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور والتي تسيطر على جبل مرة في وسط دارفور.
الصحفية هبة عبيد، 29 سنة، قالت إنها راضية جدا من الاتفاق مع العسكر، متمنية ان يتحقق السلام، مشيرة إلى أن الخيبات ستكون حين لاتطبق بنود الاتفاق كما وردت في الوثيقة او ان يتم الالتفاف عليها فتدخل البلاد في مشاكل اخرى ويحدث ما لاتحمد عقباه.
قطار الثورة، أتى من مدينة عطبرة شمال الخرطوم محملاً بالثوار للمشاركة في اعتصام القيادة العامة وسط الخرطوم وبحسب فتحية خليفة محمد، 62 سنة، معلمة بمرحلة الأساس، لم يحدث الاتفاق تغييراً يذكر على الواقع السياسي والاقتصادي السوداني، فهو تفاق بني على عجل لحصد مكتسبات الثورة التي راح في سبيلها العديد من الشهداء، وعلى مهد من دمائهم وضع الاتفاق بين النخبتين السياسية والعسكرية بعد أن أجبرتهما على ذلك الضغوط الخارجية وتوازن الضعف بينهما.
أما بالنسبة لمدير التشغيل والصيانة بشركة جي سيستم إنترناشيونال الصديق عوض محمود، 31 سنة، فهو لم يكن راضياً في بداية الأمر عن الاتفاق وكمية التغييب التي تمت على كواليسه، واخفاء الوثيقة الدستورية عن الشعب لفترة طويلة، إلا انه يؤكد بأن الاتفاق «كان لابد منه وقتها حقنا للدماء وحفاظا على أمن واستقرار الدولة». وأضاف: توجد خيبة أمل كبيرة جداً لأن التضحيات الجسام لم تحدث التغيير الذي كنت احلم به بل خلقت فجوة كبيرة جدا وتكالب على المصالح الشخصية على حساب المواطن والوطن، قائلا: «أنا لا اجد تعبيرا مناسباً لخيبة الأمل هذه».
رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النيلين د.فتح الرحمن احمد يذهب في حديثه لـ(التغيير) إلى أن الاتفاق جاء في ظروف إستثنائية في حراك شعبي واسع النطاق.
وقال إن الوصول الى اتفاق يعتبر نجاح وعامل ايجابي وكذلك الوصول لقناعة ترتيب الانتقال الديمقراطي وان تدار الفترة بشراكة، مضيفا أنه وبالاتفاق استطاعت الحكومة تحقيق بعض الاختراقات الخارجية الى حد كبير واحدثت جوانب ايجابية في ملف السلام باجازة التريبات الأمنية.
خلال التوقيع بين ممثل المكون المدني أحمد ربيع وممثل المجلس العسكري محمد حمدان دقلو حميدتي على الاتفاق السياسي واوضح أن المؤثرات السالبة موجودة، حيت لا زالت هناك صراعات بين القوى السياسية مما اثر على تطبيق الاتفاق السياسي.
ولفت الى ان عدم استكمال الهياكل في السلطة النتقالية خاصة تكوين الجهازالتشريعي لعب دورا في ضعف الرقابة على الاداء الحكومي وعدم اجازة بعض القوانين مما اضعف الاتفاق، موضحاً ان الهم الامني اصبح طاغ على الفترة الانتقالية التي صار كل همها مواجهة فلول النظام السابق.
| |
|
|
|
|
|
|
|